مستعينة بـ"تيك توك" والأبقار.. إندونيسيا تقود أكبر انتخابات بالعالم

حملت عربات الثيران، في 11 فبراير 2024، المواد الانتخابية للجنة الانتخابات العامة على الشاطئ لتوصيلها إلى مراكز الاقتراع النائية، في لامبونغ، إندونيسيا، حيث تستخدم ١٨ دراجة نارية و٨ عربات تجرها الثيران.

وتعقد إندونيسيا واحدة من أكبر الانتخابات في العالم وتستمر الانتخابات ليوم واحد، وهو إنجاز مذهل يتضمن نقل الأصوات بالقوارب والطائرات والخيول عبر الأرخبيل الشاسع الذي يضم أكثر من 278 مليون شخص، وفقا لفرانس برس.

ووزّع المسؤولون صناديق الاقتراع تحت حراسة مسلحة في كل ركن من أركان الأرخبيل الذي يبلغ طوله 5 آلاف كيلومتر، والذي يضم مئات المجموعات العرقية واللغات.

في مقاطعة لامبونغ بجزيرة سومطرة، تستخدم الأبقار في ٤ قرى على الأقل لسحب صناديق الأصوات عبر مسارات طينية من وإلى مراكز الاقتراع، وفق فرانس برس.

مع أكثر من 210 مليون مستخدم للإنترنت، تفتخر إندونيسيا بواحدة من أكبر التجمعات السكانية الرقمية في العالم. ويلعب الإنترنت دورا كبيرا في سياسة البلاد، حسب سي إن إن.

يقول 60% من الناخبين تحت سن الـ٤٠ إن وسائل التواصل الاجتماعي هي مصدرهم الرئيسي للمعلومات، وفقا لاستطلاع أجري عام 2022، يليها التلفزيون بنسبة 40%.

وانتشرت الخدع والمعلومات الخاطئة وحملات التشهير عبر الإنترنت خلال انتخابات عام 2019، ومع ظهور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتقدمها، يقول الخبراء إن الوضع أصبح أكثر إثارة للقلق، حسب سي إن إن.

يمكن لأي مواطن إندونيسي يبلغ من العمر 17 عاما أو أكثر التصويت، لكن أفراد الشرطة والجيش ممنوعون من التصويت، رغم أن أسرهم تستطيع ذلك.

في انتخابات هذا العام، كان نحو 52% من الناخبين المسجلين تحت سن الأربعين. ونحو 33٪ منهم تحت سن الثلاثين، مما يجعل "تصويت الشباب" مهما، وكان المرشحون يبذلون جهودا متضافرة لاستهدافهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وفق أسوشيتد برس.

ويمكن للناخبين الإدلاء بأصواتهم في أكثر من 820 ألف مركز اقتراع عبر المناطق الزمنية الثلاث في إندونيسيا.

ويشرف عليها نحو 7 ملايين من مسؤولي الانتخابات والعاملين المستقلين.

وبمجرد دخول حجرة التصويت، يجب على الناخب التعامل مع التعقيدات التالية:

• اختيار واحد من المرشحين الثلاثة للرئاسة.
• اختيار واحد من 3 نواب للرئيس

اختيار نواب البرلمان على هذه المستويات الـ4:

1. الوطنية.
2. الإقليمية.
3. المقاطعة.
4. المدينة.

كل أوراق التصويت وتعدد الاختيارات يجعلها أكثر انتخابات معقدة في العالم. وتُفرز الأصوات علنا في مراكز الاقتراع.

يستمرّ التصويت ٦ ساعات فقط، إذ من المفترض أن ينتهي في الساعة 1 ظهرا بالتوقيت المحلي (6 مساء بتوقيت غرينتش).

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية ٣ مرشحين أبرزهم وزير الدفاع، برابوو سوبيانتو، الذي تعهّد في حملته الانتخابية مواصلة إنجازات الرئيس المنتهية ولايته جوكو ويدودو.

وإندونيسيا دولة مترامية الأطراف الواقعة في جنوب شرق آسيا، وثالث أكبر ديمقراطية انتخابية في العالم وأكبر دولة ذات أغلبية مسلمة، وتحولت إلى واحدة من أكثر الديمقراطيات والاقتصادات حيوية في آسيا، حسب فرانس برس.

فالبلاد أوسع من الولايات المتحدة وتمتد على ٣ مناطق زمنية، ويتحدث بها أكثر من 150 لغة عبر اتساعها.

يعد الإندونيسيون الأصغر سنا عنصرا أساسيا، فنحو نصف الناخبين المسجلين تقل أعمارهم عن 40 عاما، أي نحو 106 مليون شخص، وفقا للجنة الانتخابات العامة.

تتصدر فرص العمل اهتمام العديد من الناخبين، حيث تعهد الطامحون للرئاسة بدفع النمو الاقتصادي في البلاد مدفوعا بالموارد الطبيعية الغنية والفرص التجارية.

لكن تغير المناخ وقطع الأشجار غير القانوني يشكلان تحديا لمستقبل إندونيسيا المستدام، فق سي إن إن.

لذلك استخدم المرشحون الـ٣ شبكات التواصل الاجتماعي في حملاتهم الانتخابية، وركّزوا على منصة "تيك توك"، ناقلين المنافسة السياسية إلى الفضاء الافتراضي لجذب ناخبين شباب، حسب فرانس برس.

لكن الحملات الانتخابية على الإنترنت جعلت من شبكات التواصل مسرحا للمعلومات المضللة، وفق الوكالة الفرنسية.

في عام 2024، سترسل البلدان التي يزيد عدد سكانها عن نصف سكان العالم، أي أكثر من ٤ مليارات نسمة، مواطنيها إلى صناديق الاقتراع، حسب ذي إيكونوميست.

وفقا لحسابات ذي إيكونوميست، من المقرر أن تجري 76 دولة انتخابات يتمتع فيها جميع الناخبين بفرصة الإدلاء بأصواتهم في عام 2024.

في الهند الانتخابات خلال مايو المقبل. وفي شهر نوفمبر سوف ينتخب الناخبون في الولايات المتحدة رئيسهم، فضلا عن أعضاء مجلس النواب بالكامل وثلث أعضاء مجلس الشيوخ.

القارتان اللتان تضمان أكبر عدد من البلدان التي ستصوت في عام 2024 هما أوروبا، 37 بلدا، وأفريقيا 18 بلدا.

وستجري الدول الأفريقية التي يبلغ عدد سكانها مجتمعة أكثر من 330 مليون نسمة، بما في ذلك الجزائر وغانا وموزمبيق، انتخابات. وسيكون أكبرها في جنوب أفريقيا، موطن أكثر من 60 مليون شخص.