صراعات‎

اتفاق ترامب للسلام.. حان وقت الجزء الأصعب

نشر
blinx
ربما استغرق إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين من غزة ووقف الحرب على القطاع عامين، وجهودًا مباشرة من الرئيس الأميركي وقادة العديد من الدول العربية والإسلامية. ولكن هذا كان بالتأكيد الجزء السهل في خطة ترامب المكونة من 20 نقطة، والتي حددت حلاً شاملاً لغزة، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز".
غير أن إقناع حماس بالتخلي عن أسلحتها، ونزع سلاح القطاع، وهما شرطان أساسيان لانسحاب إسرائيل الكامل من غزة، كما كرر كل من الرئيس ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الإثنين، قد يكونان أصعب بكثير.

هل سيحل السلام في الشرق الأوسط؟

بحسب التقرير فإن القضايا المتبقية ما بعد عملية تسليم الأسرى، الأحياء والأموات، هي المهمة الأصعب، وخصوصا ما يتعلق بإنشاء القوة الدولية للمساعدة في الحفاظ على الأمن في القطاع، وجهد طموح لإعادة بناء اقتصاد غزة وبنيتها التحتية، وإنشاء لجنة حكم فلسطينية مؤقتة، يشرف على عملها مجلس دولي.
خلال المحادثات التي سبقت وقف إطلاق النار في غزة، كانت بنود من سيدير ​​القطاع في "اليوم التالي" لانتهاء الحرب من بين أكثرها تعقيدًا وإرباكًا، لدرجة أنه تم فصلها في النهاية عن محادثات وقف إطلاق النار وتأجيلها حتى المرحلة الثانية من المفاوضات.

ترامب في قمة شرم الشيخ. AP

واتسمت تلك المرحلة، على الأقل، بجو من التفاؤل مساء الإثنين في شرم الشيخ بمصر، حيث جمع ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عشرات القادة في محاولة للبناء على الزخم الذي أحدثته الهدنة وتبادل 20 رهينة إسرائيليًا على قيد الحياة وجثث آخرين مقابل ما يقرب من 2000 أسير فلسطيني.
قال ترامب: "بدأت المرحلة الثانية"، كما توقع "تقدمًا هائلاً".
وقال: "إنه السلام في الشرق الأوسط. قال الجميع إنه من غير الممكن القيام بذلك. وسيحدث ذلك".

"القضية الرئيسية لم تُحل بعد

مع ذلك، وبغض النظر عن مخرجات قمة شرم الشيخ، لا يزال من غير الواضح حتى الآن متى ستبدأ رسميًا المرحلة الثانية من الاتفاق وأين ستُعقد المفاوضات المتعلقة بها.
وقال محللون إسرائيليون وفلسطينيون إنه من الأسهل توقع تطورات سلبية بدلًا من تصور تنفيذ خطة ترامب بالكامل.
وقال أكرم عطا الله، كاتب عمود فلسطيني مقيم في لندن، من جباليا شمال قطاع غزة: "القضية الرئيسية لم تُحل بعد: سلاح حماس". وأضاف: "يطالب الإسرائيليون حماس بنزع سلاحها، وهو ليس إجراءً إداريًا بسيطًا. لقد تأسست حماس على أساس حمل السلاح".
ومع توقف الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين ودمرت جزءًا كبيرًا من غزة، قال عطا الله إن الأجواء الحالية أكثر تفاؤلًا، لكن من غير المؤكد إلى متى ستستمر.

مخاوف من الاستفزاز

قال محللون ومسؤولون إسرائيليون إن النتيجة الأرجح هي تعثر المرحلة الثانية من المحادثات. وتوقعوا استمرار الوضع الراهن لفترة طويلة حتى يترسخ، مع استمرار تسليح حماس، ورفض الجيش الإسرائيلي الانسحاب الكامل من غزة.
وفي ظل هذه الظروف، توقعوا أيضًا أن يعامل الجيش الإسرائيلي الحركة كما يعامل حزب الله في لبنان: إذ يقصف أحيانًا مقاتلي حماس أو مستودعات أسلحتهم عن بُعد.
على الرغم من تصريحات ترامب المتكررة بأن الحرب قد انتهت، إلا أن تراجع أي من الجانبين عن التزاماتهما قد يهدد بتجدد القتال، كما يقول المحللون.
قال زوهار بالتي، المسؤول السابق في الموساد ووزارة الدفاع: "إذا وقع هجوم على أحد مواقعنا الآن، وسقطت خسائر بشرية، فبعد دقيقة واحدة، سينتهي الاتفاق".
وحذّر نمرود نوفيك، المبعوث الإسرائيلي السابق وزميل في منتدى السياسة الإسرائيلية، من تأثير السياسة الداخلية. وقال نوفيك: "إذا اتضح خلال أربعة أو خمسة أسابيع أن المزاج العام في البلاد هو أن هذه الحرب كانت جولة، وأن حماس عادت، فإنني أرى أن نتنياهو سيحاول تصحيح ذلك"، ملمحًا إلى إمكانية استئناف الأعمال العدائية.
وأضاف: "كل ما تحتاجه هو استفزاز من حماس ورد فعل إسرائيلي غير متناسب، ويمكن أن ندخل في دوامة".
وأوضح نوفيك إن الأمر متروك لدول الضامنة لاتفاق السلام.
أما بالنسبة لأعضاء الائتلاف الحاكم في إسرائيل، فإن العبء فيصف العديد منهم اتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن بأنه يرقى إلى مقايضة بسيطة تخلت فيها إسرائيل عن ما يقرب من نصف غزة مقابل رهائنها.

هل حماس مستعدة لتقديم تنازلات؟

وفق الصحيفة وبعيدا عن التشاؤم، أكد خبراء مقربون من حماس استعداد الحركة على اتخاذ خطوات معينة لتمكين إعادة إعمار غزة، لكنها لا تزال ترغب في الاحتفاظ ببعض النفوذ على مستقبل القطاع.
وقال إبراهيم المدهون، المحلل الفلسطيني المقرب من حماس: "حماس مستعدة لتقديم بعض التنازلات لتمكين إعادة إعمار غزة، لكنها لن تتلاشى، تركيزها منصبّ على الهدوء، تريد أن تكون جزءًا من الحل، ولن تكون عقبة أمام الاستقرار".
وأعرب بالتي، المسؤول السابق في الاستخبارات والدفاع الإسرائيلي، عن شكوكه بشأن توصية خطة ترامب بمنع حماس من أي دور عسكري أو مدني في حكم غزة، وتساءل: "من سيفعل ذلك؟".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة