في حادثة أعادت إلى الأذهان مقتل الأميرة ديانا، تعرض ابنها الأمير هاري، وزوجته ميغان ماركل، المنبوذة من قصر باكينغهام، إلى ملاحقة من قبل الباباراتزي في مدينة نيويورك، كادت تودي بحياتهما.

حدث ذلك مساء الثلاثاء 17 مايو 2023 عندما خرجت الممثلة الأميركية وزوجها الأمير البريطاني هاري من مقر حفل توزيع جوائز "مؤسسة السيدة للنساء" ليجدا في انتظارهما حشدا من المصورين.

بابتسامة على وجهها، أسرعت ميغان وزوجها للصعود لسيارة سوداء وسط أضواء فلاشات كاميرات الباباراتزي القوية.

لكن مطاردة الباباراتزي لم تتوقف عند الرصيف، بل امتدت ساعتين على طول الطريق، في ملاحقة هوليوودية من قبل سيارات سوداء.

في تصريح لقناة "سي ان ان"، قال المتحدث باسم الزوجين إن "المطاردة استمرت ساعتين تقريبا، وتوجب عليهما تبديل السيارات والمرور بعدد من المواقف الخطرة المختلفة، ففي بعض المراحل كان هناك أناس يعبرون الطريق وكان هناك أشخاص على الرصيف وبدا أنهم معرضون للخطر وكان من الممكن أن يُقتلوا بسبب هذه العملية".

تعيد هذه الملاحقة الدرامية الى الأذهان النهاية المأساوية للأميرة ديانا، والدة الأمير هاري، عام 1997 والتي لقت حتفها في حادث سير مميت يزعم أن الباباراتزي كان سببا في حدوثه، بحسب تحقيقات وثائقية للمحقق والصحفي البريطاني البارز مارك ويليامز توماس.

هناك نظريات أخرى تقول إن السائق الخاص لديانا، هنري بول، كان يقود في حالة سكر كما أن نظريات أخرى تلقي اللوم على كل من المصورين والسائق، استنادا لما نشره موقع فانيتي فير.

اعرف أكثر عن

ضحايا الباباراتزي

لم تكن الأميرة الراحلة ديانا أو الممثلة الأميركية ميغان ماركل، المعرّضتين لملاحقة المصورين. فهناك لائحة طويلة تضم مشاهير في السينما والرياضة.

• جينيفر أنيستون عارية

الممثلة الأميركية جينفر أنيستون تعرضت في مرات عديدة لملاحقة الباباراتزي في الأماكن العامة وكذلك في بيتها الخاص.

نشرت وكالة أسوشيتدبرس في 2005 عن متابعة أنيستون للمصور بيتر براندت في المحكمة العليا لـ لوس أنجلوس على خلفية التقاطه صورا لها وهي تستحم عارية في حديقة بيتها.

يفيد مصدر للوكالة أن المصور استخدم كاميرات خاصة بعدسات مقربة.

• رصاصة بريتني سبيرز

في نفس السنة، تعرضت المغنية الأميركية بريتني سبيرز لملاحقة الباباراتزي الذي تعرض واحد منهم لرصاصة في القدم، لكن الإصابة لم تكن خطيرة وأظهرت التحقيقات بعد ذلك أن سبيرز وحراسها غير مسؤولين عن ذلك.

• ريهانا والملياردير السعودي

في 2019، لاحقت عدسات الباباراتزي المغنية الأميركية ريهانا برفقة حبيبها الملياردير السعودي حسن جميل خلال إجازة في إيطاليا، حسب موقع أرابيان بيزنس.

وكانت ريهانا تحافظ على سرية علاقتها بحبيبها، لكن صور الباباراتزي أفسدت ذلك.

أكثر وأكثر عن..

كم يكسب الباباراتزي؟

توفر الصور التي يلتقطها الباباراتزي دخلا مربحا لكل من المصور والمؤسسة الإعلامية التي يعمل لديها.

يعتمد سعر الصورة على النشاط الذي يقوم به المشاهير والمكان الذين يتواجدون به، وكذلك الأشخاص رفقة هؤلاء. فإذا كانت الصورة حصرية، يمكن أن يصل سعرها إلى 15 ألف دولار، بحسب تقرير لشبكة بي بي سي.

تعد صورة الملكة الراحلة ديانا وهي في يخت بلباس سباحة مع عشيقها دودي الفايد من أغلى صور الباباراتزي في التاريخ إذ يفيد موقع الصور شوت كيت أن ثمنها وصل إلى 6 ملايين دولار.

ومن بين أغلى الصور التي التقطها الباباراتزي، بحسب بزنيس انسايدر بسبب منع دخول المصورين إلى هذه الحفلات، أو الأماكن الخاصة:

• حفل زفاف جستين تيمبرليك وجيسيكا بيل، 200 ألف دولار.

• الدوقة كيت ميدلتون مرتدية فستان سباحة، 250 ألف دولار.

• جينيفر لورانس مع صديقها يتبادلان قبلات، 400 ألف دولار.

• جيسيكا سيمبسون الحامل وهي عارية، 500 ألف دولار.

• حفل زفاف براد بيت وأنجلينا جولي، 2 مليون دولار.

لماذا يحب البشر متابعة الفضائح؟

للأمر أسباب نفسية، هذه أبرزها:

• الترفيه والهروب: يقدم الترفيه وسيلة للاستمتاع والهروب من جوانب الحياة اليومية المملة. يمكن للأشخاص الاستمتاع بمتابعة هذه القصص كوسيلة للاسترخاء والانغماس في الخيال أو ببساطة لتشتيت أنفسهم عن همومهم الشخصية، بحسب دراسة فهم تليفزيون الواقع الصادر عام ٢٠٠٤.

• المقارنة الاجتماعية: يتمتع البشر بميل طبيعي لمقارنة أنفسهم بالآخرين، وبالتالي قد تثير الأخبار عن فضائح وحياة المشاهير مقارنات داخلية تسمح للأفراد بالتأمل في حياتهم الخاصة للبحث عن الطمأنينة أنهم بخير. بحسب كتاب نظرية المقارنة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية الصادر عام ١٩٥٤.

• الفضول والتلصص: نمتلك فضولا غريزيا لمعرفة ما يجري في حياة الآخرين، خاصة المشاهير. يوفر هذا النوع من الأخبار نظرة إلى مَن يعتبرون "أيقونات ثقافية".

• عبادة المشاهير: كم مرة شاهدت شابا أو فتاة يسقطون أرضا عند مشاهدة نجمهم الغنائي أو ممثلهم المفضل؟ النهم والمتابعة المكثفة لأخبارهم وفضائحهم يمكن أن يعزز هذا الشعور بالتواصل وأنهم صاروا جزءا من حياة هؤلاء الأيقونات الشخصية، بحسب دراسة منشورة في المجلة البريطانية لعلم النفس عام ٢٠٠٢ بعنوان "تصور عبادة المشاهير".