ماسك في إدارة ترامب.. من يستفيد من الآخر؟

قد يُثير تولي ماسك منصباً في الحكومة الأميركية قضايا جدية حول تضارب المصالح، خاصةً بالنظر إلى أن شركاته، مثل تسلا وسبيس إكس، التي تملك استثمارات وتجارب كبيرة في دول أخرى، أبرزها الصين، تُعتبر خصماً اقتصادياً وأمنياً رئيسياً للولايات المتحدة.

تعتمد تسلا بشكل كبير على الصين سواء كسوق استهلاكي لسياراتها أو كمركز إنتاجي رئيسي، مما يثير التساؤلات حول قدرته على اتخاذ قرارات حكومية تتماشى مع مصالح الأمن القومي الأميركي.

إضافة إلى ذلك، يثير انخراط ماسك في الشؤون السياسية مخاوف جديدة، فقد دعا في السابق إلى مواقف تتعارض مع السياسات الأميركية الحالية، مثل موقفه من الحرب في أوكرانيا، المشابه لموقف ترامب، والذي ينسجم إلى حدٍ ما مع رؤية الكرملين.

إذا انضم ماسك إلى إدارة ترامب، فإن المنافع المحتملة لشركاته قد تكون واسعة النطاق.

فقد يؤدي دوره في الحكومة إلى تسهيل القضايا التنظيمية، مثل قوانين العمل والبيئة، وقد يسعى للحصول على المزيد من العقود الحكومية لشركة سبايس إكس، خاصةً في ضوء علاقتها الحالية مع وزارة الدفاع الأميركية ووكالة ناسا، وفقا لشبكة إن بي سي نيوز.

تشير البيانات الحكومية إلى أن سبايس إكس حصلت على عقود بقيمة 3.6 مليار دولار هذا العام، مما يجعلها شريكاً حيوياً للحكومة في مجال الفضاء.

وبمجرد الإعلان عن فوز ترامب، ارتفعت أسهم تيسلا بنحو 13٪ في تداولات ما قبل السوق يوم الأربعاء، حسب مجلة بارونز.

ويُتوقع أن تستمر الشركة في جني مليارات الدولارات من العقود الحكومية مع فوز ترامب الذي تلقى دعما من ماسك بقيمة 119 مليون دولار.

من جهة أخرى، يُعتقد أن دور ماسك المحتمل في إدارة ترامب قد يمكنه من التأثير على منافسيه في صناعة الفضاء، مثل شركة بوينغ، التي تعد شريكا كبيرا للحكومة الأميركية في مجال الدفاع، حسب ما ذكره موقع بيزنس إنسايدر. وقد يؤدي تعيين ماسك إلى تعزيز نفوذه في هذه الصناعة، مما قد يُقلل من فرص المنافسين في الحصول على عقود حكومية.

وبعد إعلان فوز ترامب، نشر ماسك صورة له وهو يحمل حوض غسيل إلى المكتب البيضاوي، في إشارة طريفة إلى صورة مشابهة نشرها على تويتر عندما دخل إلى شركة "إكس" قبيل استحواذه على منصة التواصل الاجتماعي مقابل 44 مليار دولار في أكتوبر 2022.