الجسمي والصاوي والعابدين يروون حكاياتهم من الاستوديو إلى الكتاب
كشف ثلاثة من نجوم الفن العربي، المصري خالد الصاوي والإماراتي أحمد الجسمي والتونسي ظافر عابدين كواليس وأسباب تحولهم من التمثيل إلى بوابة التأليف.
وتحدث الفانون الثلاثة لجمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب، عن مساراتهم الفنية، والتي تضمنت الانتقال من الأداء أمام الكاميرا إلى صناعة الأفلام نفسها، في جلسة حملت عنوان "من التمثيل إلى التأليف".
الصاوي: التوجه للكتابة أمر طبيعي
يشرح خالد الصاوي توجهه للكتابة بالقول إنه يعد امتدادا طبيعيا لتجربته الفنية والإنسانية، موضحا "كتبت الشعر بالفصحى والعامية، وكتبت للمسرح والرواية، وألفت الأغاني، وأنا صاحب تجارب متعددة والكتابة امتداد لي، وهي وسيلتي الكبرى للحرية والاكتشاف".
يضيف "أنا لا أكتفي بخالد واحد، أريد أن أعيش في شخصيات متعددة، أختبر أفكارا ومشاعر مختلفة، فالكتابة تمنحني هذا الاتساع".
ويرى الصاوي أن الكاتب الحقيقي هو من يكتب عن نفسه بصدق، لكنه في الوقت ذاته يبقي القارئ حاضرا في ذهنه، قائلا "المبدع يكتب لنفسه، لكن القارئ في تفكيره دوما، في الشعر والقصة القصيرة والفيلم".
مسؤولية الفنان في تحريك الوعي
وأكد أن الفنان والكاتب يحملان مسؤولية تحريك الوعي الجمعي، ورغم دفاعه عن حرية الإبداع، يرى الصاوي أن غياب الرقابة بالكامل قد يؤدي إلى فوضى، بقوله "إذا رفعت الرقابة تماما فقد تحدث كارثة، لكني أؤمن بالرقابة المنطقية التي يشرف عليها مثقفون فاهمون للفن واللغة والوجدان".
أحمد الجسمي والتوازن بين التمثيل والكتابة
ومن جانبه، تحدث الفنان الإماراتي أحمد الجسمي عن رحلته الطويلة في عالم الفن، موضحا أنه يوازن بين التمثيل والكتابة والإنتاج، وأن تحوله من ممثل إلى كاتب ليس مجرد انتقال في الأدوار، بل هو امتداد طبيعي لحاجة الفنان إلى التعبير الكامل عن رؤيته.
وأضاف "الكاتب يكتب، والممثل يحاول أن يفسر الحكاية بصدق للمشاهدين، وأحيانا يشعر الممثل بنقص في الشخصيات التي يؤديها، وهذا يدفعه لتعويض هذا النقص بالكتابة".
ويؤمن الجسمي أن الكتابة ليست بديلا عن التمثيل، بل حوار داخلي بين المبدعين في داخل الفنان الواحد، ومن موقعه كمنتج شارك الجمهور طريقته في الموازنة بين احترامه للكاتب وبين حرصه على أن يكون العمل قريبا من رؤيته الفنية الخاصة، قائلا "كمنتج أتابع مع الكاتب كل التفاصيل، ولا أوافق على كل تعديل يقترحه الكاتب، لكنني أناقشه، إما أن يقنعني أو أقنعه".
ويرى الفنان الإماراتي أن الفن ليس ترفا أو انعزالا عن الواقع، مؤكدا أن السوق الفنية اليوم تفرض تحديات كثيرة، لكنه لا يرى في ذلك خطرا على الأصالة، قائلا "أؤمن أن الفن الحقيقي الأصيل يدر أرباحا كبيرة، والجيل الجديد يتمتع بالوعي الكبير وينتقدني أكثر من الناقد الفني".
ظافر العابدين: الحكاية أكثر من سرد للأحداث
واستعرض النجم التونسي ظافر العابدين فصولا من رحلته الإبداعية بين التمثيل والكتابة والإخراج، كاشفا عن فلسفة خاصة ترى في الحكاية أكثر من مجرد سرد للأحداث، بل وسيلة لاكتشاف الذات والآخر.
يقول العابدين "دائما عندي شغف أن أحكي، أن أقول الحكاية بوجهة نظري أنا، فالحكاية يمكن أن تروى بطرق مختلفة بحسب من يرويها"، هذا الشغف هو ما قاده نحو الكتابة، التي يعتبرها منطقة أعمق في التعبير عن ذاته، إذ يتحول فيها تركيزه من أداء الشخصية إلى بناء العالم الكامل من حولها، بكل تفاصيله وتشعباته".
وأكد عابدين أن الكتابة لم تغير فقط أدواته الفنية، بل غيرت نظرته للحياة ذاتها، موضحا "الكتابة سمحت لي أن أطور نفسي كإنسان، علمتني أن أكون أكثر إنسانية، والتمثيل كذلك، فقد ساعدني على اكتشاف نفسي، قبل التمثيل كنت خجولا جدا، وربما لو لم أدخل المجال لما تخلصت من هذا الخجل".
حضور دولي واسع في "بينك وبين الكتاب"
وانطلقت فعاليات الدورة الجديدة من المعرض يوم الأربعاء الماضي، وتستمر حتى يوم 16 نوفمبر الجاري تحت شعار "بينك وبين الكتاب".
وقال منظمون للمعرض لوكالة الأنباء الألمانية إن هذه الدورة تشهد حضورا دوليا كبيرا من الكتاب والمثقفين يقدر عددهم بنحو 250 مبدعا من 66 دولة عربية وأجنبية يقدمون أكثر من 1200 فعالية ثقافية وإبداعية وفنية.
ويجمع الحدث أكثر من 2350 دار نشر، منها 1224 دار نشر عربية و1126 دار نشر أجنبية، تقدم ملايين الكتب والمؤلفات بمختلف لغات العالم.
ويستضيف الحدث 58 ناشرا ومؤسسة ثقافية يونانية تعرض 600 عنوان باللغة اليونانية ولغات أخرى، إلى جانب أكثر من 70 شخصية يونانية من أبرز الأدباء والشعراء والمترجمين والرسامين والأكاديميين، والموسيقيين وأمناء المكتبات.