فساد
.
شهد لبنان بلبلة كبيرة خلال اليومين الماضيين عقب ضبط أطنان من الطحين "المنتهي الصلاحية" داخل مستودع لأحد أبرز الأفران في مدينة زحلة في شرق لبنان.
التحقيقات بالملف بدأت لدى القضاء بإشراف النائب العام الاستئنافي منيف بركات، وقد جرى توقيف ٩ أشخاص.
طرحت القضية تساؤلات حول مدى استيفاء أفران لبنان الشروط العامة، وعما إذا كانت عملية تخزين القمح تجري بشكل صحيح.
فماذا تقول المعلومات عن القضية؟ ماذا نعرف عن أفران لبنان وتخزين القمح؟ وماذا تقول الأرقام عن استهلاك لبنان للخبز؟
يخضع الطحين المضبوط من قبل المديرية العامة لأمن الدولة، في مدينة زحلة، لفحوصات مخبرية لمعرفة ما إذا كان مُطابقا للمواصفات، ولتحديد ما إذا كان صالحا للاستهلاك أم لا.
مصادر قضائية متابعة للملف أوضحت لبلينكس أنّ كمية الطحين التي جرى ضبطها هي 100 طن، فيما تبيّن أن تاريخ صلاحيتها قد انتهى منذ 20 يوما، وليس أكثر كما أشيع في لبنان.
عامل يُفرغ شحنة قمح لأحد المطاحن اللبنانية في بيروت، لبنان، ٢٠٢٢. أ ب
وذكرت المصادر أن التحقيقات تركز على شقين أساسيين:
رئيس نقابة صناعة الخبز في لبنان، طوني سيف، أوضح لبلينكس أن تاريخ الصلاحية الذي يوضع على أكياس الطحين المخصص للخبز اللبناني يُحدد بـ3 أشهر فقط داخل لبنان، بينما التاريخ الفعلي للصلاحية يتراوح بين 6 و9 أشهر.
وتابع سيف أن تقليص فترة الصلاحية من قبل وزارة الاقتصاد هدفه منع تخزين الطحين واستمرار استهلاك الموجود منه باستمرار لإبقاء جودة الخبز جيدة، مشيرا إلى أن صلاحية الطحين المخصص للحلويات وغيرها من المنتجات تصل إلى 6 أشهر.
سلطت قضية الطحين الضوء على مدى التزام الأفران بشروط السلامة العامة، خاصة أن تخزين وإنتاج الخبز وغيره من المخبوزات، يحتاج إلى درجة عالية من الدقة.
وضمن الإطار، يلفت مصدر مسؤول في وزارة الاقتصاد لبلينكس إلى التفاصيل التالية:
وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام يتفقد جودة قمح في أحد المطاحن اللبنانية الخاصة في بيروت، ٢٠٢٢. أ ب
بدوره، أشار سيف إلى أن جميع أفران لبنان، الصغيرة والكبيرة، خاضعة للرقابة من دون أي استثناء، كاشفا عن أن مختلف مرافق إنتاج الخبز تتخذ إجراءات مستمرة لتثبيت المواصفات المطلوبة تداركا لأي خطأ.
يوضح سيف أن المطاحن هي التي تُسلم الطحين للأفران عبر قسائم محددة بإشراف وزارة الاقتصاد ولجنة أمنية معنية بتوزيع الطحين، معلنا أن الحصص من تلك المادة تسلم مرتين في الأسبوع وتكون كافية لـ10 أيام فقط، كي لا يكون هناك أي تخزين، علما أن المستودعات المخصصة لذلك هي مطابقة للشروط وتخضع للكشف المستمر.
لفتت معلومات حصلت عليها بلينكس من وزارتي الاقتصاد والزراعة، مسار وصول القمح إلى لبنان، بدءا من استيراده وصولا إلى دخوله للمطحنة.
عامل في مطحنة للقمح في بيروت. أ ب
المعروف على صعيد القطاع الزراعي، أن لبنان من الدول المنتجة للقمح الطري والقاسي، وقد تم تفعيل هذه الزراعة خلال السنوات الأخيرة.
أرقام رسمية حصلت عليها بلينكس من وزارة الزراعة بشأن هذا الأمر تكشف التالي:
تلفت بيانات اطلعت عليها بلينكس، إلى حجم استيراد واستهلاك لبنان للقمح والخبز شهريا وسنويا، وقد تبين التالي:
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة