ثقافة عامة
.
على الرغم من انتشارها الواسع حول العالم، إلا إنّ رياضة الـ"هوبي هورسينغ" الفنلندية، ركوب الخيول الخشبية، لا يعترف بها رسمياً.
مع ذلك، تزداد شعبية هذه الرياضة، كما يشير منظّمو بطولتها لهذا العام التي أقيمت في بلدة سينايوكي الغربية، وحضرها حوالي ألفين شخص. ويبذل المتنافسون جهوداً كبيرة في إعداد أحصنتهم التي تُعرض وتُقيّم لاحقاً، ويصمّمونها ويخيّطون الرؤوس ويزيّنونها.
أكّدت رئيسة جمعية هوبي هوسينغ الفنلندية جوليا ميكونن، بأنّ بطولة هذا العام هي الأكبر حتى الآن.
شارك في البطولة السنوية بدورتها الـ١١، حوالي ٢٦٠ فارساً، من ٢٢ دولة. وكان المشاركون بمعظمهم من النساء والفتيات، اللواتي تتراوح أعمارهم بين 10 و20 عاماً.
يقوم الفرسان، ذوو التسريحات المثالية بشكل رياضي، بالقفز فوق الحواجز كما هي الحال في قفز الحواجز الحقيقي. ويحاولون اجتيازها بأسرع ما يمكن، وهم يمتطون خيولهم المصنوعة من العصي.
وتُصبح الأمور أكثر جدية في منافسات الترويض، حيث يتجوّل الفرسان بخيولهم المحشوّة المزيّنة أمام أعين الحكام.
تتلقى رياضة الـHobby Horsing انتشاراً واسعاً حول العالم، إلاّ أنه لا يُعترف بها كرياضة حقيقية رسمياً حتّى في موطنها الأصلي فنلندا.
وتواجه هذه الرياضة الكثير من التنمّر والانتقادات، كما توضح الفارسة نارا آرلين: " نحن نعلم ما مر به الجميع في رياضة الهوبي هورسينغ... أعتقد أن هذا هو الشيء الرئيسي الذي يجمعنا".
تتطلب هذه الرياضة قوّة ومهارة كبيرتين للقفز فوق الحواجز، أثناء حمل الحصان المحشو، إذ يصل ارتفاع بعض الحواجز إلى 110 سنتيمترات. وتشرح جوجو هانينن، ١٩ عاماً، بعد أن ارتاحت عقب منافسات الترويض: "لا زلت غير قادرة على التقاط أنفاسي، لكنني سعيدة بأدائي".
ويقدّر وجود ١٠ آلاف شخص يمارسون الرياضة، وتقول الفارسة ميكونن، ٢٠ عاماً، بأنّ الجميع "بالطبع يحلم بإقامة بطولة عالمية يوماً ما". لكن للتفوّق في الرياضة "عليك أن تستحضر القنطور، وهو مخلوق أسطوري إغريقي نصفه العلوي بشري والنصف السفلي لحصان، الموجود في داخلك" كما تشير جوجو.
وتضيف: "في الهوبي هورسينغ، ساقاي هما الحصان... أنا الحصان والإنسان معاً".
الهوبي هورسينغ هي أكثر من رياضة بل هي فنّ، كما تصفها آرلين التي تصمّم حصانها الخشبي، وتشيد بهذه الرياضة على أنها "أفضل هواية على الإطلاق".
بدأت آرلين هوايتها في الهوبي هورسينغ، كالكثيرين من ممارسي هذه الرياضة، منذ الطفولة. لكن "كلّما كبرت، أصبح الأمر أكثر جديّة". وتمارس آرلين رياضة ركوب الخيل الحقيقي.
ويشيد كل محبّي هذه الرياضة بالمجتمع المرحّب، الذي أبقاهم مستمرين في رياضة الهوبي هورسينغ، على الرغم من مواجهتهم لبعض مواقف الاستهزاء. لكن تؤكد آرلين: "نحن ندعم بعضنا البعض".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة