نيران الحرب تشعل بريق سندات لبنان.. كيف ذلك؟

ورد في تقرير بنك عوده أن أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية واصلت قفزاتها للأسبوع الثاني على التوالي وسط إقبال مستمر على الشراء من قبل المتعاملين المؤسساتيين الأجانب.

"وذلك بعد أن وجد المستثمرون بارقة أمل في التغيير الذي يمكن أن يطرأ على المشهد السياسي والاقتصادي في المدى المتوسط، وذلك بعد تجاوز التحديات القصيرة الأجل، ووسط آمال بإحراز تقدّم على صعيد الإصلاحات وإعادة هيكلة الدين"، وفق ما ورد في التقرير.

وقال مدير المعهد اللبناني لدراسات السوق، باتريك مارديني، في حديث لبلينكس، إنه رغم ارتفاع اليوروبوندز بنسبة ٣٥٪ إلا أن الهيركات عليها (الاقتطاع من قيمتها) هو ٩٢٪، وسابقا كان ٩٤٪، لكن وضع السندات تحسنّ الآن بشكل عام.

ويلفت مارديني إلى أن أسباب ذلك لا تزال غير واضحة، ولكن بالتأكيد هي أسباب غير جوهرية، ومعظمها مضاربة ورهان على أن سعر السندات المنخفض جدا سيرتفع بشكل جيد بحال انتهت الحرب بتسوية ترد لبنان لاحترام التزاماته السياسية والمالية.

خلال الأيام الماضية جاء في تقرير لموقع أكسيوس أن البيت الأبيض يريد استغلال الضربات الإسرائيلية لحزب الله في انتخاب رئيس جديد للبنان.

ويعتقد البيت الأبيض الوضع الحالي في لبنان "فرصة" لتخطي عقبة الانتخابات اللبنانية العالقة، ومن ثم يجب جعل الانتخابات أولوية حتى على محاولة التوصل لوقف إطلاق نار بين حزب الله وإسرائيل.

يقول الخبير الاقتصادي بيار الخوري في حديث لبلينكس إن توقف الحكومة اللبنانية عن الدفع المنتظم لسندات اليوروبوندز أدّى للانخفاض السريع جدا بقيمتها، وأيضا صنفت كسندات خردة.

وصلت السندات في التداول حينها لـ٣ سنتات تقريبا. والآن زادت بسرعة بنحو ٣٥٪، وهذا يعبّر ،وفق خوري، عن ارتفاع الطلب، الذي يدل على إعادة تخمين السوق لقيمة السندات بناء لتوقعات مستقبلية تعكس احتمال الوصول لحل ما للأزمة اللبنانية.

٨ سنتات، قيمة لا تدفع لتفاؤل جوهري، حسب الخوري الذي يقول إن السوق تتجه نحو مضاربة غير مكلفة، فهناك شركات تضيف على محفظتها تشكيلة معينة من سندات الخردة بناء على توقعات السوق، وتكون نسبة الربح أعلى بكثير من نسبة المخاطرة.

ويؤكد خوري أن "هذا تفاؤل مبالغ به جدا نظرا لدرجة تعقيد الأمور في لبنان والمنطقة التي لا تسمح بالوصول لحلول وردية"، حسب تعبيره.

وأضاف أنه "في حال تبددت الآمال، نتوقع أن الأسعار ستعاود الانهيار، رغم أن السعر ليس مبشر لحد الآن".

من جهته، يقول محلل الأسواق المالية، نديم السبع، في حديث لبلينكس، إن "التفاؤل في سوق اليوروبوندز بلبنان مصدره أن لبنان وصل للقعر، فبعد أسوأ أزمة اقتصادية، يختبر الآن الحرب وعاصمته تحت القصف، وتاليا، فأي طريقة تنتهي بها الحرب، وبأي تسوية، سيكون الوضع أفضل مما هو عليه الآن، ومن هنا مصدر التفاؤل في سوق السندات".

يشير بنك عوده إلى أن سعر صرف الليرة مقابل الدولار حافظ على استقراره هذا الأسبوع في ظل التدخل الكثيف لمصرف لبنان في السوق وتأمين رواتب القطاع العام بالدولار وتلبية حاجات الأسر للعملة الخضراء.

ويأتي هذا الاستقرار في سعر الصرف رغم الأضرار الجسمية التي خلفها الصراع على الاقتصاد الوطني، ورغم المخاوف من أن يتمّ مع الوقت استنزاف احتياطيات مصرف لبنان السائلة بالعملات ولا سيما في حال استمرت الحرب لفترة طويلة، وأن يعاود التضخم قفزاته ليسجّل نسبة بثلاثة أرقام بعد ان كان قد تراجع إلى 20% مؤخرا، حسب التقرير.

وضخّ المركزي 180-200 مليون دولار في بداية أكتوبر، إضافة إلى سداد رواتب القطاع العام بالدولار والتي تقدر بنحو 120 مليون دولار، ناهيك عن تلبية حاجات الأسر للعملة الخضراء.