البيتكوين تصعد "مع ترامب".. فهل تستمر؟

خلال حملته الانتخابية، تبنى ترامب الأصول الرقمية، وقال إنه سيجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات المشفرة على هذا الكوكب"، والعمل على تجميع مخزون واحتياطي وطني من البيتكوين.

ومع صعود مؤشرات فوز ترامب بالانتخابات الأميركية، صعد معها البيتكوين بشكل مستمر، دون توقف، ليسجل أعلى مستوى له عند ٨١ ألفا و٨٩٩ دولارا، قبل أن يستقر عند ٨١ ألفا و٥٧٢ دولارا، اليوم الاثنين ١١ نوفمبر، وتقفز الثلاثاء لحدود الـ٩٠ ألف دولار.

وتحظى العملات المشفرة بوجه عام، بتوقعات إيجابية خلال فترة ولاية ترامب، ما جعل أسعارها تقفز بصورة استثنائية مع اقتراب عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

ويرى الاقتصاديون والمتعاملون بالعملات المشفرة أن البيتكوين والعملات الأخرى ستزدهر في ولاية ترامب الجديدة التي ستوفر بيئة تنظيمية مواتية للعمل والنمو، وفقا لشبكة "سي إن إن".

ولا يعد فوز ترامب هو الداعم السياسي الوحيد لصعود البيتكوين في الولايات المتحدة، فقد تم إقصاء أغلب أعداء صناعة العملات المشفرة في الكونغرس الأميركي خلال انتخابات نوفمبر الجاري.

وفي ولاية أوهايو، خسر رئيس لجنة الخدمات المصرفية بمجلس الشيوخ شيرود براون، أحد أبرز أعداء العملات المشفرة، وفاز في المقابل المرشحون المؤيدون للعملات المشفرة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في ميشيغان ووست فريجينا وإنديانا وألاباما وكارولينا الشمالية.

يرى كبير المحللين السوقيين في "سيتي إندكس" مات سيبمسون، أن الاستثمار في العملات المشفرة يحمل الكثير من المخاطر، مؤكدا أن أولويات ترامب في الفترة المُقبلة ستكون في مكان آخر غير البيتكوين والعملات الأخرى، بحسب رويترز.

ونشرت مجلة "فوربس" الأميركية تقريرا حول مستقبل البيتكوين، لتشير إلى أن العملات المشفرة بوجه عام نجحت في الحفاظ على مكانتها الرائدة، مع وجود تفاؤل حول استمرار التحسن والارتفاع في الفترة المقبلة.

ومع التطورات الإيجابية مثل خفض أسعار الفائدة الفيدرالية في أميركا، واستقرار أسعار الفائدة في اليابان، تتغذى توقعات استمرار الارتفاع وتحقيق المزيد من المكاسب خلال الأيام المقبلة.

لكن الارتفاع قد يتوقف فجأة ويتحول إلى "فخ" مثلما حدث في عام ٢٠٢١، عندما سجل البيتكوين أكثر من ٥٧ ألف دولار، قبل أن يهبط ويفقد ما يقرب من ٤٢٪ من قيمته في أوائل العام التالي.

ويشير تاريخ تقلبات العملات المشفرة إلى أن الاستثمار بها يحمل دائما مخاطر كبرى، ولا توجد معايير ثابتة وقدرات واضحة على التنبؤ بحركات الأسعار لفترات بعيدة المدى.

ونصحت المجلة الأميركية المستثمرين باليقظة العالية وإدراك المخاطر الكبيرة المتعلقة بالاستثمار في العملات المشفرة، واستخدام الاستراتيجيات الحكيمة والحذر الشديد.

كان لترامب موقف مناهض للعملات الرقمية من قبل، فقد اعتبرها في تصريحات سابقة أنها "تعتمد على الهواء"، معبرا عن تشككه في قيمتها ومصداقيتها وقدرتها على الاستمرار في الأسواق.

لكن موقف ترامب تغير ١٨٠ درجة لاحقا، وأصبح من أكبر الداعمين للعملات الرقمية، ليدعو بشكل رسمي لأن تصبح بلاده عاصمة العملات الرقمية في المستقبل.

وعلى النقيض يقف الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن، على نفس موقف ترامب القديم، دون أن يتغير، حيث يرى أنها غير مستقرة ولا يمكن الاعتماد عليها.

وفي يونيو ٢٠٢١، قال رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات، جاري جينسلر، إن العملات المشفرة "مليئة بالاحتيال"، ليوضح موقف إدارة بايدن بشكل رسمي إزاء البيتكوين والعملات الأخرى.

ولم يتوقف الأمر عند التصريحات فقط، فقد رفعت هيئة الأوراق المالية التابعة لجينسلر دعاوى قضائية بالفعل ضد شركات العملات المشفرة، وعملت على تنظيم الصناعة.

وعلق جينسلر وقتها إنه يعتقد أن صناعة العملات المشفرة تتكون جزئيا على الأقل من الأوراق المالية التي تتداول بشكل غير قانوني، لتنجح الهيئة في تكوين جبهات وشراكات ضد العملات المشفرة، على رأسها وزارة العدل.

ومع خفوت ولاية بايدن، وبدء اقتراب التوقيت الرسمي لانطلاق ولاية ترامب الجديدة، ازدهرت صناعة العملات المشفرة ووصلت الأسعار إلى أعلى مستوى لها استنادا على موقف المرشح الجمهوري العائد للبيت الأبيض المتبدل.

وفي أغسطس الماضي قال ترامب إن العملات المشفرة يمكنها "تحديد المستقبل" مشيرا إلى أنه يريد تعدينها وسكها وتصنيعها في الولايات المتحدة بعد فوزه بالانتخابات وعودته رئيسا.

ومع الدور الجديد الذي سيحصل عليه إيلون ماسك في إدارة ترامب وفقا للتوقعات، ستكتسب العملات المشفرة مزيدا من القوة، خاصة أن رجل الأعمال الأميركي الشهير من أكثر الداعمين المتحمسين للبيتكوين والعملات الأخرى.