ترفيه‎

"الوقوع منتصبا وممسكا البندقية".. للإغماء أسلوب في الحرس الملكي البريطاني

نشر

.

Bouchra Kachoub

تشتهر بريطانيا، وعلى وجه الخصوص العاصمة لندن، بالعديد من الأنشطة الثقافية التي تميزها عن باقي دول وعواصم العالم. حديثا، خلال تتويج الملك تشارلز الثالث، لم تخلُ المراسم من مشاهد مثيرة، من قبيل الإغماء على أحد أفراد الحرس الملكي ووقوعه أرضا. مشهد مماثل حدث أيضاً خلال مراسم تشييع جثمان الملكة إليزابيث الثانية. فلماذا تحدث هناك حالات إغماء؟

ليس نادراً على أفراد الحرس الملكي الإغماء في الأيام العادية أيضاً التي يقف فيها الحرس أمام قصر بكنغهام لساعات طويلة بدون أدنى حركة، على غرار الاحتفال السنوي لاستعراض الراية.

خلال تلقي الحراس لتكوينهم العسكري، يتم تدريبهم على عملية "الإغماء في وضعية التركيز" (Faint to Attention) والذي يقصد به السقوط أرضاً أثناء الإغماء مع الحفاظ على وضعية مشابهة لوضعية الوقوف حتى يبدو الحارس منتصب القامة وأنيق المنظر. كما يتم تدريب الحراس على تجنب الوقوع جانبا أو التشبث بشيء للدعامة. والحارس المنضبط هو الذي يقع أرضاً مع الاستمرار بالإمساك ببندقيته.

الوقوف بثبات لفترات طويلة يستلزم درجات عالية من الانتباه والاجهاد البدني ما قد يشكل ضغطاً على الجسم والعقل. عادة ما يعاني الحراس من الإرهاق وإجهاد العضلات وآلام أسفل الظهر، فضلا عن وزن الزي الرسمي والظروف الجوية التي قد تكون أحيانا حارة.

تشمل الحيل التي يتبعها الحراس شرب الكمية الكافية من الماء وأكل وجبات منتظمة وتحريك أصابع الأرجل حتى لا تتوقف الدورة الدموية.

عودة للتاريخ

بدأ الحرس الملكي في توفير الحراسة للعائلة الملكية البريطانية في عهد هنري السابع (1485 - 1509) لكن وظيفتهم قلصت للعروض العسكرية والمناسبات التي يحضر فيها الملوك، مثل افتتاح دورات البرلمان أو الاحتفال بعيد الملك أو الملكة. كما أن عددهم خُفض إلى 100 خلال عهد الملك تشارلز الثاني (1630 - 1685) بعدما كان يبلغ 200 في عهد الملكة إليزابيث الأولى (1533 - 1603).

قبعة الفرو الطويلة

لم يرتد الجنود البريطانيون القبعات الطويلة إلا في معركتهم مع الجنود الفرنسيين 1815 في معركة واترلو، حيث يعتقد أن قبعاتهم المصنوعة من فرو الدب الأسود كانت تجعلهم يبدون أكثر شراسة. ومع مرور الوقت، استغنت العديد من فرق الجيش عن ارتداء القبعات إذ تعيق تحركهم خلال الحرب واقتصر على ارتدائها حراس الملوك.

جذب السياح

يقف الزوار أمام قصر بكنغهام أملا في رؤية أحد أفراد العائلة الملكية لكن سرعان ما يلفت انتباههم الحراس الواقفون بمحيط القصر.

بالرغم من محاولة البعض التحدث للحراس وإضحاكهم، إلا أن هؤلاء يحافظون في معظم الأوقات على الهدوء التام والانضباط ويرجع ذلك للتعليمات الصارمة التي يتلقونها.

في أواخر شهر أبريل ٢٠٢٣، انتشر مقطع فيديو لحارس ملكي يصرخ في وجه سائحة اقتربت منه لالتقاط صورة قائلا " لا تلمسي حارس الملك" وليست هذه المرة الأولى التي يتلقى فيها زائر صرخة من الحراس إذ وقعت أحداث مماثلة من قبل.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة