انتخابات
.
بدأ الناخبون الفرنسيون الإدلاء بأصواتهم اليوم الأحد في الجولة الأولى من انتخابات برلمانية مبكرة قد ينتج عنها تشكيل أول حكومة من أقصى اليمين منذ الحرب العالمية الثانية، وهو ما يمثل تغييرا جذريا محتملا في قلب الاتحاد الأوروبي.
وفاجأ الرئيس إيمانويل ماكرون البلاد عندما دعا إلى انتخابات مبكرة بعد أن سحق حزب التجمع الوطني بزعامة مارين لوبان ائتلاف تيار الوسط المنتمي إليه ماكرون في الانتخابات الأوروبية هذا الشهر.
وظل حزب مارين لوبان المتشكك في الاتحاد الأوروبي والمناهض للهجرة منبوذا لفترة طويلة، لكنه الآن أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى.
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها الساعة 0600 بتوقيت غرينتش، وتغلق عند الساعة 1600 في البلدات والمدن الصغيرة، بينما تغلق في المدن الكبرى عند الساعة 1800 مع توقع صدور نتائج أول استطلاعات لآراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع والتوقعات المتعلقة بالمقاعد في الجولة الثانية الحاسمة بعد ذلك بأسبوع.
لكن النظام الانتخابي قد يجعل من الصعب تقدير التوزيع الدقيق للمقاعد في الجمعية الوطنية المؤلفة من 577 مقعدا، ولن تُعرف النتيجة النهائية حتى نهاية التصويت في السابع من يوليو.
ويمكن انتخاب المرشحين في الجولة الأولى إذا فازوا بالأغلبية المطلقة من الأصوات في دائرتهم الانتخابية، لكن هذا أمر نادر.
وستحتاج معظم الدوائر الانتخابية إلى جولة ثانية تضم جميع المرشحين الذين حصلوا على أصوات ما لا يقل عن 12.5 بالمئة من الناخبين المسجلين في الجولة الأولى. ويفوز من يحصل على أعلى عدد من الأصوات.
وعلى مدى عقود، فإنه كلما اكتسب اليمين المتطرف شعبية على نحو مطرد، يتحد الناخبون والأحزاب الذين لم يدعموه ضده إذا ما رأوا أنه يقترب من تولي السلطة في البلاد. لكن هذا ربما لا يتحقق هذه المرة.
وينتهي التصويت في الجولة الأولى الساعة 1800 بتوقيت غرينتش عندما تنشر مراكز استطلاع الرأي توقعات على مستوى البلاد بناءً على فرز جزئي للأصوات. وتبدأ النتائج الرسمية في الظهور اعتبارًا بحلول آخر الليل.
يعين الرئيس البلاد رئيس الوزراء، وعادة ما يكون من الحزب الحائز على معظم المقاعد. وتتطلب الأغلبية المطلقة 289 مقعدا على الأقل.
تظهر استطلاعات الرأي أنه للمرة الأولى في تاريخ فرنسا بعد الحرب، قد يفوز أقصى اليمين، لكن هذه انتخابات لا مثيل لها في فرنسا، ووقت الحملة الانتخابية قصير، والمشهد الانتخابي مهتز، ولا يمكن استبعاد سيناريوهات أخرى، بحسب رويترز.
وشهدت فرنسا ثلاث فترات من "التعايش" عندما كان الرئيس والحكومة من معسكرين سياسيين متعارضين في عصر ما بعد الحرب. لكن لم تشهد أي منها أطرافا متنافسة على إدارة الدولة تتبنى وجهات نظر متباينة جذريا بهذا الشكل حيال قضايا عالمية.
وأشار رئيس حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا (28 عاما) بالفعل إلى أنه سيتحدى ماكرون فيما يتعلق بالقضايا العالمية. ويمكن أن تتحول فرنسا من كونها واحدة من ركائز الاتحاد الأوروبي إلى شوكة في خاصرته وتطالب بخفض مساهمتها في موازنة التكتل وتتصادم مع بروكسل بشأن وظائف المفوضية الأوروبية وتتراجع عن دعوات ماكرون لتعزيز وحدة الاتحاد الأوروبي والتأكيد على الدفاع.
ومن شأن تحقيق حزب التجمع الوطني الانتصار الصريح أن يؤدي إلى حالة من الضبابية حيال موقف فرنسا من الحرب الروسية الأوكرانية.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة