ألمانيا تطارد "مثقفيها"

وأعلنت إدارة صندوق التراث الثقافي في مدينة زارلاند الألمانية أنها لن توفر منصة للفنانين الذين لا يقرون بإرهاب حماس على اعتبار أنه موقف مناهض للحضارة".

وأكّدت برايتس أنها ندّدت مرارا وعلنا بهجوم حماس، وأيضا بالرد غير المناسب لإسرائيل.

وقالت الفنانة البالغة من العمر 51 عاما "لا أشكّك في حقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها في وجه الإرهاب، لكنني أعتبر أن العقاب الجماعي الواقع على المدنيين في غزة ليس الحلّ".

واعتبرت برايتس أنه "من السخافة أن تحوم شبهات معاداة السامية حول كلّ يهودي في البلد إذا لم يندّد علنا بحماس".

وألغيت فعاليات في بلدان أخرى في ظروف مماثلة، غير أن هذه الظاهرة اشتدّت خصوصا في ألمانيا التي ما زالت ترزح تحت وطأة الشعور بالذنب إزاء محرقة اليهود.

وارتدّ هذا الجدل أيضا على الصحافية الروسية الأميركية ماشا غيسين، يهودية الديانة، التي كان من المفترض أن تتسلّم الجمعة 15 ديسمبر جائزة هانا أريندت العريقة للفكر السياسي، لكنها ألغيت بعد صدور مقال لها في ذي نيو يوركر شبّهت فيه قطاع غزة بالغيتويات اليهودية في الحقبة النازية.

وفي تصريحات لوكالة فرانس برس، كشفت وزيرة الثقافة كلاوديا روث أن أمن إسرائيل مبدأ أساسي بالنسبة إلى ألمانيا، مشيرة إلى أن إلغاء حدث أو جائزة ينبغي أن يكون الخطوة الأخيرة وليس الأولى".

وألغيت مراسم أخرى لتسليم جائزة أدبية مهمّة ممنوحة للكاتبة البريطانية شارون دودوا أوتو على خلفية توقيع الأخيرة عريضة تؤيّد مقاطعة إسرائيل قبل ثماني سنوات.

وكانت أوتو قد نأت بنفسها لاحقا من العريضة ومُنح المبلغ المالي المرفق بالجائزة بقيمة 15 ألف يورو لمشروع خيري، بناء على اقتراح من الكاتبة.

أما معرض برلينالي للتصوير الذي كان من المفترض أن يعقد في ثلاث مدن ألمانية سنة 2024، فقد ألغي بسبب نشر أحد القيّمين عليه رسائل مؤيدة للفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي.