3 مسارات وغزة واحدة.. أي خيار يحسمه ترامب في لقاء نتنياهو؟
يرى المحلل الأميركي توماس واريك أن خطة الرئيس ترامب للسلام في غزة، التي يأمل من خلالها الفوز بجائزة نوبل للسلام، تحتاج إلى دفعة عاجلة لتنفيذها على الأرض.
ويشير واريك في تقرير نشرته مجلة ناشيونال إنتريست الأميركية، السبت، إلى أن أبرز عقبة تكمن في رفض حماس تسليم أسلحتها، ما يعرقل إعادة الإعمار وضمان الأمن لسكان غزة والإسرائيليين، موضحا أن الخيارات الثلاثة المتاحة أمام ترامب خلال لقائه مع نتنياهو الإثنين 29 ديسمبر تشمل:
- العودة للعمل العسكري الإسرائيلي في غزة
- تطبيق خطة توني بلير التنفيذية
- اعتماد نظام الإمداد الأميركي الخاص لإعادة الإعمار
ويؤكد المحلل السياسي والمسؤول السابق في الإدارة الأميركية، أن البدء فوراً باستخدام نظام الإمداد هو الحل الأكثر واقعية لضمان بدء إعادة الإعمار المادي والاجتماعي، على الأقل في نصف غزة.
ما الذي يناقشه ترامب ونتنياهو في لقاء فلوريدا؟
يعتقد واريك أن خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام بشأن غزة، والتي تعد أمله الأكبر للفوز بجائزة نوبل للسلام، تحتاج إلى دفعة قوية عندما يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 29 ديسمبر.
ويعمل واريك حاليا كزميل في مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط التابعة لبرنامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي، كما سبق له العمل في وزارة الخارجية بين عامي 1997 و2007 في قضايا الشرق الأوسط والعدالة الدولية، بما في ذلك رئاسة التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في العراق بين عامي 2002 و2003.
رغبة نتنياهو: استئناف الحرب في غزة وإيران
إحدى هذه الرؤى، والتي من المرجح أن يسعى رئيس الوزراء نتنياهو إلى الدفع لتحقيقها، هي الحصول على موافقة ترامب على عمل عسكري إسرائيلي في غزة.
ويكمن المنطق الاستراتيجي، بحسب واريك، في أن إضعاف حماس بشكل أكبر سيجعلها عاجزة في نهاية المطاف عن التدخل في خطة ترامب للسلام.
ومع ذلك، فإن هذا العمل سوف يؤدي إلى وقوع خسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي والعديد من سكان غزة، بجانب عرقلة المساعدات الإنسانية.
وترددت تقارير مفادها أن نتنياهو يريد أيضا دعم الولايات المتحدة لشن هجوم على برنامج الصواريخ الإيراني، الذي تعمل إيران بشكل نشط على إعادة بنائه.وربما يطلب نتنياهو أيضا تفويضا من ترامب لمهاجمة حزب الله إذا رفض تسليم أسلحته للقوات المسلحة اللبنانية. وربما يوافق ترامب على أحد هذه المقترحات، لكنه لن يوافق عليها جميعا.
خطة توني بلير قد تعود للواجهة
يقول واريك في تقرير مجلة ناشيونال إنتريست إن الخطة التي أعدها معهد توني بلير الصيف الماضي، تتضمن مسودة مسربة، نُشرت في صحيفة هآرتس في سبتمبر الماضي، عن تأسيس"أمانة تنفيذية دولية صغيرة تضم 5 مفوضين يشرفون على السلطة التنفيذية الفلسطينية التي تدير غزة فعليا".
تضع هذه الخطة مسؤوليات كبيرة على عاتق الفلسطينيين من غير المنتمين لحماس، ومع ذلك، تتضمن المسودة المسربة نقطة ضعف فيما يتعلق بكيفية نزع سلاح حماس، بحسب المحلل الأميركي.
وتدعو المسودة إلى نشر جزئي للقوات في العامين الأولين، على أن تبدأ العمليات الكاملة في العام الثالث فقط، وهو وقت متأخر جدا، بحسب الباحث الأميركي.
ويبدو أن آليات التدقيق والمراجعة تعاني نقصا كبيرا في طاقم العاملين، وسط ملاحظات على أداء السلطة الفلسطينية في رام الله.
وفي ظل ميزانية إجمالية تبلغ 90 مليون دولار فقط في السنة الأولى، تبدو الخطة صغيرة للغاية بحيث لا يمكن أن تشرف على حجم العمل المطلوب لبدء إعادة الإعمار المادي والاجتماعي في غزة.
ما هو نظام الإمداد الأميركي؟
يتعلق السيناريو الثالث بنظام الإمداد في غزة، الذي أعده أميركيون يقدمون تقاريرهم لويتكوف وكوشنر، وسيستخدم النظام رؤوس أموال خاصة لتسريع إطلاق عملية إعادة الإعمار المادي والاجتماعي في غزة، شرق الخط الأصفر، مع توظيف شركات أمن خاصة للقيام بأدوار ترفض قوة الاستقرار الدولية القيام بها.
- غياب المساهمات المالية العربية في إعادة الإعمار
- استعداد المقاولين الأمنيين الخاصين للعمل في غزة حتى في حين تصر الولايات المتحدة على عدم نشر قوات أمريكية على الأرض، بينما لا ترغب بلدان أخرى في جعل قواتها تواجه حماس.
بحسب الباحث، فإن الرئيس دونالد ترامب سوف يتعين عليه اختيار المقترح الذي سوف يدعمه من بين هذه المقترحات الثلاثة المتعارضة.
ومن غير المرجح أن ينجح انتظار حماس لنزع سلاحها طواعية، الأمر الذي سوف يطيل معاناة مليوني فلسطيني في غزة ويزيد من المخاطر الأمنية على الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، فيما لم تقر الحكومات العربية خطة بلير.
ويختتم واريك تقريره بالقول إنه يتعين على الرئيس ترامب الموافقة على خطة تبدأ بشكل عاجل في عملية إعادة الإعمار المادي والاجتماعي في غزة.
ويعد نموذج نظام الإمدادات لغزة، رغم كل القيود المحيطة به، أفضل نهج متاح حاليا للبدء بسرعة في تحقيق مستوى ما من الأمن وإعادة الإعمار في نصف غزة على الأقل.