ما قصة الحمار الديمقراطي والفيل الجمهوري؟

يرجع أصل الحمار الديمقراطي إلى حملة أندرو جاكسون الرئاسية عام 1828، حيث أطلق عليه معارضوه لقب "حمار" كنوع من السخرية، وفقا لموقع هيستوري.

لكن جاكسون، الذي كان بطل حرب عام 1812 وشغل مناصب في مجلس النواب والشيوخ الأميركي، قرر تبني هذا الوصف واستخدم صورة الحمار في حملاته الانتخابية.

ومع مرور الوقت، أصبحت هذه الصورة رمزا للحزب الديمقراطي بفضل رسام الكاريكاتير السياسي الشهير توماس ناست، الذي ساهم في تعميم هذا الرمز في سبعينيات القرن التاسع عشر.

أما الفيل الجمهوري، فقد ظهر لأول مرة في رسوم كاريكاتيرية خلال الحرب الأهلية الأميركية كرمز للقوة والشجاعة، حيث كان الجنود يستخدمون تعبير "رؤية الفيل" للإشارة إلى خوض المعارك.

إلا أن هذا الرمز لم يكتسب شعبيته كرمز للحزب الجمهوري إلا عندما استخدمه توماس ناست في رسمه الشهير عام 1874 في مجلة Harper’s Weekly، حيث صور الفيل على أنه "صوت الجمهوريين" وبهذا، أصبح الفيل يمثل الحزب الجمهوري في الرسوم الكاريكاتيرية اللاحقة وحتى يومنا هذا.

يلعب توماس ناست دورًا محوريًا في ترسيخ رموز الأحزاب الأميركية، حيث ساعد في إعطاء الحمار والفيل معناهما الرمزي الحاليين.

ناست، الذي يعتبر أحد أبرز رسامي الكاريكاتير السياسي في الولايات المتحدة خلال القرن التاسع عشر، استغل فنه الساخر لمهاجمة القوى السياسية والمؤسسات، ومنها حزب "تاماني هول" الشهير.

بالإضافة إلى عمله على رموز الأحزاب، يُعرف ناست أيضًا بأنه الشخص الذي صمم الصورة الحديثة لشخصية "العم سام" وسانتا كلوز.

من خلال عمله في مجلة Harper’s Weekly من عام 1862 حتى 1886، تمكن ناست من تحويل الرسوم الكاريكاتيرية إلى أداة قوية للتأثير على الرأي العام، ومنح الحمار والفيل مكانتهما الراسخة كرموز للحزبين الديمقراطي والجمهوري، وذلك عبر سلسلة من الرسوم التي لا تزال مؤثرة حتى يومنا هذا.