عيد الغدير.. من الجدل إلى الاحتفال

يحتفل الشيعة في الـ18 من شهر ذي الحجة، حسب التقويم الهجري، بـ"عيد الغدير"، إذ تقول الروايات لديهم، إنه اليوم الذي خطب فيه النبي محمد في السنة العاشرة من الهجرة "خطبة الوداع"، وعيَّن فيها ابن عمه علي بن أبي طالب، في مكان يُسمى "غدير خم" خليفة للمسلمين من بعده، قائلا بعد إمساك يده ورفعها "من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه".

يوم الغدير يرجع نسبه إلى المنطقة الواقعة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، وهي "غدير خم"، وهي قريبة من الجحفة التي نزل فيها النبي محمد بعد إلقاء خطبة الوداع.

أما المذهب السني فيرد على الرواية الشيعية بأنه لم ترد أي أحاديث عن الرسول بتعيين علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين من بعده. وقال مفتي المملكة العربية السعودية الراحل عبدالعزيز بن باز، ردًا على سؤال نصه: "هل أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بالخلافة لعلي؟"، إن هذا القول "لا يُعرف عن أحد من طوائف المسلمين سوى الشيعة".

جاء التصويت على قانون عطلة عيد الغدير بعد دعوة لزعيم التيار الصدري تلتها احتجاجات لأنصاره، وانضمام باقي القوى الشيعية في مجلس النواب العراقي إلى إقرار التصويت عليه.

وكانت قوى سنية عدة وجهت انتقادات لمساعي تشريع قانون عطلة "عيد الغدير"، لاعتقادها أنه يثير "الحساسيات" والمشكلات، ومخاوف من تحول النظام في العراق إلى "ثيوقراطي" وحدوث جدالات طائفية كثيرة بين رافض ومؤيد لاعتبار العيد عطلة رسمية.

وطالب ممثلو الطائفة السنية بالاستناد إلى القانون العراقي الذي يمنح الحكومات المحلية سلطة إعلان أيام العطلات المختلفة، وقصره على المحافظات ذات الأغلبية الشيعية.

بينما أصر ممثلو الطائفة الشيعية من الأحزاب وأعضاء مجلس النواب على اعتبار أن العيد هو للمسلمين كافّة، مستغربين من رفض اعتبار العيد عطلة، في حين تُقر أيام أعياد دينية أخرى عطلا رسمية.

قال رئيس اللجنة العليا الخاصة بفعاليات "أسبوع الغدير" في العراق، أحمد القريشي، في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية (واع)، إن هناك "فقرات وفعاليات تتوزع على مجموعة من الأنشطة، مثل مراسم لرفع رايات الغدير في عدة مواقع".

وحسب مسؤول إعلام العتبة حيدر رحيم، فإن الاحتفالات ستتضمن "المحافل القرآنية والمهرجانات الأدبية والشعرية والمؤتمرات العلمية والحوارية، مع عروض مسرحية".