"حزب الله يعيد تسليحه".. فهل تنجح تسوية بيروت وإسرائيل؟
تبدو بيروت اليوم أمام معادلة معقّدة تجمع بين التهديدات، الفرص، والانقسامات الداخلية. فبعد نجاح إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في عقد اتفاق غزة، بدأت مؤشرات على تحوّل محتمل في السياسة الأميركية تجاه لبنان، ما فتح نافذة ضيقة أمام الحكومة اللبنانية لطرح مسار تسوية جديد مع إسرائيل، لكنّ الطريق محفوفة بعقبات ميدانية وأمنية تتجدّد يومياً.
تقرير صحيفة هآرتس أشار إلى أن المليونير اللبناني-الأميركي ميشال عيسى سيتسلّم مهامه هذا الشهر سفيراً للولايات المتحدة في بيروت، مكلفاً بمهمة معقدة تتمثل في إخراج لبنان من أزماته السياسية والعسكرية.
ويأتي تعيين عيسى بعد تحذيرات المبعوث الخاص توم باراك، الذي كتب أن لبنان يعيش "هدوءا هشا بلا سلام، وجيشا بلا سلطة، وحكومة بلا سيطرة"، داعيا بيروت إلى تسريع تنفيذ قرارها "التاريخي" بتفكيك ترسانة حزب الله، محذرا من أن إسرائيل قد تتصرف من جانب واحد إن استمرّ التباطؤ.
بحسب الصحيفة نفسها، طرحت واشنطن عبر باراك مبادرة جديدة تشمل تعليق الغارات الإسرائيلية لشهرين مقابل بدء مفاوضات حول انسحاب تدريجي من ٥ نقاط عسكرية داخل لبنان وترسيم الحدود البرية كما نصّ القرار 1701.
كما تتضمن الإفراج عن الأسرى اللبنانيين وإقامة منطقة منزوعة السلاح بعد تفكيك ترسانة الحزب.
ورغم الرفض الإسرائيلي، يستند لبنان إلى تجربة ترسيم الحدود البحرية التي أُنجزت سابقا، آملا بإحياء مفاوضات برية بدعمٍ أميركي، وفق الصحيفة الإسرائيلية، التي أوردت أن الرئيس اللبناني جوزيف عون قال بعد خطاب ترامب الأخير في الكنيست: "اليوم المناخ العام هو مناخ تسوية، ويجب التفاوض".
لكن في المقابل، نقلت قناة i24NEWS عن مصادر استخباراتية غربية أن حزب الله زاد وتيرة إعادة تأهيله في الفترة الأخيرة، تحديداً في وقت أعلنت الحكومة اللبنانية نيتها نزع سلاحه.
المصادر وصفت هذا التعافي بأنه "سريع ومقلق"، مؤكدة أن الحزب يعيد بناء قدراته في الشمال والجنوب بالتوازي مع الجمود السياسي.
على الأرض، لا تزال الغارات الإسرائيلية مستمرة.
فقد أفادت أسوشيتد برس عن مقتل شخصٍ صباح الأربعاء في بلدة عين قانا في الجنوب، بعد استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية لدراجة نارية.
ووفق الوكالة الوطنية للإعلام، تُعدّ هذه الغارة امتداداً لسلسلة هجمات يومية تنفّذها إسرائيل رغم اتفاق وقف الأعمال العدائية الموقع في نوفمبر 2024، مع استمرار وجودها في ٥ نقاط داخل الأراضي اللبنانية.
الجيش الإسرائيلي زعم أن المستهدف "قائد في قوة الرضوان (..) وشارك بنقل أسلحة إلى لبنان، وشنّ هجمات على إسرائيل".