سيطرة ثلاثية.. ماذا يعني فوز الجمهوريين بـ"كل شيء"؟

من بين القضايا الأكثر إثارة، لاسيما بالنسبة للديمقراطيين، هي قضية الإجهاض، حيث من السهل على الجمهوريين الآن فرض حظر شامل على المستوى الوطني.

وعلى الرغم أن ترامب أعرب خلال حملاته عن دعمه لحقوق الولايات في تحديد قوانينها الخاصة بالإجهاض، إلا أنه لم يتخذ موقفًا ثابتًا بشأن دعمه أو معارضته لحظر وطني للإجهاض عند تنصيبه رئيسا.

ستمكّن السيطرة الثلاثية للجمهوريين على مناصب القرار من تخصيص موارد ضخمة لدعم خطة ترامب لترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين، والتي تُعد ركيزة أساسية في حملته لإعادة الانتخاب.

وبوجود كونغرس يسيطر عليه الجمهوريون، سيكون من السهل تخصيص أموال كبيرة لتنفيذ هذه العملية واسعة النطاق.

قال ترامب في تجمع حديث في أتلانتا: "الولايات المتحدة الآن دولة محتلة، لكن في 5 نوفمبر 2024، سيكون ذلك يوم التحرير في أميركا".

عندما سيطر الجمهوريون على السلطتين التشريعية والتنفيذية خلال أول عامين من فترة ترامب الرئاسية عام 2016، حاولوا إلغاء واستبدال قانون الرعاية الصحية المعروف بـ"أوباما كير" وفشلوا في ذلك.

ومع فرصة أخرى للجمهوريين، من المحتمل أن يسهل أعضاء الحزب تمرير مشروع يلغي قانون الرعاية الصحية الذي سنه أوباما خلال ولايته الرئاسية الأولى.

وكان قد أشار رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، مؤخرًا إلى أنه "لن يكون هناك أوباما كير" إذا حقق حزبه فوزًا كبيرًا يوم الثلاثاء، وفقًا لفيديو نُشر عبر شبكة NBC News.

خلال جولاته الانتخابات الرئاسية، صرح ترامب مرارًا وتكرارًا بأنه يخطط لفرض تعريفة جمركية شاملة بنسبة تتراوح بين 10% و20% على جميع الواردات التي تدخل إلى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تعريفة قد تصل إلى 60% على جميع الواردات الصينية، وذلك بهدف تشجيع التصنيع الأميركي.

لكن في أواخر شهر سبتمبر، صعّد ترامب من خططه بزيادة العقوبات، متوعدًا بفرض ضريبة تصل إلى 200% على صادرات شركة جون دير، للجرّارات إذا حاولت إعادة تصدير منتجاتها إلى الولايات المتحدة بعد نقل جزء من إنتاجها إلى المكسيك.

كما هدد بفرض تعريفات جمركية بنسبة 100% على البضائع المصنعة في المكسيك، وهي خطوة قد تهدد اتفاقية التجارة التي تفاوضت عليها إدارته مع كندا والمكسيك.

خلال حملته للوصول إلى البيت الأبيض، وصف ترامب تغير المناخ بأنه "خدعة" و"إحدى أكبر الاحتيالات في التاريخ"، متعهدًا بإلغاء الإنفاق على الطاقة النظيفة، والتخلص من الحوافز "الجنونية" التي تشجع على السيارات الكهربائية، وإلغاء مختلف القوانين البيئية، وإطلاق موجة من التنقيب عن النفط والغاز تحت شعار "احفر، احفر".

ومع ذلك، هناك خلافات داخل الحزب الجمهوري، حيث يقترح بعض أعضائه أن يحتفظ الكونغرس ببعض بنود هذا القانون، مع إلغاء أخرى. كما أن داعم ترامب الكبير، إيلون ماسك، يستثمر في السيارات الكهربائية تيسلا ما يجعل كيفية التعامل مع هذا الملف غير واضحة.

شهدت الولايات المتحدة عبر تاريخها عدة فترات تمكنت فيها بعض الأحزاب من السيطرة الكاملة على غرفتي الكونغرس، مما أتاح لها تنفيذ أجنداتها التشريعية بحرية نسبية.

في انتخابات عام 1932، سيطر الحزب الديمقراطي على الكونغرس مع فوز فرانكلين دي. روزفلت بالرئاسة، مما سمح له بتنفيذ "الصفقة الجديدة"، وهي سلسلة من البرامج والإصلاحات التي هدفت إلى مكافحة الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.

يشير موقع مكتبة الكونغرس إلى أن هذه المبادرة بدأت فور تولي روزفلت منصبه وشملت قوانين لإصلاح النظام المصرفي، وبرامج إغاثة طارئة، ومشاريع عمل لدعم العاطلين، إضافةً إلى دعم القطاع الزراعي.

وفي الستينيات، تمكن الحزب الديمقراطي من تمرير قوانين حاسمة مثل قانون الحقوق المدنية لعام 1964 وقانون حقوق التصويت لعام 1965، مما أسهم في تعزيز الحقوق المدنية وتقليل التمييز العرقي.

وفي العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، تمكن الجمهوريون من السيطرة على الكونغرس في عهد الرئيس جورج دبليو بوش، مما سمح لهم بتمرير إصلاحات ضريبية كبيرة، وتطبيق سياسات دفاعية مثل قانون باتريوت الذي منح السلطات الفيدرالية صلاحيات موسعة في الأمن الداخلي.