ويتخوف عبدالرحمن، مثل كثير من الشبان العرب، أن تتكرر كارثة الحرائق هذه السنة أيضا، وخصوصا مع الارتفاع الكبير في درجة الحرارة في فصل الصيف.

بالعودة إلى كندا، فقد اشتعلت الحرائق في مناطق متفرقة يوم الأربعاء ٧ يونيو، حيث أشارت نيويورك تايمز إلى أنه عادة ما تشهد البلاد حرائق مع بداية شهر يونيو كل سنة. وتشهد كندا حالياً ٤٠٠ حريقاً متفرقاً، ٢٤٠ منهم خارج نطاق السيطرة حسبما أفادت الأسوشيتد برس.

وتتركز الحرائق في كيبيك التي تشهد ١٤٠ حريقاً نشطاً؛ مما تسبب بارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، بالإضافة إلى تشكل سحب دخانية تزداد كثافتها شيئاً فشيئاً وتحجب أشعة الشمس.

ومثل كندا، فإن الدول العربية التي تتوسط العالم وتتنوع بتضاريسها من الغابات إلى الصحاري، شهدت خلال السنوات الماضية العديد من الحرائق في غاباتها مثل: لبنان، المغرب، فلسطين، والجزائر.

سنة ٢٠٢٢ شهدت المغرب ما يقرب 500 حريقاً وزعت على 22 ألف هكتار (٢٢٧ مليون متر مربع) من الغابات. وكانت 37 بالمائة من هذه المساحات المحروقة تحوي أعشاباً ونباتاتٍ موسمية.

في مدينة طنجة تجاوز عدد الحرائق الـ١٨٨ وصنفت كأكثر منطقة شهدت حرائق في البلاد، تلتها مدينة فاس بـ٩٩ حريقاً، وبحسب الوكالة الوطنية للمياه والغابات تضررت بشكل واضح البيئة الحيوانية في غابات لبلاد ما يجعل الثروة الحيوانية البرية في خطر كبير.

فى لبنان شهدت الحدود الشمالية حرائق واسعة في ٢٠٢١، والتهمت مساحات شاسعة من الغابات، وتوسعت الحرائق نحو الحدود الشمالية الشرقية مع سوريا واقتربت من منازل المواطنين الذين هبوا لإطفاء الحريق ومساعدة الدفاع المدني.

كما وعرضت وقتها بلاد عربية مثل الأردن المساعدة في إطفاء الحرائق التي بدأت بأشجار الصنوبر والتهمت معظم المساحات الخضراء في مناطق الشمال اللبناني. ووصفت الحرائق التي بدأت بمحافظة عكار بالخطر البيئي الحقيقي، مما دفع وزيرة الإعلام بحكومة تصريف الأعمال وقتها، منال عبدالصمد، لإصدار بيان حول الموضوع قالت فيه: "الحرائق التي تجتاح لبنان تهدد ثروتنا الخضراء وأدت لخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات". وكانت عبد الصمد قد غردت وقتها على تويتر تطلب المساعدة في إخماد الحرائق، حسب موقع وزارة الإعلام اللبنانية.

في أغسطس سنة ٢٠٢٢، شهدت الجزائر حرائق متفرقة تركزت في ولايات الطارف وسطيف وسوق أهراس وجيجل وسكيكدة وتيبازة. وتسببت الحرائق حسب الـBBC بالقضاء على ٢٦٠٠ هكتار (٢٦ مليون متر مربع) من الأحراش والغابات.

وكان ٣٨ شخصا لقوا مصرعهم جراء هذه الحرائق في الجزائر. وكانت قد شهدت الجزائر حرائق متفرقة في ٢٠٢١ و٢٠٢٠ تسببت بخسائر اقتصادية وبيئية ولم تتسبب في مقتل أي شخص وقتها.

في ٢٠٢١ شهدت أحراش مدينة القدس والتي تمتلئ بالأشجار الحرجية البرية حريقاً تسبب بالقضاء على المساحات الخضراء في ١١ ألف دونم (١١ مليون متر مربع). وكانت السلطات الإسرائيلية التي تحتل المدينة منذ ١٩٦٧ قد فتحت تحقيقاً لتعرف فيما إذا كان الحريق مفتعلاً أو لا، لكنها لم تصل لنتيجة واضحة. تسببت حرائق القدس التي استمرت لـ٥٢ ساعةً بإجلاء أكثر من ألفي شخص من منازلهم ولم تتسبب في مقتل أحد، حسبما نشرت تايمز أوف إسرائيل وقتها.

نشر الباحث جو هرناندز بحثاً على موقع الراديو الوطني الأميركي NPR، بحث فيه كيف يحتمي الناس من حرائق الغابات الكثيفة. وجاءت طرق الحماية على النحو التالي:

• عدم الخروج في الهواء الطلق والبقاء داخل المنزل قدر الإمكان.
• undefined

• ارتداء قناع للوجه من فئة N95 أو أي قناع يؤدي ذات الوظيفة.

• التأكد من أغلاق جميع المنافذ الصغيرة في الشبابيك والأبواب.

• استخدام جهاز مرشح للهواء لقياس مدى نقاء الهواء، إذا اقتضت الضرورة الخروج من المنزل.

بحسب موقع NPS الأميركي فإن الإنسان يتسبب في ٨٥ بالمائة من حرائق الغابات. لكن في ٢٠٢١ تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً وفيديوهات لطائر يسمى بـ "طائر الحدأة" وهو طائر متوسط الحجم كان يحمل القش اليابس المحترق وينقله من مكان إلى آخر وهو ما تسبب بزيادة رقعة ألسنة اللهب حسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.

وأحد أهم أسباب الحرائق هو الزجاج المكسور الملقى داخل الغابات إذ أنه يجمع حرارة الشمس ويركزها في مكان واحد مما يتسبب باشتعال أوراق الأشجار في الأرض.