شح الغاز في تونس.. أزمة شتوية بلا حلول وصلت لحد "السطو"
تداول تونسيون بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع
فيديو يظهر محاولة مجموعة من المواطنين السطو على شاحنة محملة بقوارير الغاز المنزلي في محافظة سوسة شرق البلاد، من خلال نصب كمين للسائق باستعمال دراجات نارية قبل أن تتدخل الشرطة لمنعهم.
وعلّق نشطاء على موقع فيسبوك لادانة الواقعة معتبرين أن النقص الحاد في الغاز الذي تشهده البلاد منذ أسابيع، لا يبرر عمليات السطو والسرقة.
وتشهد محافظات تونسية مختلفة منذ أسابيع شحا غير مسبوق في قوارير الغاز التي تستعملها الأسر في الطهي ووسائل التدفئة تزامنا مع موجة برد وتساقط الثلوج خاصة شمال البلاد، وغربها.
ما سبب أزمة الغاز في تونس؟
من جهته، أكد رئيس الغرفة الوطنية لموزعي قوارير الغاز، محمد منيف، لبلينكس، وجود نقص في التزود خاصة بالعاصمة ومحافظات نابل وسوسة والمنستير والمهدية وصفاقس، موضحا أن هذه الأزمة باتت تتكرر سنويا خلال شهري ديسمبر ويناير، أي خلال ذروة الاستهلاك، إلى جانب تأخر وصول الشحنات بسبب الظروف المالية والاقتصادية ما يؤدي إلى اضطراب في التوزيع يتطلب تجاوزه أياما أو أسابيع.
وكشف منيف أن السلطات لا تستبق هذه الأزمة قبل فصل الشتاء بتوفير الكميات اللازمة بمراكز التعبئة الثلاث الموزعة بالبلاد، ما يؤدي إلى توقف نشاط الموزعين وتشكل طوابير طويلة، مشيرا إلى أن استياء المواطنين مفهوم وعلى الوزارات المعنية الكف عن حل الاشكاليات بعد وقوعها وتوقع هذا النقص.
شحنات وصلت وأخرى في طريقها إلى تونس
وتتواصل مشاهد الانتظار، رغم وصول ثلاث بواخر إلى الموانئ التونسية من الجزائر، محملة بالغاز المسال خلال الأسبوع الماضي، حسب ما أعلنته الشركة الوطنية لتوزيع البترول (حكومية).
وقال رئيس مدير عام الشركة خالد بالتين إن مراكز التعبئة تعمل بكافة طاقتها لتلافي النقص الحاصل خلال الأسابيع الماضية، مؤكدا اقتراب انفراج الوضع خاصة مع تراجع الطلب بعد مرور موجة البرد الحادة.
ومن المنتظر أن تصل 12 باخرة محملة بشحنات إضافية قبل نهاية الشهر الحالي، وفق وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة.
وفي سياق متصل، دعا الرئيس التونسي قيس سعيد خلال لقاءه وزير الداخلية قبل يومين، إلى مضاعفة الجهود من السلطات المعنية للإحاطة المواطنين لمواجهة موجة البرد وتساقط الثلوج، ومعاضدة مصالح وزارة التجارة لتأمين توفير قوارير الغاز.