للتغلب على أسعار الطاقة.. مصريون يلجؤون للشمس

حِسبة بسيطة قام بها عادل تأكد من خلالها أن التكلفة المالية لمحطة طاقة شمسية فوق سطح منزله، ستغطي تماما بعد خمس سنوات قيمة فاتورة الكهرباء التي كانت تتجاوز 10 آلاف جنيه (200 دولار) في شهور الصيف، نظراً لمساحة المنزل الكبيرة وتعدد الأجهزة الكهربائية كثيفة الاستهلاك مثل التكييفات.

بالإضافة إلى المزايا المالية في استخدام الطاقة الشمسية، فإن عادل يشعر بالانتصار لتغلبه على انقطاع التيار الكهربائي المتكرر، والذي يعوق أنشطته المنزلية وخاصة في المساء، وهو مكسب يعتبره عادل يوازي التوفير المالي الذي يحققه استخدام الطاقة الشمسية في توليد الكهرباء لمنزله، من خلال محطة "off grid" تعمل بمعزل عن مرفق الكهرباء العام.

وحول هذا النوع من المحطات يقول المهندس محمد شتا صاحب إحدى شركات أنظمة الطاقة الشمسية لبلينكس، إن محطات الطاقة الشمسية نوعين: "off grid" تعمل على إنتاج الكهرباء بشكل مستقل تماماً عن مرفق الكهرباء، ويتم استخدام بطاريات الليثيوم لتخزين الطاقة المنتَجة نهاراً، للاستخدام ليلاً.

أما النوع الثاني فهو "on grid" ويتم توصيله بمرفق الكهرباء في حالة وجود فائض من المحطة، يستقبله المرفق وفي حالة وجود عجز يستورده المستخدم من الشبكة، ويتم عمل "مقاصة" بنهاية كل شهر مع مرفق الكهرباء لمعرفة الفارق في الإنتاج والاستهلاك.

في شمال شرق القاهرة، تقع مزرعة زيتون على مساحة 50 فدانا، يسكن وسطها موريس حنا، الذي قرر لعب دور المنتج والمستهلك في آن واحد، حينما استعان بمحطة طاقة شمسية على حدود مزرعته لتوفير الطاقة بهدف استخراج المياه من الآبار القريبة منه، بدلاً من المحروقات التي رفعت عنها الحكومة الدعم تدريجياً، ضمن برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأته في 2016.

موريس يقول لبلينكس "كل شوية أسعار السولار في زيادة، وده تكلفة إضافية في عملية الريّ، وعشان كده ركبت محطة على حدود المزرعة أكبر من احتياجات المزرعة علشان الفائض أصدّره لمرفق الكهرباء (on grid)، وبالتالي أقدر استرجع تكلفة المحطة في وقت قريب، ده طبعاً بالإضافة لتوفير تكلفة السولار وفاتورة الكهرباء للبيت".

بحسب المهندس محمد شتا تشترط الحكومة لإدماج إنتاج محطات الأفراد في الشبكة أن يتجاوز الإنتاج 10 كيلووات/ساعة، وهو إنتاج تستطيع مزرعة موريس حنا توفيره نظرا للحجم الكبير لوحدة الطاقة الشمسية التي يمتلكها في مزرعته.

ويبلغ متوسط تكلفة الكيلووات من الطاقة الشمسية نحو 27 ألف جنيه.

استخدام الشمس لري المحاصيل ليس حكراً على موريس، بل أصبح تقليداً زراعياً في العديد من محافظات مصر، وخاصة تلك التي تعتمد على المياه الجوفية للري.

لجوء الأفراد والمنشآت الفردية أيضاً في مصر للطاقة الشمسية للتغلب على الارتفاعات المتدرجة في أسعار الطاقة، يتماشى مع استراتيجية مصر 2030 والتي تستهدف وصول الطاقة المتجددة لـ42% من مزيج الطاقة في مصر بحلول 2030، ولذا يتم تشجيع استخدام الطاقة الشمسية من خلال عدة آليات وهي على الشكل التالي:

• تقديم تسهيلات ائتمانية: تقوم البنوك حالياً بتمويل مشروعات ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ فوق أسطح المنازل بقدرة ﺃﻗﻞ ﻣﻦ 500 ﻛﻴﻠﻮﻭﺍﺕ وتتحمل ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎلية ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻋﻠﻰ أﻥ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﺍﻟﻌﻤﻴﻞ ﻓﺎﺋﺪﺓ 4 % ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ أﻗﻞ ﻣﻦ 200 ﻛﻴﻠﻮﻭﺍﺕ ﻭ8% ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻋﺎﺕ ﻣﻦ 200 ﺇﻟﻰ 500 ﻛﻴﻠﻮﻭﺍﺕ ﻭﺗﺘﺤﻤﻞ "ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ" ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ في ﺣﺎل تجاوزت 8%.

• إطلاق منصة مصر للطاقة الشمسية: وهي منصة تفاعلية يتم من خلالها التعرف على "محطات طاقة شمسية" ومتابعة تركيبها للمواطنين أفراداً وشركات، وربطها مع شبكة الكهرباء القومية عن طريق شركات التوزيع المختلفة وتتيح أيضاً التواصل مع العملاء والجهات المعنية.