لماذا تصوت النساء لترامب؟

فيرونيكا، أمريكية مكسيكية، تؤمن أن ترامب ليس عنصريًا، وترى أن سياساته تعزز الحلم الأمريكي.

رغم أنها لا تتفق معه في كل شيء، خاصة فيما يتعلق بطريقة تعبيره، إلا أنها تركز على السياسات الاقتصادية التي تعتقد أنها تدعم الطبقة العاملة والمتوسطة.

وتعتقد فيرونيكا أنها "لا تحتاج بالضرورة إلى صديق في زعيم العالم الحر. بل تحتاج إلى شخص سريع وحاسم".

على غرار فيرونيكا، تصف علي نفسها بأنها من أنصار ترامب المتحمسين، وتعتقد أن ترامب هو أفضل رئيس في التاريخ، لأنه يحمي الحدود الأمريكية ويعزز الأمان، حتى لو كان أسلوبه غير تقليدي.

تقرير نشره مركز بيو للأبحاث يشير إلى أن النساء شكّلت في انتخابات عام 2016 جزءًا كبيرًا من قاعدة ترامب الانتخابية، رغم التصورات السائدة حول خطابه المتحيز ضد النساء.

وفقًا للتقرير، كان هناك انقسام بين الرجال والنساء في التصويت، حيث حصل ترامب على دعم أكبر من النساء المتزوجات ومن البيض غير الحاصلات على شهادات جامعية، بينما كانت هيلاري كلينتون تُفضَّل بشكل أكبر بين النساء غير المتزوجات والمجموعات العرقية المختلفة.

ومن أبرز الأسباب التي دفعت النساء للتصويت لصالح ترامب هو التركيز على الاقتصاد والهجرة، حيث رأى العديد منهن أن سياساته الاقتصادية ستعزز من فرص العمل وتحسن من الأوضاع المعيشية.

بالنسبة لكثير من هؤلاء النساء، اللغة المتحيزة لترامب ليست عائقًا. بل يعتبرنها مجرد "حديث في غرفة تبديل الملابس"، ولا تفسد أهمية السياسات التي يشعرن بأنها تحسن حياتهن اليومية.

سواء كانت هذه السياسات تتعلق بالاقتصاد، الهجرة، أو الحريات الشخصية، تجد هؤلاء النساء في ترامب قائدًا مستعدًا للقتال من أجل قضاياهن.

ورغم أن العديد من الديمقراطيين ينتقدون ترامب بسبب لغته ومواقفه الاجتماعية، إلا أن النساء اللاتي يدعمنه ينظرن إلى ما وراء هذه القضايا ويركزن على قدرته على "جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى"، كما يرين فيه رجلاً يقف في وجه ما يعتقدنه تهديدات لأسلوب حياتهن الأمريكي التقليدي.

على الرغم من أن ترامب يتبنى خطابات متحيزة ضد النساء ويدعم سياسات مثل معارضة الإجهاض، إلا أن هذه المواقف لم تؤثر بشكل كبير على دعم هذه الفئة من النساء له في الانتخابات، وفقا لتقرير نشرته صحيفة لوموند.

التقرير يشير إلى أن العديد من النساء البيض ذوات التعليم المنخفض يجدن في "الرجولة المتشددة" لترامب شيئًا مطمئنًا، ويرون فيه الشخص المناسب لمواجهة التحديات الاقتصادية، مثل البطالة وارتفاع الأسعار.

بالإضافة إلى ذلك، تميل بعض الناخبات إلى ربط سياسات ترامب المناهضة للإجهاض بالدفاع عن الأمومة والقيم العائلية التقليدية.