هدفان لهوكستين في لبنان.. إيقاف الاشتباكات والترسيم

صرح ٣ مسؤولين إسرائيليين لأكسيوس أن هوكستين أكد خلال محادثاته في تل أبيب أنه بمجرد انتقال الجيش الإسرائيلي بشكل كامل إلى عمليات منخفضة الشدة في غزة، فإن ذلك سيساعد على تهدئة الوضع في لبنان. واقترح أيضا أن تصدر إسرائيل بيانا عاما تعلن فيه المرحلة الانتقالية.

وقال المسؤولون إن إسرائيل لا تمانع في إجراء مفاوضات بشأن الحدود البرية مع لبنان.

في لبنان، أوضح ميقاتي، في وقت سابق من هذا الأسبوع خلال اجتماع مع مسؤولين في الأمم المتحدة إنه تلقى رسائل من إسرائيل عبر الولايات المتحدة ودول أخرى تحذر من حرب ضد لبنان.

وقال ميقاتي في مقابلات عدة مع الصحافة اللبنانية إن لبنان مستعد للدخول في مفاوضات للتوصل إلى استقرار طويل الأمد في جنوب لبنان، بما في ذلك على طول الحدود مع إسرائيل.

وأكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "لقد أوضحت الولايات المتحدة أنها لا تدعم الصراع المستمر الذي يمتد إلى لبنان، وتواصل استنفاد جميع الخيارات الدبلوماسية لرؤية المدنيين الإسرائيليين واللبنانيين يعودون إلى منازلهم ويعيشون في أمن واستقرار".

زار هوكستين بيروت خلال اليومين الأخيرين من أغسطس ٢٠٢٣، ويستكشف إمكان حلّ النزاع الحدودي البري طويل الأمد بين البلدين لبنان وإسرائيل، وفق ما صرّح بنفسه.

وحينها أشارت معلومات صحافية إلى إسرائيل مستعدة للانسحاب من نقاط ساخنة، في ما يستمر الخلاف على نقاط أخرى.

المحللة والكاتبة السياسية اللبنانية، روزانا بومنصف، قالت في حديث لموقع بلينكس نشر في سبتمبر ٢٠٢٣، إن إسرائيل لا مشكلة لديها بشأن ٧ نقاط ساخنة على الحدود وأبدت استعدادها بالانسحاب منها، من خلال الوسيط الأميركي.

وأوضحت بومنصف، حينها، أن إسرائيل مستعدة للانسحاب من ٧ نقاط من أصل ١٣ نقطة، والبقية يستمرّ الأخذ والردّ بشأنها.

لكن بالنسبة للمحللة السياسية يبقى السؤال الأبرز هو أنه هل يمكن يشمل ترسيم الحدود البرية قرية الغجر المقسومة بين لبنان وإسرائيل بموجب الخط الأزرق، وسكانها يعتبرون أنفسهم سوريين ويرفضون بشكل قاطع أن يكونوا في الجزء اللبناني.

يسكن هذه البلدة الفريدة نحو ٢٧٠٠ شخص، يبقى مصيرها مجهولا ومشتتا بشكل غريب بين ٣ دول، بحسب بومنصف، التي تابعت "المشكلة الأخرى تكمن في تثبيت حدود مزارع شبعا، كون سوريا لم تعترف أن مزارع شبعا لبنانية".

هوكستين قال إنه من "الطبيعي" النظر قضية الحدود البحرية بعد ترسيم الحدود البحرية بين البلدين في 2022، الأمر الذي مهد الطريق لبدء أنشطة التنقيب البحرية لصالح لبنان.

وأضاف كبير المستشارين بالبيت الأبيض في أغسطس ٢٠٢٣ أنه زار جنوب لبنان خلال رحلته "لفهم ومعرفة المزيد عما هو مطلوب كي يتسنى تحقيق نتيجة محتملة". وأردف: "لقد آن الأوان لأن أستمع إلى الطرف الآخر وأجري تقييما بشأن ما إذا كان هذا هو الوقت المناسب لذلك".

ويُعرف الخط الفاصل الحالي بين البلدين باسم الخط الأزرق، وهو عبارة عن خط حدودي رسمته الأمم المتحدة عند الحد الذي انسحبت إليه القوات الإسرائيلية عندما غادرت جنوب لبنان عام 2000.

في أكتوبر ٢٠٢٢ وبعد وساطة طويلة أجراها هوكستين، وقعت إسرائيل ولبنان اتفاقا وصف بأنه "تاريخي" ينص على ترسيم الحدود البحرية ويرفع العقبات أمام التنقيب عن النفط والغاز في البحر.

وضمَن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل للبنان حقل قانا، على أن تحصل إسرائيل على تعويض من مشغلّي الرقعة 9.

ربما تكون قرية الغجر واحدة من أغرب الأماكن في الشرق الأوسط، يسكنها 2700 شخص في مرتفعات الجولان المحتلة، والتي تمتدّ على الخط الأزرق الذي يفصل بين إسرائيل ولبنان.

إنها أكثر هدوءا وجمالا مما قد يوحي به موقعها: تم طلاء المنازل الكبيرة بألوان زاهية، وتزين النوافير والتماثيل الدوارات، ويتمتع المجتمع بحديقة عامة يتم الاعتناء بها جيدا ومليئة بالزهور والأشجار، وفق تقرير لصحيفة الغارديان.

الغجر، منطقة عسكرية مغلقة منذ 22 عاما، ولا تسمح للزوار بالدخول إلا بإذن خاص من المجلس البلدي والجيش الإسرائيلي، وفق التقرير.

لكن في أوائل سبتمبر ٢٠٢٢، أعلن الجيش الإسرائيلي والشرطة، من دون إنذار سابق، أنهما لن يطلعا بعد الآن على بطاقات الهوية عند نقطة التفتيش عند مدخل القرية.

تشتهر الغجر أيضا بالطعام السوري اللبناني التقليدي مثل الشنكليش، وهي كرات كبيرة من الجبن السميك والجاف المتفتت يتم تحضيرها على مدار يومين ومغطاة بمزيج خاص من الأعشاب والتوابل.

في العام 2000، عندما انسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان، توصل ممثلو الأمم المتحدة إلى الخط الأزرق بين البلدين، مما أدى إلى تقسيم قرية الغجر إلى قسمين.

وكان من المفترض أن تسيطر الحكومة اللبنانية على القرية بالكامل بعد حرب عام 2006.

يمتد سياج حول محيط القرية بأكملها، وليس داخلها، وأصبح خط ترسيم الحدود الفعلي هو نهر الحاصباني، الذي يتدفق عبر واد صغير بين الغجر والوزاني، وهي قرية لبنانية صغيرة على الجانب الآخر، حسب التقرير.