اقتصاد

قمح الولايات المتحدة.. ارتفاع في الإنتاج وصعوبة في المنافسة

نشر

.

Camil Bou Rouphael

تحذيرات أممية عدة صدرت بعد إعلان روسيا انتهاء العمل باتفاقية الحبوب التي أتاحت تصدير القمح الأوكراني عبر البحر الأسود منذ العام الماضي رغم الحرب التي تشنّها موسكو ضدّ كييف، فحسب الأمم المتحدة "مئات ملايين الأشخاص يواجهون خطر الجوع" و"سيدفعون الثمن". أمام هذا الواقع، هل يمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تغطي عجز التصدير الأوكراني من خلال تعزيز تصديرها للقمح والحبوب؟ أي عوامل تحد من إنتاجها وماذا زراعة القمح عالميا؟

حسب إحصاءات الإدارة الأميركية فإن أبرز الدول التي تستورد قمحها هي الفليبين والمكسيك واليابان والصين وكوريا الجنوبية ونيجيريا وأيضا اليمن على القائمة.

قام المزارعون الأميركيون بزايدة زراعة القمح الشتوي بنسبة 11٪ مقارنة بالعام الماضي

مزارعون أميركيون ينشطون

قام المزارعون الأميركيون بزايدة زراعة القمح الشتوي بنسبة 11٪ مقارنة بالعام الماضي، حصل ذلك إثر ارتفاع أسعار القمح بسبب المخاوف بشأن الإمدادات الغذائية بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، منتج القمح الرئيسي، فضلا عن انخفاض تكاليف المدخلات نسبيا، حسب ما نقلت رويترز في تقرير سابق.

ولكن حتى مع إضافة المساحات المزروعة، فإن الجفاف الذي امتد لسنوات عدّة يهدد الحصاد باستمرار، خصوصا في ولايات مثل كانساس وأوكلاهوما، أكبر منتجين للقمح الشتوي، العام الماضي.

نتيجة لذلك، من غير المرجح، حسب رويترز، أن تتحسن صادرات القمح الأميركية بشكل ملحوظ خلال الموسم المقبل على رغم الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لزيادة إنتاج الغذاء الأميركي بعد الحرب على أوكرانيا.

ويمثل القمح الشتوي عادة نحو ثلثي إنتاج الولايات المتحدة، ويزرع الباقي في الربيع، وفقدت الولايات المتحدة حصتها في السوق لصالح مصدري القمح الآخرين، بما في ذلك روسيا، خلال السنوات الأخيرة. في فبراير، قال مايك شولت، المدير التنفيذي للجنة القمح في أوكلاهوما: "نظرا لأن المحصول قد تم زرعه في وقت متأخر، وأتعبه نقص الرطوبة، فمن المحتمل أن نشهد تراجعا في المحصول.

ارتفع إنتاج أوكرانيا مليون طن عن توقعات مايو ووصل إلى 17.5 ميلون طن متري

إنتاج القمح يرتفع عالميا

من المتوقع أن يصل إنتاج القمح العالمي إلى مستوى قياسي يبلغ 800.2 مليون طن، بزيادة قدرها 10.4 مليون طن عن توقعات مايو، وفق وزارة الزراعة الأميركية، التي قالت في أحدث تقرير بخصوص القمح إنه من المتوقع حاليا أن يكون الاتحاد الأوروبي أكبر منتج للقمح عند 140.5 مليون طن، بزيادة 1.5 مليون طن في ظل ظروف النمو المؤاتية في فرنسا والمجر وإيطاليا.

الصين والهند هما المنتجان الرائدان أيضا. الدولتان في الموقع الثاني والثالث عالميا من حيث الإنتاج، لكنه غير متاح إلى حدّ كبير في السوق العالمية. توقعات الإنتاج في الصين لم تتغير عند 140 مليون طن والهند 113.5 مليون طن. من جهة أخرى تلقت روسيا وجنوب أوكرانيا هطولا جيدا للمطر خلال فصل الربيع مما أدى إلى زيادة المحصول. ومن المتوقع وفق وزارة الزراعة الأميركية أن يزيد إنتاج روسيا للقمح بمقدار 3.5 ملايين طن متري إلى 85 مليون طن، وهو ما يمثل انخفاضا بمقدار 7 ملايين طن متري عن مستوى 92 مليون طن متري خلال العام الماضي. وارتفع إنتاج أوكرانيا مليون طن عن توقعات مايو ووصل إلى 17.5 ميلون طن متري.

