في ذكرى تأسيسه الـ٤٠٠.. ما الذي نعرفه عن قصر فرساي؟

بالتزامن مع زيارة الملك تشارلز، يحتفل قصر فرساي بمئويته الرابعة، ويقدم القصر بتلك المناسبة معرضا خاصا يروي تاريخه.

إلا أن تلك ليست الزيارة الملكية البريطانية الأولى للقصر، ففي العام ١٩٧٢ حظيت الملكة إليزابيث الثانية بعشاء مشابه في قصر فرساي، إذ استقبلها الرئيس جورج بومبيدو، ونقلت وكالة أسوشيتد عن مكتب الرئيس إيمانويل ماكرون، أن الملك تشارلز "أُعجب بفكرة السير على خطى والدته".

استعدادا للزيارة الملكية، سوف تغلق قاعة المرايا أبوابها أمام الزوار اليوم الأربعاء لتستعد للمأدبة.

بداية من العام ١٦٦١ بدأ الملك يعتبر "فرساي" مشروعه الخاص، الذي يُشرف على كافة تفاصيل تشييده، وينخرط في توسعات دائمة على البناء الرئيس، تجعله أكثر فخامة وتميزا، حتى أن البناء في جنبات القصر ظل مستمرا إلى وفاة الملك في العام ١٧١٥.

لم يهتم لويس الرابع عشر بعامل الإبهار المعماري فقط، بل تعامل مع القصر باعتباره رمزا سياسيا، وعاصمة للحكم، ومقرا للملك والحاشية في آن وذلك بداية من العام ١٦٨٢، ذلك بالإضافة إلى تحول القصر لمقر للحكومة الفرنسية.

ازدحم نُزل الصيد سابقا والقصر الفارهة حاليا، بأبناء الطبقة الأرستقراطية في البلاد وحتى الموظفين الحكوميين والعاملين في الهيئات الإدارية التي حفظت لها موقع بين غرف القصر الفسيحة.

لاحقا أصبح القصر أيضا رمز للحكم الفرنسي المطلق، وفقا للموسوعة البريطانية.

في أكتوبر من العام ١٧٨٩ كانت فرنسا قد استعدت لحقبة جديدة من تاريخها، حقبة تخطت فيها الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت وكل الرفاهية المرتبطة بفرساي وقاطنيه.

خرجت العائلة الملكية من القصر على عُجالة إلى مصير تاريخي، بينما بدأ القصر من الجهة الأخرى عملية إعادة تأهيل وإصلاح، كان من المستبعد أن تتم أثناء إقامة البلاط الفرنسي في القصر.

لاحقا دخل القصر في مرحلة ضبابية من تاريخه، إذ آلت بالضرورة صيانته كسائر المساكن الملكية السابقة للدولة، إلا أن بعض من محتويات القصر غادرته بغير رجعة، كالأعمال الفنية التي نُقلت للمتاحف، والمقتنيات والأثاث والمفروشات التي بيعت للتجار وعامة الشعب.

اليوم، ما يزال قصر فرساي للشعب أيضا، إذ يقدر عدد زواره بحوالي ١٥ مليون زائر للعام الواحد وفقا لإحصاءات محلية، يقصدونه لمشاهدة قطعة من التاريخ ما تزال قائمة، سواء بين جدران القصر نفسه أو في حدائقه الأيقونية.

تعتبر قاعة المرايا أشهر غرف قصر فرساي، وتستقطب اهتمام ملايين الزائرين، إلا السنون التي قُضيت في تدشينها تستحق الزخم، إذ بدأ بناء القاعة في العام ١٦٧٨، ولم ينتهي العمل فيها سوى بحلول العام ١٦٨٤.

في الأصل كانت القاعة شرفة كبيرة تفصل بين غرف الملك وغرف الملكة، إلا أن تصميمها لم يكن مثالي، كما أنها كانت معرضة للتأثر بالمناخ السيء، حسب موقع القصر، ما عجل بعملية إعادة تصميم قادها المعماري جول أردوان مانسار.

تمتد الغرفة لحوالي ٧٣ متر تزينها ٣٥٧ مرآة تدلل على تقدم فرنسا في صناعة المرايا، حتى أنها بدأت تتضاهى البندقية التي احتكرت الصناعة حينها.

أما السقف فمزين بـ٣٠ لوحة تصور تاريخ لويس الـ١٤ أو إنجازاته خلال الـ١٨ عاما الأولى من حكمه.