اقتراض بلا فوائد؟ الحل عند "الجمعيات الرقمية" في مصر

"أخذنا فكرة الجمعية التقليدية وجعلناها رقمية"، يقول مدير تنفيذي سابق لأحد تطبيقات الجمعيات، طلب عدم ذكر اسمه، موضحا أن الجمعيات الرقمية متاحة لجميع الأغراض التمويلية وبالمبالغ التي يحددها العميل، مشيرا إلى أنها تتم بموجب عقد قانوني بين الشركة المالكة للتطبيق والعميل، بعد تسجيله كل البيانات على التطبيق.

لفت المدير السابق إلى أن تسجيل البيانات بمثابة موافقة ضمنية من العميل على الاستعلام الائتماني عنه لضمان التزامه بسداد الأقساط في مواعيدها المحددة، موضّحا أن عملاء تطبيقات الجمعيات، ممن يحصلون على أدوار متقدمة في الجمعية، يدفعون رسوما لا تتجاوز 2.5%، فيما يحصل العملاء الذين يحصلون على الأدوار الأخيرة في الجمعية على علاوة (بونص)، ولا تخضع الجمعيات لأي سعر فائدة أو أرباح.

وأوضح أن التطبيقات تمنح فترة تتراوح بين أسبوع و10 أيام لسداد الأقساط، وهو ما يجعل التطبيقات من هذا النوع تتسم بالمرونة، وهي سبب في وصول عدد المشتركين على تطبيق money fellows، أكبر التطبيقات في هذا المجال، إلى 250 ألف مشترك في 50 ألف جمعية شهريا، بينما بلغ عدد الجمعيات التي أحصاها التطبيق، مليوني جمعية منذ 2018.

ولفت المسؤول السابق إلى أن الشركة المالكة للتطبيق تحتاط من تعثر بعض العملاء من خلال صندوق يضم الرسوم الإدارية التي تُحصَّل، لتتمكّن الشركة من السداد لباقي العملاء، حال تعثّر أحد العملاء في جمعية معيّنة.

"الجمعية التقليدية مشكلاتها كتير، بس كنت باضطر لها علشان أقدر أسدد التزام معيّن في وقت قصير"، تقول إيمان وجيه عن معاناتها مع الجمعيات التقليدية، واضطرارها للانتظار في قوائم قبل الحصول على المبلغ.

وتوضح أن تطبيق الجمعية، الذي تشترك فيه حاليا، يتميز بالمرونة في تحديد شهر القبض والمبلغ الذي تحتاج إليه، وكذلك طُرق الدفع التي تتم من خلال بطاقات الائتمان أو المحافظ الإلكترونية، بالإضافة إلى وجود عروض موسمية على بعض الجمعيات، تتمثل في خفض الرسوم الإدارية للأدوار الأولى أو زيادة علاوة "بونص" الأدوار الأخيرة.

وتقول وجيه إن الجمعيَّة التقليدية مرهونة بمشاركة أشخاصٍ محل ثقة في دوائر المعارف حتى تكتمل بشكل آمن، مضيفة أن تطبيقات الجمعيات باختصار هي قروض من دون فوائد وادخار تكافلي مضمون لمن يرغب في الابتعاد عن البنوك.

"ليست منافسة بمفهومها الواسع، لكن يمكن أن تكون مزاحمة من تطبيقات الجمعيات لمَحافِظ التجزئة في البنوك، لكنها لا تمثل خطورة على القطاع المصرفي"، تقول نجلاء عبدالمنعم، المحلل المالي لقطاع البنوك لبلينكس.

وتضيف عبدالمنعم أن عملاء تطبيقات الجمعيات عادة ما يبحثون عن تمويل محدود لفترة قصيرة لا تتجاوز السنة، بينما تعتمد البنوك على التمويلات متوسطة وطويلة الأجل.

"مصدر المنافسة يكمن في اللجوء للتطبيقات بغرض الادخار لا الاقتراض، إذ إن الأدوار الأخيرة في تطبيقات الجمعيات تمثل جانب الادخار، بينما الأدوار الأولى تمثل جانب الاقتراض، ولذا فالادخار من خلال التطبيقات حتما يفقد البنوك جزءا ولو ضئيلا من ودائع محتملة"، تشرح عبدالمنعم.

أما سبب انتشار الجمعيات الرقمية، فيعود وفقا لعبدالمنعم، إلى أن سعر الفائدة المرتفع 28.25 %، دفع نحو نمو عملاء الجمعيات الرقمية، نظرا لتمتع هذه التطبيقات بتنافسية عالية فيما يتعلق بعدم وجود فوائد على القروض، لافتة إلى أن المنافسة الحقيقية التي قد تواجهها مَحافظ التجزئة في البنوك من هذه التطبيقات، إذا غيّرت التطبيقات سياستها وأطالت مدّة الجمعية لأكثر من سنة.