ارتفع الاستهلاك العالمي للقمح في عام 2023/24 بمقدار 3.5 ملايين طن متري

ماذا عن محصول الولايات المتحدة؟

من المتوقع أن يصل إنتاج القمح في الولايات المتحدة للعام 2023/24 إلى ٤٩ مليون طن أي أقل من 1% عن العام السابق. قدمت دائرة الإحصاءات الزراعية الأميركية التابعة لوزارة الزراعة توقعاتها المحدثة للإنتاج المستندة إلى المسح لمحصول القمح الشتوي في الولايات المتحدة 2023/24 في تقرير إنتاج المحاصيل في 9 يونيو.

وحسب وزاررة الزراعة الأميركية، ظلّت صادرات 2022/23 من القمح الكامل من دون تغيير عن الشهر السابق عند 21.09 مليون طن. ولا تزال أسعار الولايات المتحدة في الغالب غير قادرة على المنافسة مع الموردين العالميين الرئيسيين الآخرين.

زيادة بالاستهلاك العالمي للقمح

ارتفع الاستهلاك العالمي للقمح في عام 2023/24 بمقدار 3.5 ملايين طن متري ليصل إلى 793.1 مليون طن متري. ومن المتوقع، وفق وزارة الزراعة الأميركية، ارتفاع تجارة القمح في 2023/24، وترتفع وأن يسمح الإنتاج الذي ارتفع في روسيا وأوكرانيا والاتحاد الأوروبي بمزيد من الإمدادات القابلة للتصدير. يأتي ذلك في وقت تحافظ الهند على حظر تصدير القمح، في حين قدمت الحكومة يعض الاستثناءات لتصدير المادة الرئيسية عبر القنوات الدبلوماسية لأغراض الأمن الغذائي.

ارتفع الإنتاج العالمي في 2022/23 بنحو 0.2 مليون طن متري إلى 788.5 مليون طن متري، مدفوعا بزيادة محصول القمح في البرازيل.

واستمرّت أوكرانيا في التصدير إلى تركيا وبنغلاديش ومصر ودول الاتحاد الأوروبي. وتلقت تركيا ما يقرب من 2.8 مليون طن متري من أوكرانيا من يوليو إلى أبريل. وتلقى الاتحاد الأوروبي أكثر من نصف وارداته من أوكرانيا حتى الآن.

تلقت تركيا ما يقرب من 2.8 مليون طن متري من القمح من أوكرانيا من يوليو إلى أبريل

اعرف أكثر

انتهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب

انتهت عند منتصف الليل بتوقيت اسطنبول (21,00 ت غ) مدة صلاحية الاتفاق الذي يسمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب إلى الأسواق الدولية عبر البحر الاسود بعد رفض روسيا تمديدها. وتحدد موعد انتهاء العمل بالاتفاق الذي توسطت الأمم المتحدة وتركيا للتوصل إليه في يوليو 2022، بعدما جرى تمديده آخر مرة لمدة شهرين في مايو الماضي.

ورفض الكرملين، الإثنين، تمديد العمل باتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية، الحيوي للأمن الغذائي العالمي، في قرار أتى بعد ساعات من هجوم أوكراني دمّر جزئياً، للمرة الثانية منذ بدء الحرب، جسر القرم الذي يربط روسيا بشبه الجزيرة التي ضمّتها موسكو إليها عام 2014.

