اقتصاد الجزائر يتحسن.. ماذا عن Porte monnaie المواطن؟

وزارة المالية الجزائرية كشفت مؤخرا عن مضمون التقرير الأخير للبنك العالمي عن الاقتصاد الجزائري الذي صنفه في المركز الثالث أفريقياً، ومن أبرز ما جاء فيه:

• رفع تصنيف الجزائر لعام 2025.
• انتقال الجزائر من فئة "الدول ذات الدخل المتوسط الأدنى" إلى الدول "ذات الدخل المتوسط الأعلى".
• ارتفاع الدخل القومي الإجمالي للفرد من 3.900 دولار أمريكي إلى 4.960 دولار من 1 يوليو 2022 و30 يونيو 2023 إلى الفترة ذاتها بين عامي 2023 و2024.
• صحة الأرقام والإحصائيات الحكومية عن مؤشرات نمو الاقتصاد الجزائري.

وفي تقريره الصادر في مايو الماضي، كشف البنك الدولي عن:

• ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى 4.1% بفعل الأداء القوي للمحروقات وخارج النفط وزيادة قوية في الاستثمار.
• وصلت احتياطات الصرف إلى 16.1 شهرا من الواردات في نهاية عام 2023.
• انخفاض معدلات التضخم إلى 5 % في الربع الأول من 2024 مقارنة بـ9.3 %.

ونهاية مارس الماضي تعهد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون برفع أجور القطاع الحكومي بـ47% مع نهاية العام الحالي، وبـ53% بين 2026 و2027 لتصل الارتفاع بـ100%.

الحاجّة فاطمة التي التقتها بلينكس في سوق للخضر والفواكه بشارع "حسيبة بن بوعلي" في العاصمة الجزائرية، أرملة تعيش على معاش زوجها المتوفي، تؤكد على تحسن المعاش الذي ارتفع بـ10%، وهي أم لـ5 أبناء، واحد منهم لازال يعيش معها، عاطل عن العمل في عمر الـ35 سنة.

تعترف هذه السيدة بأن ذلك الراتب يذهب جزء منه لمساعدة بقية أبنائها الذين تقول إن ظروف حياتهم اليوم تختلف عن ما عاشته هي، وتقول إن مستواهم المعيشي "متوسط"، مرجعة ذلك إلى ارتفاع معظم الأسعار التي أثقلت كاهلهم كما تقول، فجزء من رواتبهم يذهب للايجار وما تبقى منه لمصاريف حياتهم، وحتى ادخار جزء بسيط منه لشراء منزل بالتقسيط.

تحدثت عن أسعار الخضر والفواكه بعد أن أخرجت محفظة صغيرة للمال، بها نقود معدنية من فئات 200 دينار أي ما يعادل نحو 1.49 دولار و100 دينار، وورقة واحدة من فئة 500 دينار، قالت لبلينكس مازحة: "محفظتي لا تحمل إلا هذه النقود، لا تضحك، بورت موني (محفظة نقدية) على قد الحال".

ثم استدركت قائلة عن الأسعار: "لحسن الحظ، أسعار الخضار والفواكه في هذه الفترة في المتناول نسبياً".

وهي تغادر السوق عادت الحاجة فاطمة لتشتكي الحال، عندما قالت إن "المشكل الدائم في التجار الذين يرفعون الأسعار في المناسبات أو كلما سمعوا بزيادة الرواتب، فتلك الزيادات تأكلها الأسعار، أسعار الخضار اليوم منخفضة لحد ما، لكن عندما تدخل البقالة تجد أرقاماً خيالية للمواد الأساسية مثل الزيت والحبوب، أما اللحوم أستعملها للمذاق فقط وليس للشبع لغلاء أسعارها".

و"Porte Monnaie" بالفرنسية يستعلمها كثير من الجزائريين، إما للتفاخر بالمستوى المعيشي، والبعض عنده دلالة على أنه يحمل فيه العملة المعدنية فقط وليست الورقية.

إذا ما أسقط مضمون تقرير البنك العالمي على واقع القدرة الشرائية للجزائريين، يلخص الخبير الاقتصادي جلول سلامة لبلينكس الأمر كالتالي:

• ارتفاع تدريجي للدخل الخام الفردي بالجزائر من 2003 إلى 2016 حتى وصل إلى الثبات في حدود 4 آلاف دولار كمتوسط سنوي.
• انهار تماماً من 2017 إلى 2020 إلى حدود 3 آلاف دولار.
• الاتجاه العام من 2024 إلى 2028 تزايد الدخل الخام الفردي سيقارب 5 آلاف دولار.

وأكد الخبير الاقتصادي على أن تقرير البنك الدولي "من حيث التحليل" صحيح جدا. وأشار إلى وجود تحسنين اثنين:

• تحسن فعلي في أداء الاقتصاد من 2003 إلى 2023.
• مصالح المحاسبة الوطنية غيرت قواعد المحاسبة في احتساب الناتج الخام القومي وانتقل من 184 مليار دولار إلى 234 مليار دولار، أي زيادة بنحو 50 مليار دولار، جاءت من إعادة قواعد احتساب الناتج الخام وفق قاعدة 2002.