فساد
"جاؤوا كالملائكة وغادروا كالشياطين بعد أن أخذوا كل رزقنا".. هكذا تقول سميرة التي تعيش في طنجة المغربية، والتي كانت واحدة من آلاف الأشخاص الذين تعرضوا لعملية نصب تحت اسم "مجموعة الخير"، وهي العملية التي توصف بأنها الأكبر في تاريخ البلاد.
وقرر وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالمدينة، الأربعاء، إحالة رئيسة المجموعة "يسرى" إلى قاضي التحقيق، الذي أمر بإيداعها السجن وتحديد موعد لاحق للاستماع إليها، وفقا لصحيفة هسبريس الإلكترونية.
وتمكنت السلطات المغربية يوم الأحد الماضي من إلقاء القبض على يسرى التي كان البحث عنها جاريا بعد العديد من الشكاوى ضدها، كما اعتقلت 15 شخصا آخرا على ذمة نفس التهم.
تقول سميرة في حديثها لبلينكس، "بدأ كل شيء تحت مصطلحات براقة كالاستثمار الذي سيغير حياتنا من الفقر إلى الثراء".
في البداية تم استدراج الضحايا عن طريق تطبيقات التواصل الاجتماعي، حيث يتم تقديم وعود لهم بتحقيق أرباح "خيالية" بعد انضمامهم للمجموعة، كما توضح سميرة.
"لم نفكر للحظة أنه من الممكن أن تكون رئيسة هذه المجموعة نصابة"، تقول سميرة التي باعت كل ما تملك من أجل الاستثمار، وتبرر الثقة التي تصفها بالعمياء في هذه السيدة بأنها كانت تتواصل معهم بشكل مباشر.
تشرح قائلة "لقد كانت تبدو ثرية جدا وليست في حاجة إلى مد اليد لأموالنا"، كما أنها وفق سميرة، كانت تطمئن الضحايا أن هناك صندوقا للضمان سيتكلف بتعويضهن في حال لم تتحقق الأرباح المرجوة.
"الرئيسة" كانت تقترح عليهم استثمار أموالهم مع إعادتها مضاعفة في ظرف زمني وجيز، شريطة استقطاب أشخاص آخرين، إلى جانب المساهمة في فعل الخير والتصدق على المحتاجين، تضيف سميرة.
وتؤكد المتحدثة ذاتها، أن مجموعة من الأشخاص استفادوا فعلا خلال الأشهر الأولى، ما حفز الكثيرين على الانضمام، لكن المنضمين الجدد تفاجؤوا باختفاء "الرئيسة" وأموالهم ليكتشفوا في النهاية أنهم سقطوا ضحايا لشبكة نصب واحتيال.
المجموعة وعبر هذه الوسائل التي اعتمدتها في عمليتها منذ أكثر من سنتين، استطاعت أن تجمع ملايين الدراهم من ضحاياها الذين ينحدرون من مدن مغربية مختلفة، كما أنها امتدت أيضا إلى مغاربة يقيمون في دول أوروبية.
وبالرغم من أن السلطات تمكنت من إلقاء القبض على "الرئيسة"، ما يزال الضحايا يطالبون بتوقيف نساء أخريات في المجموعة ذاتها، كن تسلمن الأموال من الضحايا بشكل مباشر وما يزلن مختفيات عن الأنظار.
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة