غزة أمام السؤال الأصعب.. من "يحرس الهدنة" في القطاع؟
يواجه مخطط السلام في غزة الذي اقترحه الرئيس الأميركي ترامب عقبة جديدة تتعلق بكيفية إدخال قوة أمنية دولية لمراقبة القطاع، دون أن يتخلى كل من حماس أو إسرائيل عن شروطهما لما بعد الحرب.
وبحسب 
صحيفة وول ستريت جورنال، فإن هذه المسألة تطرح سؤالا جوهريا، هل هناك دولة مستعدة فعليًا لتكريس قواتها لهذا المخطط إذا كان ذلك يعني مواجهة مسلحي حماس؟
وأفضى مقترح الرئيس الأميركي الى وقف إطلاق النار في القطاع اعتبارا من 10 أكتوبر. وفي مرحلة لاحقة، تنصّ خطة ترامب المكوّنة من 20 بندا، على تشكيل "قوة استقرار دولية موقتة لنشرها فورا" في غزة، على أن "توفر التدريب والدعم لقوات شرطة فلسطينية موافق عليها" في القطاع.
"الجميع يتجنب مواجهة الحقيقة"
وأظهرت مقابلات مع عدد من المسؤولين الأميركيين والأوروبيين والشرق أوسطيين أن حركة حماس تصر على لعب دور كبير بعد الحرب في القطاع، وما تزال تمتلك قوة نارية كافية بعد عامين من الحرب مع إسرائيل لتعطيل أي وقف لإطلاق النار، بحسب الصحيفة.
وقال ريتشارد جووان، خبير الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية: "الجميع يتجنب مواجهة الحقيقة: المهمة بحاجة إلى قوة يمكنها استخدام القوة، وهذا سيكون صعبًا من حيث العمليات وكذلك من حيث الصورة العامة".
واكتسب هذا التحذير أهمية إضافية بعد لقاء عناصر حماس مؤخرًا مع رئيس المخابرات المصرية، حيث أكدوا أنهم سيوافقون على وجود قوة أمنية دولية فقط على حدود غزة، شرط ألا تحاول مواجهة الحركة المسلحة.
وأبدت بعض الدول اهتمامها بالمساهمة بقوات في قوة أمنية لغزة، بينما عرضت دول أكثر المساعدة في تمويل إعادة الإعمار. ومع ذلك، لم تظهر حتى الآن أي التزامات فعلية بنشر قوات على الأرض.
ويعمل مسؤولو إدارة ترامب بشكل وثيق مع الحلفاء الإقليميين لتحديد شكل القوة الأمنية، وما إذا كان ينبغي إنشاء تفويض قانوني لها عبر قرار لمجلس الأمن الدولي. 
وأكد المسؤولون الأميركيون أن العملية لا تزال جارية وأنه من المبكر الإعلان عن تفاصيل أي خطة نهائية، مع التأكيد على أن وقف إطلاق النار لا يزال قائمًا.
وقال وزير الخارجية ماركو روبيو خلال زيارة لإسرائيل في 23 أكتوبر: "لا أحد يعيش في وهم، لقد أنجزنا المستحيل مرة واحدة، ونعتزم الاستمرار إذا استطعنا".
ومع ذلك، يبدو أن لدى حماس وجهة نظر مختلفة، بحسب الصحيفة التي أشارت إلى الاشتباكات المتكررة مع إسرائيل، معتبرة أن الحركة لا تزال تشكل تهديدًا، بما في ذلك للقوات التي قد ترسلها أي دولة إلى غزة.
وكانت فصائل فلسطينية تتقدمها حركتا فتح وحماس، أكدت عقب اجتماع في القاهرة أواخر أكتوبر، "أهمية استصدار قرار أممي بشأن القوات الأممية الموقتة المزمع تشكيلها لمراقبة وقف إطلاق النار".
إلا أن خطة نشر قوة دولية تلقى بعض الانتقادات. وحذّر خبراء في الأمم المتحدة الشهر الماضي من أن القوة "ستستبدل الاحتلال الإسرائيلي باحتلال تقوده الولايات المتحدة، بما يتناقض مع حق تقرير المصير للفلسطينيين".
وتنتشر في بعض مناطق الشرق الأوسط، مثل جنوب لبنان والجولان السوري، قوات حفظ سلام للأمم المتحدة بموجب قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي.
وأعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الجمعة أن تركيا ستستضيف اجتماعا لوزراء خارجية بلدان مسلمة في إسطنبول الاثنين، دعما لخطة السلام الأميركية في غزة.
وأضاف أن النقاشات المقررة الاثنين بشأن تنفيذ خطة السلام ستتناول أسئلة من قبيل "ما العقبات أمام تنفيذها؟ ما التحديات التي يجب تجاوزها؟ ما الخطوات التالية؟ عمّ سنتباحث مع أصدقائنا الغربيين؟ وما أشكال الدعم المتاحة للمحادثات الجارية مع الولايات المتحدة؟".