إلى أين تتجه هاريس بعد خسارة "كل شيء"؟

قالت نائبة حاكم ولاية كاليفورنيا، إيلين كونالاكيس، إن هاريس باتت تحظى باحترام كبير داخل الحزب الديمقراطي، ما يعني أن دورها ما زال مستمرا، مشيرة إلى أن كامالا ستكشف عن خطتها خلال الفترة المقبلة.

ربما لن تتمتع هاريس مجددا بترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية، مثلما حدث مع هيلاري كلينتون في انتخابات 2016 عندما خسرت أمام ترامب فاعتبرها الحزب لا تصلح لخوض السباق مجددا، لكن كامالا قد تعمل على تفادي سيناريو هيلاري.

الفوز السهل الذي حققه ترامب على هاريس، قد يُعقد موقف كامالا إذا أرادت الترشح في الانتخابات المُقبلة عام 2028، ولا توجد أي شواهد تشير إلى تمسك الحزب الديمقراطي بترشحها مجددا.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا عن فرص هاريس وخطواتها المُقبلة، لتؤكد أن السنوات الأربع المُقبلة بمثابة "الأبدية" في السياسة، حيث يمكن أن يتغير بها كل شيء لتعود كامالا للواجهة في موعد الانتخابات المقبلة.

وستنتظر هاريس إخفاق ترامب والحزب الجمهوري في الولاية المُقبلة، لتعتمد على ندم الناخبين الذين فضلوا منافسها عليها، وتعود للترشح أملا في الفوز هذه المرة.

قد تتخلى هاريس عن طموحاتها التي بلغت عنان السماء، وتعود من جديد إلى الأرض، وتقبل مناصب أقل من منصب نائب الرئيس الأميركي، أو الحلم بمقعد الرئيس ذاته.

ويُعد خيار الترشح للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ إحدى الخيارات الواردة أمام كامالا في العام المقبل، حيث سيكون لدى كاليفورنيا عضوان في مجلس الشيوخ.

كما يُمكن أن تنافس هاريس على منصب حاكم كاليفورنيا عام 2026، لكن كامالا سيتعين عليها خوض انتخابات ضد ديمقراطيين آخرين، مثل السيدة كونالاكيس حليفتها الكبرى.

وفي هذه الحالة ستسير كامالا على خطى ريتشارد نيكسون الذي فشل في الوصول إلى مقعد الرئيس عام 1960 ليترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا بعد عامين.

سيكون الكثير من أصحاب الأعمال والمؤسسات والشركات الكبرى في كاليفورنيا سعداء للغاية إذا قبلت هاريس العمل معهم.

ويُمكن لكامالا أن تعمل في شركات المحاماة أو المؤسسات القانونية الكبرى، ليُعد ذلك ضمن خياراتها إذا قررت العودة للحياة المهنية بعيدا عن العمل السياسي.

ويُعد هذا المسار مألوفا وسلكه الكثير من المسؤولين الذين خرجوا من واشنطن العاصمة بعد نهاية فترة عملهم السياسي، ليتجهو إلى العمل المهني وتحقيق أرباح بفضل أسمائهم الرنانة.

لكن هاريس لن تقبل على هذا الخيار إذا كانت لديها أي خطط للترشح لانتخابات الرئاسة مرة أخرى، حيث أن ذلك سيؤثر عليها سلبيا لاحقا، ويجعل عودتها للسياسة أمرا صعبا.

الانضمام إلى مؤسسة بحثية أو فكرية قد يكون خطوة صغيرة جدا وللوراء بالنسبة لشخص كان على وشك الجلوس في البيت الأبيض على مقعد الرئيس، لكن هاريس قد تفعلها.

وأشارت التقارير الأميركية إلى أن هاريس يُمكنها أن تنضم إلى إحدى المؤسسات الحالية، أو ربما تقدم على إنشاء منظمة جديدة، رغم أن ذلك سيكون أمرا شاقا بالنسبة لها ويتطلب أموال كثيرة من المانحين الديمقراطيين.

وقد يكون هذا الخيار في غاية الصعوبة بسبب تعرض المانحين الديمقراطيين لضغط كبير على المستوى الاقتصادي في الأشهر الأخيرة، انتهى بخسارة انتخابات الرئاسة ما جعلهم في حالة غضب.

وسيكون على هاريس اختيار سياستها وما الذي ستدافع عنه في المؤسسة البحثية، وتضع خطتها بعيدا عن سياسات إدارة بايدن، ويمكنها أن تعطي الأولوية لقضايا أخرى بعيدا عن السياسة.

بعد خسارته في انتخابات 2020، حصل دونالد ترامب على الكثير من الأفكار من الناشرين لكتابة كُتب يتحدث خلالها عن خبراته ومواقفه السياسية، وسيكون ذلك ضمن خيارات هاريس.

وفي انتخابات 2016، خسرت هيلاري كلينتون، لتجد نفسها أمام الكثير من العروض لنشر قصتها في كتاب بعنوان "ماذا حدث؟"، ليصبح تكرار الأمر واردا بشدة بعد انتخابات 2024.

لكن هيلاري تحدثت بصراحة تمنعها بشكل غير مباشر من تولي منصب عام مرة أخرى، بينما ركز ترامب على شخصيته وإنجازاته وتحدث كبطل ينتظر العودة للبيت الأبيض.

أما هاريس فسيكون لديها الكثير لتقوله في الكتب عن فترة عملها مع رئيس متقدم في السن، وخسارة الانتخابات أمام رجل وصفته بأنه "تهديد فاشي" للديمقراطية.

قالت هاريس إنها تتعرض لضغط وإرهاق شديد خلال عملها في منصب نائب الرئيس الأميركي، ما يجعل تحررها من هذا الضغط فرصة للاستمتاع بالحياة بعيدا عن العمل الضاغط.

وفي 27 أكتوبر الماضي قالت هاريس في إحدى المكتبات ببنسلفانيا: "أخطط لزيادة وزني بعد انتهاء فترة عملي، فهم يعملون دائما على إرهاقي حتى النخاع".

وتتمنى هاريس أن تتناول الطعام الذي لم يكن بإمكانها تناوله على الطائرة الرئاسية التي كانت تتنقل بها في مهام رسمية، أو في أماكن عملها التي شغلت كل وقتها.

وعلى طريقة هيلاري بعد خسارة انتخابات 2016، قد تقضي كامالا وقتها في التنزه على الشواطئ وفي الأماكن الخضراء لتخفيف الضغط الذي صاحبها طوال السنوات الماضية والتحرر من كل شيء.