مساعدات لبنان تعزز "جسر الإمارات" في 178 دولة

كانت أولى المساعدات الموثقة لـ"جسر الخير" من الإمارات إلى لبنان في عام 1974 عندما قدم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات، مساعدات بقيمة 150 مليون ليرة لتمويل مشروع الليطاني.

بعدها تعددت المساعدات الإماراتية للبنان والتي استمرت حتى الوقت الراهن، وقدمت مساعدات في صورة ودائع وقروض للبنان بعد الحرب الأهلية، لإنجاز مشاريع اقتصادية، بنحو 100 مليون درهم إماراتي.

وفي عام 1998 أودعت الإمارات مبلغ 100 مليون درهم في مصرف لبنان المركزي، وبعد عامين أعلن الشيخ زايد تبرعه بنصف مليون دولار لدعم العمل الإعلامي اللبناني عقب تحرير الجنوب.

وفي ظل التوتر العالمي في أعقاب جائحة كوفيد-19، قدمت الإمارات في ديسمبر 2020 مساعدات لذوي الهمم في لبنان، تشمل 10 آلاف حصة غذائية و60 كرسيا متحركا في مختلف المناطق اللبنانية، من خلال السفارة الإماراتية في بيروت.

جسر المساعدات المفتوح من أبو ظبي إلى بيروت قدم عام 2021 مساعدات لأكثر من 35 ألف أسرة في شمال لبنان،عبارة عن قسائم شرائية للتخفيف من معاناتهم في ظل تفاقم الأزمة المعيشية والاقتصادية في البلاد.

وجاءت حزمة المساعدات العاجلة في سبتمبر 2024 بقيمة 100 مليون دولار، لتعزز دور الإمارات في دعم "لبنان الشقيق" كما أكدت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية "وام".

منذ بداية حرب غزة في السابع من أكتوبر 2023، كان للإمارات دور رئيسي، ونصيب كبير في تقديم المساعدات إلى الشعب الفلسطيني الذي يُعاني ظروفا اقتصادية ومعيشية وصحية صعبة في ظل الحرب.

أطلقت الإمارات عملية الفارس الشهم 3 لتقديم العمليات الإغاثية في فلسطين، بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، والتي ركزت على تقديم المساعدات لسكان قطاع غزة منذ بداية الحرب.

وافتتحت الإمارات مستشفى ميداني داخل قطاع غزة من أجل تقديم العلاج اللازم للمصابين والجرحى، وأعلنت عملية "الفارس الشهم 3" يوم الاثنين 22 سبتمبر تقديم 12 طنا من الأدوية لدعم الرعاية الطبية في القطاع الفلسطيني.

كما نفذت الإمارات عمليات إجلاء طبية عاجلة لمئات المصابين برفقة عائلاتهم من غزة، واستضافت 10 آلاف طفل من غزة من المصابين مع عائلاتهم للعلاج في مستشفيات الدولة.

وخلال حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في سبتمبر الماضي، قدمت الإمارات 640 ألف جرعة من اللقاح لمنع تفشي المرض في قطاع غزة، والمساعدة على تحسين الوضع الصحي والبيئي الصعب هناك.

وتنوعت عمليات الإمارات الإغاثية في غزة، ولم تتوقف عند تقديم المساعدات الغذائية والطبية بشكل مستمر منذ بداية الحرب، بل شملت صيانة وتشغيل المرافق المتضررة، مثل شبكات المياه، من أجل توفير الماء إلى جانب الغذاء لسكان غزة.

وفي يونيو الماضي نظمت الإمارات عملية "طيور الخير" لإسقاط المساعدات من السماء على سكان قطاع غزة، في ظل صعوبة دخول المساعدات من المعابر البرية.

منذ بداية تأسيس الدولة، قررت الإمارات أن تكون عونا للدول التي تحتاج إلى تقديم المساعدات بمختلف أشكالها، لتقدم منذ عام 1971 وحتى الآن مساعدات إلى 178 دولة عبر العالم، بقيمة بلغت 173 بليون درهم إماراتي، وفقا للموقع الرسمي للحكومة الإماراتية.

وسجل عام 2015 إجمالي مساعدات من الإمارات إلى دول العالم بقيمة 32.34 مليار درهم، ما يعادل 8.8 مليار دولار أميركي، وفقا لتقرير المساعدات الخارجية لدولة الإمارات.

وقُدمت المساعدات من 40 جهة إماراتية إلى 155 دولة حول العالم، من بينها 120 دولة مؤهلة للحصول على المساعدات الإنمائية الرسمية "ODA" من ضمنها 43 دولة مصنفة ضمن الأقل نموا.

وتتنوع مساعدات الإمارات الخارجية إلى ثلاث فئات:

- مساعدات تنموية

- مساعدات إنسانية

- مساعدات خيرية

ولا تفرق الإمارات في مساعداتها وفقا لسياسة الدول التي تحصل على الدعم، أو موقعها الجغرافي، ولا تولي للعرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة أهمية، بل تراعي الجانب الإنساني المُحرك الأساسي لعملية المساعدات.

رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أطلق عملية الفارس الشهم 2 في عام 2023، لتقديم الإغاثة والمساعدات العاجلة في سوريا وتركيا بسبب التضرر من الزلازل المدمرة التي ضربت البلدين.

وأنهت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية، عملية الفارس الشهم 2 في يوليو 2023، ونجحت في إنقاذ عشرات الأشخاص من تحت الركام، وقامت بعلاج 13 ألف و500 مصب.

كما قدمت الإمارات حزم من المساعدات الإنسانية بلغت 15.2 طنا عن طريق الجسر الجوي الذي شهد تنظيم 260 رحلة جوية متتالية ومتسارعة للتعامل مع الحدث في الوقت المناسب.

وشملت المساعدات بجانب الغذاء والدواء، مستلزمات عاجلة للتخييم ، مع نقل مواد الإغاثة ومواد إعادة الإعمار إلى المناطق المتضررة فيما بعد، مع دور كبير للهلال الاحمر الإماراتي الذي نشط في سوريا خلال الأزمة.

وبخلاف المساعدات العينية، قدمت الإمارات مبلغ 100 مليون دولار لإغاثة المتضررين من الزلازل، مقسمة إلى مبادرة بقيمة 50 مليون دولار للمتضررين من الشعب السوري، ومثلها للمتضررين في تركيا.