وسارع الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريش إلى التحذير من أنّ مئات الملايين في العالم "سيدفعون الثمن" من جراء قرار روسيا. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن "نتيجة ما قامت به روسيا اليوم من استخدام الغذاء كسلاح (..) سيكون جعل وصول الغذاء الى الأمكنة التي في حاجة ماسة إليه أكثر صعوبة، إضافة الى زيادة الأسعار"، مضيفا "خلاصة القول إن (ما حصل) غير مقبول". بالمقابل، أعلنت أوكرانيا رغبتها بالاستمرار في تصدير حبوبها عبر البحر الأسود، سواء أعطت موسكو ضمانات أمنية لسفن التصدير أو لم تعطها. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لسنا خائفين". وأتى موقف زيلينسكي بعد أن تلقّى خلال زيارة إلى اسطنبول مطلع يوليو الجاري دعم نظيره التركي رجب طيب أردوغان مما أثار غضب موسكو.

لكن بالنسبة إلى موسكو فإنّ الاتفاق هو اليوم في حكم الميت وإحياؤه ممكن فور تلبية شروطها.

ملايين الأطنان

وأبرمت هذه الاتفاقية في يوليو 2022 على ضفاف البوسفور وتم تجديدها مرتين حتى اليوم، وقد أتاحت، خلال العام الماضي، تصدير ما يقرب من 33 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية، رغم الحرب، وفق فرانس برس. وتهدف مبادرة حبوب البحر الأسود التي وقّعتها روسيا وأوكرانيا برعاية تركيا والأمم المتحدة، للتخفيف من خطر المجاعة في العالم من خلال ضمان تصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية رغم الحرب.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إنّ تركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة أُخطرت بقرار الكرملين. رغم إعلان الكرملين، أبدى أردوغان ثقته برغبة نظيره الروسي فلاديمير بوتين في استمرار الاتفاق. من جانبها، دعت برلين روسيا الى تمديد العمل بالاتفاق، مؤكدة أهميته للأمن الغذائي العالمي. أما لندن التي أعربت عن خيبة أملها إزاء قرار موسكو فقالت إنّها "ستواصل المحادثات".

وأتاح الاتفاق لبرنامج الأغذية العالمي مساعدة دول تواجه نقصاً غذائياً حادّاً مثل أفغانستان والسودان واليمن. وأعلنت الامم المتحدة مساء الإثنين انتهاء تفتيش آخر سفينة شحن محملة بالحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، موضحة ان عملية التفتيش هذه تحمل الرقم 1972 منذ الأول من أغسطس 2022.

أتاح اتفاق الحبوب لبرنامج الأغذية العالمي مساعدة دول تواجه نقصاً غذائياً حادّاً مثل أفغانستان والسودان واليمن

هجوم على جسر القرم

أتى قرار الكرملين بعد ساعات من تعرّض جسر القرم الذي يعدّ خط إمداد رئيسياً للقوات الروسية في أوكرانيا، لهجوم ليل الأحد باستخدام "مسيّرات بحرية". وقال مصدر في أجهزة الأمن الأوكرانية (اس بي يو) أن الاستخبارات وسلاح البحرية يقفان وراء استهداف الجسر الذي يعبر مضيق كيرتش. وأوضح المصدر لوكالة فرانس برس أنّ "هجوم اليوم على جسر القرم هو عملية خاصة لجهاز اس بي يو والبحرية" تمّ تنفيذها "بواسطة مسيّرات بحرية".

من جهتها، قالت لجنة التحقيق الروسية في بيان "قُتل مدنيان هما رجل وامرأة في سيارة سياحية على الجسر" جراء الهجوم، مشيرة أيضا الى أنّ ابنتهما أصيبت بجروح.

وبثت محطة "القرم-24" العامة مقطعا مصورا يظهر انهيار قسم من الجزء الطرقي من الجسر. ونشرت هيئة التحقيق الروسية أيضا مقطعا مصورا يظهر رجالا يرفعون أدلة عن الطريق.

ولاحقا، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تعزيز الإجراءات الأمنية على جسر القرم الاستراتيجي، واصفا الهجوم بأنه "عمل إرهابي". وأدّى الهجوم الى تضرّر الجزء الطُرُقي وتعليق الحركة لساعات، بينما لم تطاول أضرار الجزء المخصص للسكك الحديد. واستؤنفت حركة السكك الحديد على الجسر قبل ظهر الإثنين، وفقاً لسلطات القرم. وهي المرة الثانية في غضون أشهر يتعرّض فيها الجسر لهجوم.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة