ميخايلو فيدوروف.. الـGamer الذي حول أوكرانيا إلى قلعة درونز
منذ اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، لم يعد ميدان المواجهة محصورا في الخنادق والدبابات، بل امتد إلى الفضاء الرقمي وساحات الابتكار التكنولوجي.
في قلب هذا التحول، يبرز اسم ميخايلو فيدوروف، الوزير الشاب الذي تحول إلى أحد أبرز مهندسي "الحرب الذكية" في كييف، واضعا الطائرات المسيرة والتقنيات الرقمية في صلب الاستراتيجية الدفاعية الأوكرانية، وفق ما رصدته صحيفة
ليزيكو.
مهندس ساحة المعركة الرقمية
تصف ليزيكو ميخايلو فيدوروف بأنه أحد الرجال المفاتيح في "ساحة القتال الرقمية" التي تواجه فيها أوكرانيا روسيا.
فمنذ توليه وزارة التحول الرقمي، ثم منصب نائب رئيس الوزراء في يوليو 2025، أشرف على برنامج يعد من أكثر المبادرات العسكرية ابتكارا، يتمثل في إنتاج ونشر أسراب من الطائرات المسيرة القادرة على رصد القوات الروسية واستهدافها بدقة.
ويشير التقرير إلى أن فيدوروف لم يكتف بتوسيع استخدام المسيرات، بل أدخل منطقا غير مسبوق في إدارة العمليات، عبر نظام نقاط يكافئ الوحدات التي تثبت إصاباتها بمقاطع فيديو، ما يعزز التنافس بين مئات وحدات تشغيل الطائرات المسيّرة.
بات هذا النموذج، الذي يشبه ألعاب الفيديو في آلياته، جزءا من واقع حرب تدار تحت ضغط القصف اليومي واستهداف البنى المدنية.
من "دولة في الهاتف" إلى أداة حرب
قبل الحرب، ارتبط اسم فيدوروف بمشروع "الدولة في الهاتف"، وهو برنامج طموح سعى إلى رقمنة الخدمات الحكومية بالكامل لمكافحة الفساد وتبسيط حياة المواطنين.
وتوضح ليزيكو أن تطبيق "ديا"، الذي أطلق أساسا خلال جائحة كوفيد-19، تحول بعد الغزو الروسي إلى أداة أمنية بالغة الأهمية.
فمن خلال التطبيق، أصبح بإمكان المدنيين الإبلاغ عن مواقع القوات الروسية، أو أماكن الذخائر غير المنفجرة، بل وحتى المساعدة في تحديد هوية جنود متورطين في جرائم حرب.
كما أتاح التطبيق للمواطنين رصد الطائرات المسيرة الروسية، بما فيها المسيرات الإيرانية الصنع، وإرسال إحداثياتها فورا إلى الجيش الأوكراني. هكذا انتقلت التكنولوجيا المدنية، وفق الصحيفة، من تحسين الإدارة إلى إنقاذ الأرواح.
وزير ورائد أعمال في خدمة المجهود الحربي
ترسم ليزيكو صورة فيدوروف بوصفه "وزيراً-رائد أعمال"، سخر خبرته في عالم الشركات الناشئة لخدمة المجهود العسكري.
تحولت وزارته إلى منصة لجمع التبرعات من مختلف أنحاء العالم لصالح الجيش الأوكراني، كما نسق عمليات تعبئة عشرات الآلاف من القراصنة الإلكترونيين لتعطيل أنظمة روسية.
ومن أبرز إنجازاته، بحسب التقرير، تأمين نحو 18 ألف محطة ستارلينك من شركة إيلون ماسك لضمان الاتصالات منخفضة التكلفة، إضافة إلى إعلان كييف تقليص اعتمادها على الطائرات المسيّرة الصينية من طراز "دي جي آي"، عبر تطوير نماذج محلية تعرف باسم "شمافيك".