إسرائيل تخوض حربا.. وعائلة نتنياهو في الـ"La La Land"

في الوقت الذي تشتعل فيه نيران الحرب الإسرائيلية على غزة ويشارك عشرات آلاف الإسرائيليين في الخدمة العسكرية، يشعر إسرائيليون بالغضب من قضاء يائير نتنياهو نجل رئيس الوزراء، أوقاته على شواطئ ميامي في ولاية فلوريدا الأميركية، وإقامته في شقة فارهة تتجاوز تكلفتها الشهرية 5000 دولار.

لكن ما زاد الانتقادات هو أن الشاب الثلاثيني العاطل عن العمل يكلف خزينة الدولة حوالي 2.5 مليون شيكل سنوياً (673 ألف دولار) لتوفير الحماية له على الرغم من عدم تمتعه بصفة رسمية في الدولة.

القناة 12 الإسرائيلية، استطاعت الكشف عن تفاصيل بنود حراسة يائير من جهاز الأمن الداخلي، الشاباك:

• 100 ألف شيكل شهريا قيمة الأجور.
• 40 ألف شيكل شهريا لرحلاتهم الجوية.
• 18 ألف شيكل شهرياً إيجار الشقة الملحقة للحراسة.
• 27 ألف شيكل شهريا قيمة إيجار سيارة وسائق.

بخلاف الولايات المتحدة الأميركية لا يوجد في إسرائيل منصب رسمي باسم "السيدة الأولى"، لكن على الرغم من ذلك فإن سارة نتنياهو تعتبر نفسها مسؤولاً حكومياً رسمياً.

تحرص سارة على تأنقها أمام الكاميرات، وهو ما دفعها وزوجها لتخصيص شقة فارغة بجوار مسكن رئيس الوزراء لتكون صالوناً نسائياً خاصاً بها.

صحيفة هآرتس كشفت أن الصالون يشمل مكانا لقص وتصفيف الشعر، وحوضاً للغسيل، وقسما للمكياج.

وأضافت الصحيفة أن رئيس الحكومة برر هذا الفعل بـ"وجود مشكلات أمنية وتهديدات عالية المستوى تستهدف سارة بعد الحادث التي تعرضت لها في تل أبيب في شهر مارس من العام 2023".

في ذلك اليوم، انتهى متظاهرون من جولة احتجاجية ضد حكومة نتنياهو، العديد منهم كان مبللا بسبب أنابيب المياه العادمة التي استخدمها الشرطة ضدهم، بالإضافة لتعرضهم للغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.

أثناء عودتهم لاحظت فتاة وجود سارة نتنياهو داخل أحد صالونات تصفيف وقص الشعر الفاخرة في تل أبيب فالتقطت لها صورة ونشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع المئات للاحتشاد أمام الصالون.

تفاعل الإسرائيليون مع هذه الصورة من خلال تشبيه سارة والأميرة ماري أنطوانيت، ولذا هتفوا أمام الصالون "البلد تحترق وسارة تصفف شعرها".

وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير سارع لإرسال حشود من رجال الشرطة للمكان لفض التظاهرة وتفريق المحتجين بينما قام رجال أمن الشاباك بإخلاء سارة.

ونشر نتنياهو بعدها صورة لزوجته الثالثة سارة على فيسبوك وهو يحتضنها وكتب "زوجتي الحبيبة سارة، أنا سعيد للغاية لأنك في المنزل سالمة. يجب أن تتوقف هذه الفوضى، فهي ستكلف أرواحاً".

بعد انكشاف فضيحة تخصيص شقة لإنشاء صالون خاص بسارة، قدّمت عضوة الكنيست عن حزب العمال نعمة لازيمي استجوابا عاجلا للحكومة.

وتضمن الاستجواب أسئلة عن تكلفة إنشاء صالون الشعر الخاص وتكلفة تشغيله السنوية؟ ما هي المنتجات والمرافق المجهزة بصالون الشعر وما هي تكلفتها؟ ولماذا تم تأجير شقة خاصة وما هي مساحتها وما هي تكلفة تأجيرها؟".

مراقب الدولة الإسرائيلي أصدر تقريراً الثلاثاء 2 أبريل تضمن الكشف عن تكاليف تشغيل وصيانة مساكن رؤساء الوزراء الإسرائيليين الثلاثة: نتنياهو، ونفتالي بينيت، ويائير لابيد.

رؤساء الوزراء في إسرائيل لديهم مساكنهم الخاصة بالإضافة للمسكن الرسمي لرئيس الوزراء في شارع بلفور في القدس الغربية.

أحد البنود الأكثر صدمة للإسرائيليين، كانت تخصيص مبلغ 103 ألف شيكل شهريا (نحو 28 ألف دولار)، لتأجير مراحيض متنقلة لحرّاس رئيس الوزراء، بينما كان يمكن استخدام نفس المبلغ لاستئجار فيلا فاخرة في نفس الشارع يستخدمها رجال الحراسة بحسب والا.

مراقب الدولة أدان الإسراف والتبذير في تلك النفقات عندما أشار إلى أن خزينة الدولة تكبدت نحو 56 مليون شيكل (15 مليون دولار) نفقات غير ضرورية لتجديد وتأمين مساكن رؤساء الوزراء الثلاثة الخاصة.

نتنياهو كان الأكثر كلفة للإسرائيليين بنحو 27 مليون شيكل (7.2 مليون دولار)، يليه نفتالي بينيت بنحو 25 مليون شيكل، ثم يائير لابيد بحوالي 4 ملايين شيكل.

كما خصص نتنياهو، لنفسه 37.3 مليون شيكل (نحو 10 ملايين دولار) لتجديد مسكنه الخاص في قيصرية، وأنه أنفق 3.4 مليون شيكل منها، بحلول شهر فبراير الماضي.

وكشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن نتنياهو اشترى في عام 2019 معدات بمبلغ 11.9 مليون شيكل من أجل تجديد المطبخ والساحة الداخلية لمقر إقامته الحكومي في شارع بلفور، قبل تلف تلك المعدات أو تقادمها بسبب التأخير في أعمال التجديد.

وبحلول مارس من عام 2022، ارتفعت تكلفة تجديد مسكن شارع بلفور إلى نحو 123 مليون شيكل (محو 33 مليون دولار)، قبل تخفيضها لاحقا إلي 50 مليون شيكل.