المؤتمر الديمقراطي.. بايدن من بطل إلى "الرجل الثاني"

بعد فترة طويلة من الخدمة العامة، قرر بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي، مما يجعله في موقع الداعم لنائبته هاريس في خطابه المرتقب، مع تركيزه على تقديمها كقائدة قادرة على التصدي لترامب وضمان استمرارية الأجندة الديمقراطية.

لذلك، يسعى بايدن، من خلال هذا الخطاب، إلى تحقيق توازن دقيق بين الحفاظ على إرثه السياسي وتعزيز مستقبل الحزب من خلال دعم هاريس، التي ستكون في موقع الصدارة كمرشحة الحزب في الانتخابات المقرر لها نوفمبر 2024.

ومن المنتظر أن يشدد بايدن على أهمية قيادة هاريس كوسيلة لتأكيد التزامه بالمبادئ الديمقراطية واستمرارية التغيير الذي بدأه خلال فترة رئاسته. ومع تقدم هاريس في استطلاعات الرأي، يحرص بايدن على ضمان أن يُنظر إليه كداعم حقيقي في هذه المرحلة الانتقالية.

على الرغم من أن بايدن يتعامل مع ضغوط كبيرة بسبب الانتقادات وسخرية ترامب، فإنه يسعى لاستخدام خطابه في المؤتمر لتعزيز صورة هاريس كقائدة جديرة بالثقة.

سيكون المؤتمر محاطًا بتوترات كبيرة، بما في ذلك احتجاجات على السياسة الخارجية والإدارة الحالية، مما قد يزيد من تعقيد الوضع. كما من المتوقع أن تشهد الجلسات توترات متصاعدة، خاصة فيما يتعلق بالدعم المثير للجدل لإسرائيل في الصراع مع حماس، الأمر الذي يضاعف الضغوط على هاريس.

في مواجهة هذه التحديات، يبقى بايدن مصممًا على تقديم دعم ثابت لهاريس، على أمل أن يسهم خطابه في تحسين صورة الحزب وتقديم رسالة موحدة قوية.

وعلى الرغم من المشكلات التي قد تواجهها هاريس في معالجة القضايا المتنازع عليها، فإن دعم بايدن قد يكون عاملاً مهمًا في ضمان انتقال سلس للقيادة ومساعدة الحزب في تعزيز موقفه قبيل الانتخابات المقبلة.

بين مظاهرات حاشدة محتملة تأييدًا للفلسطينيين وخطر وقوع اعتداء، تكثر التحديات الأمنية التي تحيط بالمؤتمر، فيما تنشط الأجهزة الأمنية لاحتواء أي تهديد يعكّر الحدث.

وينتظر وصول أكثر من 50 ألف ناشط إلى شيكاغو بين الإثنين والخميس للاحتفال بكامالا هاريس مرشحة رسمية للديمقراطيين في انتخابات نوفمبر الرئاسية.

ويتوقع أن تشهد النسخة الـ26 للمؤتمر مواكبة أمنية كثيفة لم يسبق أن شهدتها ثالث أكبر مدينة في الولايات المتحدة، رغم أنها تعودت استضافة أحداث سياسية كبرى.

وأمضى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) ووحدة النخبة في جهاز الخدمة السرية والشرطة المحلية عامًا كاملاً في إعداد المنظومة الأمنية الكبيرة التي ستُحيط بالمركز الرياضي المترامي الذي يستضيف الحدث، في حضور أبرز شخصيات الحزب الديمقراطي يتقدمهم الرئيس جو بايدن، إضافة إلى العديد من نجوم هوليوود.

وأوضح لوكاس روثار، مسؤول مكتب التحقيقات الفيدرالي في شيكاغو، أنه لا يوجد سبب محدد للقلق، لكن الحدث سيتم وسط "أجواء من التهديدات المتزايدة". وقال روثار خلال مؤتمر صحافي: "ندرك التهديدات الواسعة التي ترخي بثقلها على بلادنا، سواء كانت مصدرها الجريمة العنيفة أو الإرهاب الدولي أو الإرهاب الداخلي، إضافة إلى تهديدات أخرى متعددة".

سيتولى ضمان أمن الحدث نحو 2500 عنصر من الشرطة المحلية، يدعمهم مئات من العناصر المستقدمين من خارج الولاية.

كشف الاستبيان الأخير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن هاريس اقتحمت المنافسة في ولايات أريزونا وجورجيا ونيفادا وكارولينا الشمالية.

هاريس تتقدم الآن على ترامب في استطلاعات الناخبين المحتملين في ولاية أريزونا بنسبة 50% إلى 45%. كما تفوقت في ولاية كارولينا الشمالية، التي فاز بها ترامب قبل 4 سنوات، بينما تقلص تقدم الرئيس السابق بشكل كبير في جورجيا ونيفادا.

تعد هذه الولايات الأربع حاسمة، ويطلق عليها "حزام الشمس"، وأظهرت نتائج الاستطلاعات التي أجريت في الفترة من 8 إلى 15 أغسطس تعادل ترامب وهاريس بنسبة 48% في المتوسط، بحسب تايمز.

بخلاف إعلان ترشح كامالا هاريس للانتخابات الرئاسية المقبلة، ومع اختيارها مسبقًا لحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز ليكون نائبًا لها حال نجاحها في السباق الانتخابي، فإن المؤتمر سيركز خلال جلساته على 5 نقاط أساسية، وفق موقع ذا كونفيرسيشن، وهي:

• قضية "هوية هاريس": إذ ستصبح كامالا، حال نجاحها، أول امرأة ذات بشرة سوداء ترأس الولايات المتحدة. وكانت أول امرأة يتم انتخابها لمنصب المدعي العام في كاليفورنيا، وأول أميركية من أصل أفريقي وآسيوي تشغل هذا المنصب، ثم أصبحت أول نائبة رئيس في تاريخ الولايات المتحدة.

• حق الإجهاض: تشكل هذه القضية أولوية قصوى بالنسبة للديمقراطيين، إذ تلقى صدى لدى الناخبين الشباب والديمقراطيين الأكثر تحررًا. وهاريس داعمة قوية لحقوق الإجهاض، وكانت واجهة حملة بايدن إلى أن أصبحت المسألة قضية رئيسية في عام 2022.

• التحديات التي تواجهها الديمقراطية الأميركية: كانت إحدى رسائل بايدن المؤكدة للناخبين أن التحديات الخارجية، بما في ذلك حرب روسيا ضد أوكرانيا، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتلك التي يمثلها ترامب في الداخل.

• الإشادة ببايدن: باعتباره أحد أكثر الرؤساء إنجازًا على الإطلاق.

• حرب غزة: من المتوقع أن يتظاهر عدد كبير من الأشخاص تأييدًا للفلسطينيين، ويمكن أن تشكل تعبيراتهم عائقًا أمام الديمقراطيين.