انتخابات
.
في حفل متابعة نتائج الانتخابات الذي نظمته حملة كامالا هاريس بجامعة هوارد في العاصمة واشنطن ليلة الثلاثاء، خيمت أجواء من الحزن بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والخريجين مع تقدم مسار فرز نتائج الانتخابات الرئاسية، إذ تضاءلت آمالهم في أن تصبح هاريس، أول رئيس للولايات المتحدة، يتخرج من جامعة تاريخية للسود في العاصمة.
تخرجت هاريس من جامعة هوارد عام 1986 بدرجة بكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصاد. وأطلقت حملتها الأولى من حرم الجامعة عندما ترشحت لتمثيل زملائها في مرحلة الـfreshman. وعادت في عام 2019 لتعلن ترشحها للرئاسة في انتخابات 2020. كما استخدمت الحرم الجامعي كموقع للاستعداد للمناظرة ضد دونالد ترامب في أغسطس.
كتبت هاريس هذا الشهر لصحيفة "ذا هيلتوب" الطلابية: "لدي الكثير من الذكريات الجميلة كطالبة في هذا الصرح، أدرك أن هوارد ساهمت في تشكيل شخصيتي اليوم"، وفق ما نقلته صحيفة "الغارديان".
وقالت في العام 2019 عندما كانت مرشحة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، في كلمة ألقتها في الجامعة "تشكل جامعة هاورد أحد الجوانب المهمة في حياتي. فكل شيء بدأ هنا"، وفق فرانس برس.
جامعة هاورد مؤسسة تربوية مركزية تخرج النخب السوداء في البلاد وتحتل موقعا أساسيا في سردية كامالا هاريس الشخصية. وهي تعود بانتظام إلى الجامعة منذ نيلها شهادتها في العام 1986.
في وقت مبكر من مساء الثلاثاء، استعد الوسط الجامعي في هوارد للحظة تاريخية. وعلى جادة جورجيا في واشنطن العاصمة، وقف حشد من المؤيدين في طابور طويل بعد أن أدلوا بأصواتهم. من بينهم كان جاي جونز، رئيس الهيئة الطلابية في جامعة هوارد، وهو يحاول استيعاب اللحظة.
قال جونز للصحيفة البريطانية: "هذا جنون جامعة هوارد هي مركز مهم للمشاركة المدنية واستمرار النشاط الاجتماعي، وأن نكون هنا في هذا الوقت التاريخي هو أمر رائع للغاية. أن أكون هنا كرئيس لهيئة الطلبة، أمر أنا ممنون له".
وكانت ساحة التجمع بالجامعة امتلأت بالاحتفالات منذ وقت مبكر من المساء، بينما كان الحاضرون يتابعون التوقعات السياسية.
قالت دورين هوغانز، 50 عامًا، إنها كانت تشعر بالأمل، وأخرجت عقد لؤلؤ من جيبها، كان لوالدتها الراحلة. عيناها تلمعان: "كانت ستكون فخورة للغاية".
من حول هوغانز، امتلأت ساحة هوارد بالطلاب والمشجعين وسط هتافات ممزوجة بالفرح والاستياء مع إعلان شبكة CNN النتائج الأولية.
عندما أعلنت CNN فوز هاريس بواشنطن العاصمة وماريلاند، أمسكت الطالبتان تشيلسي تشامبرز بيد كيلو توريس وهتفتا فرحًا. تشامبرز، البالغة من العمر 19 عامًا وطالبة في سنتها الثانية بجامعة هوارد، صوتت لأول مرة هذا العام. "لرؤية امرأة تصبح رئيسة، أشعر أنني أستطيع فعل أي شيء بعدها"، قالت تشامبرز، التي تطمح لتكون صحفية رياضية.
بدورها تقول ميشيال فولر، التي درست في جامعة هوارد في نفس فترة هاريس، "إنه أمر لا يصدق". "لقد حققت إنجازات عظيمة وهي مؤهلة تمامًا. أنا متحمسة للغاية".
عندما سُئلت فولر عما إذا كانت تتخيل يومًا أن هاريس ستصل إلى هذه اللحظة التاريخية، أجابت: "لا، لم أتخيل ذلك أبدًا. ولكن بمجرد أن أصبحت نائبة الرئيس، عرفت ذلك. عرفت أنها ستصل".
مع تراجع التصفيق وورود النتائج الأولية انقلبت الأجواء. وكانت كوامي أندرسون أتت مع عدة صديقات لأنها تحلم بـ"التغيير". وقالت "أحلم بألا تزداد أمتنا تشرذما نحتاج إلى سلام. لا نريد مزيدا من العنف ومزيد من الكراهية".
وقال سيدريك ريتشموند، أحد مدراء حملة هاريس، أمام انصارها في الجامعة "لن تسمعوا (كلمة) لنائبة الرئيس الليلة لكنكم ستسمعون غدا (الأربعاء)" مبررا ذلك بأنه "ما زالت هناك أصوات يجب فرزها".
ولم يعد أحد يجرؤ على الحديث عن "ليلة تاريخية" وهي عبارة كانت على كل الشفاه في بداية الأمسية، فيما اختفت مغنية ارتدت الأبيض وعصبت جبينها بأكليل فضي وغنت النشيد الوطني مرارا خلال الأمسية، وفق فرانس برس.
كذلك قررت شارلين أندرسون المغادرة لأنها غير قادرة على تحمل التوتر قائلة "أنا قلقة سأغادر".
وأوضحت بوجه عبوس "في حال فوز دونالد ترامب "أفكر بالطريق الذي أمامنا" مضيفة وهي تلوح بعمل أميركي صغير "كيف لنا المحافظة على الديمقراطية الأميركية الآن".
لكنها أكدت "لن نستسلم قبل حسم النتيجة لكني خائفة".
أما كين براون الذي يحدق بالشاشة حيث تتلون الخريطة بشكل متزايد باللون الأحمر الجمهوري، فأعرب عن صدمته قائلا "إنه مرشح سيء جدا لا معنى لكل ذلك". وأضاف الطالب السابق في الجامعة فيما الصدمة بادية على الحشود الشابة: "لا أعرف من يصوت له (ترامب) لا أفهم".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة