صراعات‎

جنود إسرائيليون عائدون من غزة.. شهادات صادمة عن "قتل بلا ضوابط"

نشر
blinx
كشف جنود إسرائيليون عن فوضى كاملة في غزة، وانهيار للمعايير والقوانين العسكرية، حيث يُقتل المدنيون بناءً على أهواء ضباط منفردين، وفق شهاداتهم في وثائقي تلفزيوني.
يقول دانيال، قائد وحدة دبابات في الجيش الإسرائيلي، في برنامج Breaking Ranks: Inside Israel’s War المقرر عرضه في بريطانيا مساء اليوم الإثنين، على قناة ITV: "إذا أردت إطلاق النار دون أي قيود، يمكنك ذلك".
وبحسب تقرير لصحيفة الغارديان، فقد طلب بعض الجنود الذين تحدثوا للبرنامج عدم الكشف عن هويتهم، بينما تحدث آخرون على الملأ. وأكد جميعهم تلاشي القواعد الرسمية المتعلقة بالتعامل مع المدنيين. فماذا في شهادات هؤلاء الجنود؟

دروع بشرية

أشار الجنود الذين وافقوا على الحديث إلى الاستخدام الروتيني للمدنيين كدروع بشرية من قبل الجيش الإسرائيلي، بما يتعارض مع النفي الرسمي، وقدموا تفاصيل عن إطلاق النار على المدنيين دون مبرر أثناء اندفاعهم للوصول إلى المساعدات الغذائية عند نقاط التوزيع العسكرية التي أنشأتها مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من واشنطن وتل أبيب.
وقال النقيب يوتام فيلك، ضابط في سلاح المدرعات، إن التدريب الأساسي في الجيش يتضمن شعار "الوسيلة، النية، والقدرة"، الذي يحدد أن الجنود يمكنهم إطلاق النار فقط إذا كان الهدف يمتلك الوسيلة، ويظهر النية، ولديه القدرة على التسبب في الضرر.
وأضاف: "لا يوجد شيء اسمه الوسيلة، النية، والقدرة في غزة. لا أحد في الجيش يذكرها. كل شيء يعتمد على الشك".

قتل مدني لأنه "ينشر الغسيل"

وأوضح جندي آخر، يدعى إيلي، أن الحياة والموت لا تحددهما الإجراءات أو لوائح إطلاق النار، بل "ضمير القائد على الأرض". وأضاف أن تصنيف من هو عدو أو إرهابي أصبح تعسفيًا، مشيرًا إلى أن أي شخص يتحرك بسرعة أو ببطء يُعتبر مشبوهًا، وأن أي تجمع بسيط يُفسر كتهديد عسكري.
وتحدث إيلي عن حادثة أمر فيها ضابط كبير دبابة بتدمير مبنى في منطقة مخصصة للمدنيين، حيث كان رجل على السطح يعلق غسيله، واعتبره الضابط مراقبًا، فأطلقت الدبابة قذيفة أدت إلى انهيار نصف المبنى ومقتل وإصابة العديد من المدنيين.
وأظهرت تحليلات لصحيفة الغارديان في أغسطس أن 83% من القتلى في غزة كانوا مدنيين، وهو رقم قياسي في النزاعات الحديثة، رغم أن الجيش الإسرائيلي نفى هذا التحليل.
وسُجل مقتل أكثر من 69 ألف فلسطيني منذ بداية الحرب، وما زال القتل مستمرًا رغم وقف إطلاق النار الذي بدأ قبل شهر.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان مكتوب التزامه بالقانون واستمرار عمله وفق الالتزامات القانونية والأخلاقية، رغم "التعقيد العملياتي غير المسبوق الذي يفرضه دمج حماس بشكل ممنهج ضمن البنية التحتية المدنية واستخدامها المواقع المدنية لأغراض عسكرية".

كل فلسطيني أصبح هدفًا مشروعًا

وأشار بعض الجنود إلى تأثير خطاب السياسيين ورجال الدين الإسرائيليين بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأجنبي، والذي يوحي بأن كل فلسطيني أصبح هدفًا مشروعًا.
وخلصت لجنة تابعة للأمم المتحدة في سبتمبر إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، مشيرة إلى تحريض قادة إسرائيليين على ذلك، بمن فيهم الرئيس إسحاق هرتسوغ، الذي قال بعد الهجوم: "الأمة بأكملها مسؤولة".

"بروتوكول البعوض"

قال دانيال إن هذا الخطاب أدى إلى انتشار اعتقاد داخل صفوف الجيش بعدم وجود أبرياء في غزة: "تسمع ذلك طوال الوقت، فتبدأ في تصديقه". وأشار الجنود إلى تأثير بعض الحاخامات الذين أفتوا بضرورة الانتقام الشامل، بما في ذلك من المدنيين.
وأكد الجنود استخدام المدنيين كدروع بشرية، أو ما يُعرف بـ "بروتوكول البعوض"، حيث يتم إرسال المدنيين عبر الأنفاق لتحديد المواقع، ويعودون بمعلومات عبر أجهزة إلكترونية. وقال دانيال: "رأى القادة كيف يعمل ذلك، وانتشر الأمر بسرعة، بعد أسبوع كانت كل كتيبة تدير نظامها الخاص".
ورغم نفي الجيش الإسرائيلي استخدام المدنيين كدروع بشرية أو إرغامهم على المشاركة في العمليات، فقد أشار البرنامج إلى تقارير متكررة طوال عامين عن هذه الممارسات.
كما سرد متطوع يعمل في مواقع توزيع الغذاء مشاهدته للجنود يطلقون النار على مدنيين عزل يهرعون للحصول على المساعدات. ووفق الأمم المتحدة، قُتل ما لا يقل عن 944 مدنيًا فلسطينيًا أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع التوزيع.
وأظهر الوثائقي أيضًا التأثير النفسي على الجنود المشاركين في العمليات في غزة، حيث وصف دانيال شعوره بأن الجيش دمر كل شعوره بالفخر لكونه إسرائيليًا وضابطًا في الجيش، وقال: "كل ما تبقى هو الشعور بالخجل".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة