التصويت المبكر.. هل يكشف عن الرئيس الأميركي المقبل؟

التصويت المبكر هو نظام يتيح للناخبين في العديد من الولايات الأميركية الإدلاء بأصواتهم قبل يوم الانتخابات الرسمي، مما يوفر مرونة أكبر ويقلل من الازدحام في يوم الانتخابات. يختلف موعد بدء التصويت المبكر حسب الولاية، وتتم عملية فرز هذه الأصوات إما في يوم الانتخابات أو بعد إغلاق مراكز الاقتراع.

كما يُعد التصويت عبر البريد خيارًا آخر من خيارات التصويت المبكر، حيث يمكن للناخبين طلب بطاقة اقتراع تُرسل إلى منازلهم، ليقوموا بإعادتها إما عبر البريد أو من خلال صناديق مخصصة. هذا الخيار شائع بين الأشخاص الذين قد يجدون صعوبة في الوصول إلى مراكز الاقتراع، مثل من لديهم التزامات عمل أو مشاكل صحية، ويهدف إلى تعزيز مشاركة فئات أكبر من الناخبين في العملية الانتخابية.

تشير بيانات التصويت المبكر في انتخابات 2024، إلى مشاركة قياسية من الناخبين، حيث تجاوز عدد الذين أدلوا بأصواتهم مبكرًا 78 مليون شخص، وفقا لإحصائيات مشروع الانتخابات الأميركية في جامعة فلوريدا.

سجلت نسب التصويت المبكر للجمهوريين ارتفاعًا في بعض الولايات المتأرجحة مثل أريزونا ونيفادا وكارولاينا الشمالية، حيث شجع المرشحون الجمهوريون الناخبين على التصويت مبكرًا. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن هذه البيانات ليست دليلاً حاسمًا على تقدم أي حزب.

وشبّه تشارلز ستيوارت، مدير مختبر علوم بيانات الانتخابات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، التصويت المبكر بـ "الحديث عن الطقس؛ فالمرشحون ووسائل الإعلام وغيرهم يحاولون استنتاج النتائج بناءً على القيمة الظاهرة للبيانات، لكن في الواقع لا توجد مؤشرات كافية لتحديد من يتقدم"، وفقا لما نقلته عنه شبكة إي بي سي 7 نيوز.

في انتخابات الولايات المتحدة لعام 2020، كانت بيانات التصويت المبكر أقرب إلى النتائج النهائية مقارنة بالسنوات السابقة، حسب ما ذكرته مجلة فوكس.

ويعود السبب إلى التحول الكبير نحو التصويت المبكر والبريدي بسبب جائحة كوفيد-19 حيث دفعت المخاوف من انتشار الفيروس العديد من الناخبين إلى تجنب التجمعات في يوم الانتخابات، مما أدى إلى زيادة غير مسبوقة في التصويت المبكر والبريدي.

وفقًا لمشروع الانتخابات الأميركية في جامعة فلوريدا، أدلى أكثر من 100 مليون أمريكي بأصواتهم مبكرًا في عام 2020، وهو ما يمثل حوالي 65% من إجمالي المشاركة في انتخابات 2016. ومع ذلك، لم تؤكد النتائج النهائية حتى تم فرز الأصوات التي أدلى بها الناخبون يوم الانتخابات.

تقدم بيانات التصويت المبكر في الانتخابات الأميركية لمحة عن بعض التوجهات، خصوصا في الولايات المتأرجحة، من حيث معدلات المشاركة بين الفئات العمرية، والجنس، والانتماء الحزبي للناخبين.

ففي ولايات متأرجحة مثل بنسلفانيا وأريزونا، يظهر تزايد ملحوظ في أعداد النساء الديمقراطيات اللاتي يصوتن مبكرًا في بنسلفانيا، بينما يسيطر الرجال الجمهوريون على التصويت المبكر في أريزونا.

كما تشير البيانات إلى ارتفاع كبير في عدد الناخبين الجدد، مما قد يؤثر بشكل كبير على التوازن بين الأحزاب وبذلك على نتائج الانتخابات، حسب ما ذكرته شبكة إن بي سي نيوز الأميركية.

قد تأتي نتائج الانتخابات الأميركية هذا العام متأخرة، حسب رويترز، لعدة أسباب تتعلق بتعقيدات عملية فرز الأصوات في الولايات المتأرجحة.

تزايد عدد الناخبين الذين يعتمدون على التصويت المبكر عبر البريد، خاصة بين الديمقراطيين، مما يجعل عملية فرز هذه الأصوات تستغرق وقتًا أطول من الأصوات التي يتم الإدلاء بها في يوم الانتخابات.

كما أن بعض الولايات مثل بنسلفانيا وويسكونسن لا تسمح ببدء فرز الأصوات البريدية إلا في يوم الانتخابات نفسه، مما يزيد من احتمالية تأخير النتائج.

وتعتمد بعض المدن الكبيرة على مراكز فرز مركزية لنقل وفرز الأصوات، مما يؤدي إلى تجمع كبير من النتائج في وقت متأخر من الليل أو حتى اليوم التالي.