منذ اللحظات الأولى لموت فرستها المفضلة دولي، أصدرت السلطات الألمانية في هانوفر تصريحاً استثنائياً لرفع الحماية عن الذئب المتهم واصياده بالرصاص الحي في شهر ديسمبر الماضي.

وفد من الخبراء قاموا بإجراء فحص الحمض النووي الوراثي DNA لمسرح الجريمة وقاموا بتحديد هوية الذئب المطلوب وأعطته السلطات رقماً تسلسلياً بدلاً من منحه اسماً معيناً، فأصبح اسمه "GW950m".

بينما أعطت جمعيات الرفق بالحيوان وحماية البيئة اسم "سنوي Snowy" للذئب لجلب التعاطف والاهتمام للقصة ومنع إعدامه.

طاقم من الصيادين انتشر بحثاً عن الذئب سنوي في الغابات لإعدامه رمياً بالرصاص، لكنهم لم يفلحوا في مهمتهم حتى شهر فبراير الماضي، عندما انتهت مدة التصريح الممنوح لاصطياده بعد طلب من مناصري حقوق الحيوان لمحكمة إدارية ألمانية في هانوفر. لكن تم التقدم بطلب جديد لقتل الذئب، وهو قيد انتظار قرار من محكمة لونبورغ الإدارية العليا.

بلدية هانوفر رفضت التعليق العام الماضي إذ كان مقتل الفرس دولي هو سبب إعطاء التصريح بقتل الذئب، ثم ادعى متحدث باسم سلطات المقاطعة الألمانية بأن قرار الإعدام لم يتم إصداره بسبب مقتل دولي، وذلك بعد أن حصلت القصة على اهتمام الصحافة الأوروبية وأثارت الجدل.

وأضاف المتحدث بأن الإقليم تقدم بطلب رفع الحماية عن الذئب قبل وفاة الفرس بيوم واحد فقط. وحاول مكتب فون دير لاين نفي أي صلة بين إدراج الذئب على قوائم المطلوبين وبين ما حدث لحصانها الصغير.

بينما قالت بلدية هانوفر بأنه "لا يوجد دليل على أن إزالة ذئب واحد من شأنه أن يؤدي إلى تدهور خطير في حالة الحفاظ على الذئاب المحمية بشكل صارم".

لكن رئيسة المفوضية الأوروبية كانت قد أمرت بإعادة تقييم قواعد الاتحاد الأوروبي التي تحمي الذئاب في جميع دول الاتحاد الأعضاء عشية موت دولي. وزادت على ذلك بإرسال رسالة لنواب حزب الشعب الأوروبي في برلمان الاتحاد تخبرهم بأنها أصدرت تعليماتها إلى خدمات المفوضية "بإجراء تحليل متعمق" حول إمكانية تعديل حالة الذئب المهددة بالانقراض.

ودعت أعضاء البرلمان إلى تقديم أي أدلة تحت تصرفهم والتي من شأنها أن تشير إلى أن "أنواع الذئاب لم تعد مهددة بالانقراض في أوروبا".

وبينما تجنبت فون دير لاين ذكر حاثة موت فرستها الصغيرة في الرسالة، كتبت للبرلمانيين بأن المفوضية "تقر بعودة الذئاب إلى مناطق الاتحاد التي تغيبوا فيها لفترة طويلة وتزايد أعدادها في مناطق جديدة. تؤدي إلى تحديات ونزاعات معينة، مثل الهجمات على الماشية والمخاطر على السكان المحليين".

قصة الذئب سنوي والفرس دولي كانت إحدى القصص التي دفعت صحيفة بوليتيكو لاتهام أورسلا فون دير لاين بممارسة مهامها كملكة للاتحاد الأوروبي لا كموظفة مدنية وظيفتها التنسيق بين الدول الأعضاء. ففي مقال بعنوان "فلنحي جميعنا الملكة أورسلا" في شهر مايو الحالي، تصف الصحيفة أورسلا بالسعي لإعطاء نفسها والمفوضية قوى غير مسبوقة في الاتحاد مستغلةً وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية بينما تتجنب الظهور الإعلامي ومواجهة نقادها كما لو كانت ذات سمو ملكي وسلطة مطلقة.

وتستشهد الصحيفة بقصة الذئب والفرس للقول إن فون دير لاين، وزيرة دفاع ألمانية السابقة والسياسية المنحدرة من تيار يمين الوسط، للقول بأنها كما الملوك الذين لم ينظروا أبداً للصيد الجائر بعين من الرحمة أو التعاطف.