عصابة "تيك توكرز الاغتصاب" في لبنان.. تحقيقات تكشف الكارثة

آخر المتورطين في هذه العصابة هو محامٍ لبناني يدعى خ. م.، وهو مسجّل رسميا في نقابة المحامين بشمال لبنان. وله سلسلة من المواقف الجدلية التي جعلت منه شخصية مثيرة للجدل على منصات التواصل الاجتماعي، بسبب منشوراته التي تمس بعض الأديان.

ورغم تضارب المعلومات حول توقيفه، إلا أن نقابة المحامين نفت ذلك لبلينكس، لأنه يتمتّع بحصانة، وقد منع الآن من السفر. وطلبت القوى الأمنية الإذن من النقابة من أجل ملاحقته.

هذا المحامي نفسه كان موكلا عن قاصرين متهمين في القضية، ليتبيّن لاحقا أنه كان جزءا من هذه العصابة أيضا. ووفقا لسكان من مدينة طرابلس، فإن هذا المحامي ذائع الصيت ويتصدى للدفاع عن سكان من المدينة في كل مناسبة وقضية مثيرة للجدل.

يعمل أعضاء العصابة في مجالات مختلفة، فمثلا، أحد الموقوفين يعمل موظفا في إحدى المدارس، بينما يعمل في نفس الوقت كموظف في بلدية برج حمود، ويُعرف بلقب "كوكو شامان"، وكانت مهمته نقل القاصرين إلى الشاليهات والشقق قبل ارتكاب جرائم الاغتصاب.

تضمنت قائمة الموقوفين قُصّر أيضا تورّطوا في هذا القضية، وهم حاليا تحت التحقيق لاتخاذ الإجراءات اللازمة وفقا للقوانين المنصوص عليها في مثل هذه الحالات.

كما عمّمت القوى الأمنية صورة لأحد المشتبه بهم، وهو ب. ن.، المعروف بـSteve، قالت إنه مشبته به بالتعدّي جنسيا على عدد من القاصرين. وحثّت القوى الأمنية المواطنين والمقيمين على تقديم شكوى في مكتب الجرائم المعلوماتية بحال وقعوا ضحيته.

تدار أعمال عصابة التيك توكرز من خارج لبنان، فالممول الأساسي، ب. م.، يعيش في السويد، ويملك جواز سفر ثان، حسب ما أفادت وسائل إعلام لبنانية.

يعمل المتهم في مجال القرصنة مع شخص آخر اسمه ب. ن.، المتواري عن الأنظار أيضا، حسب المعلومات القضائية، ويبيع الفيديوهات التي يصوّرها للأطفال، بمبالغ طائلة، عبر الـdark web.

لذلك، طلبت النيابة العامة في جبل لبنان من النيابة العامة التمييزية التواصل مع الإنتربول لإصدار مذكرة توقيف متورطين في الخارج. لكن حتى الآن، المذكرة ليست رسمية، وبالتالي لن يوقّف أي من رؤساء العصابة خارج البلاد.

في المقابل، نجا أحد المتهمين، وهو ح. ع.، من التوقيف والتحقيق، إذ ذكرت مصادر متقاطعة ومطّلعة على الملف لبلينكس أن تدخلات سياسية ساهمت في حمايته واستبعاده عن الملف.

بدأت القصة بتقديم محام بلاغا للنيابة العامة في لبنان، بعدما رفع أهالي الأطفال الذين تعرّضوا للتحرش والعنف، شكاوى عدة. وبدأت الملامح تتضح مع إفشاء أحد التيك توكرز عن زميله، ج. م.، الذي يملك صالون حلاقة، ويحظى بأكثر من 500 ألف متابع على تيك توك.

مع تفشي الخبر على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام اللبنانية، اندفع الأهالي لتقديم المزيد من الشكاوى، وبدأت الاعترافات تتوالى لتوسيع دائرة المتهمين، فظهرت شبكة واسعة تمتد خارج لبنان.

لا تقتصر أنشطة هذه العصابة على استدراج واغتصاب الأطفال، بل تشمل أيضا تبييض الأموال وتجارة الممنوعات مقابل مبالغ مالية ضخمة. وفي ما يتعلق بالأطفال، يقوم أفراد العصابة بجذبهم للشاليهات وصالونات الحلاقة، قبل تخديرهم واقتيادهم إلى الاغتصاب.

خلال ذلك، تقوم أفراد العصابة بتصوير الأطفال وابتزازهم، حتى بيع هذه الفيديوهات على dark web.

والتحقيقات ما زالت جارية حتى الآن، وقد يظهر المزيد من المتهمين في هذه القضية.