ترفيه
.
خلال العرض الافتتاحي للفيلم المنتظَر أوبنهايمر للمخرج كريستوفر نولان، ظهر أبطال الفيلم على السجادة الحمراء لتحية الجمهور ولقاء عشرات الصحفيين وكاميرات الإعلام.
كان من المفترض أن ينضم لاحقا كلا من؛ إيميلي بلانت ومات ديمون وكيليان ميرفي وفلورنس بوغ للمخرج في قاعة العرض ليشاهدوا ثمرة عملهم الإبداعي، إلا أن الممثلين الأربعة انسحبوا بشكل مبكر، والسر في إضراب نقابة ممثلي الشاشة، الاتحاد الأميركي لفناني الراديو والتلفزيون، الذي بدأ منتصف يوليو الجاري.
نجوم أوبنهايمر الأربعة ليسو حالة خاصة، إذ تضامن العديد من نجوم هوليود الآخرين للإضراب الذي يستهدف إنصاف ممثلين أقل شهرة فيما يتعلق بالأجور والعلاقات المتبادلة مع استديوهات الإنتاج الكبرى مثل ديزني ونيتفليكس.
بينما يحصل بعض كبار الممثلين على أجور ضخمة في صورة رواتب أو مقابل عرض على المنصات الرقمية، إلا أن معظم الممثلين، وكذلك الكتّاب والمؤلفون يحصلون على دولارات قليلة.
ورغم عدم تأثر نجوم الصفين الأول والثاني بهذه المطالب، إلا أنهم قرروا الانضمام لزملائهم، بجانب المؤلفين والكتّاب، ليصبح بذلك هو الإضراب الأول منذ أكثر من ٥٠ سنة، الذي يتشارك فيه الممثلون بجانب المؤلفين ضد شركات الإنتاج العملاقة في كل من نيويورك ولوس آنجلوس.
تمثل نقابة ممثلي الشاشة - الاتحاد الأميركي لفناني الراديو والتلفزيون قرابة ١٦٠ ألف ممثل وممثلة. (المصدر: وكالة أسوشيتد برس)
ليلة العرض الأول لفيلم أوبنهايمر، حضر المخرج كريستوفر نولان عرض الفيلم، فيما بقيت مقاعد نجومه الأربعة خاوية، بيد أن المخرج تحدث عن رحيل الممثلين بسعة صدر، فحسب موقع cbs قال نولان عن نجومه المشاركين في الإضراب "للأسف ذهبوا لكتابة لافتات اعتصام نقابة الممثلين، الذي انضموا به لاعتصام نقابة الكتاب، التي تصارع من أجل أجور عادلة".
بنبرة التضامن ذاته، تحدثت العديد من الوجوه الهوليودية البارزة، بل وتظهر رافعة لافتات الإضراب بين مئات المتظاهرين والمتظاهرات خلال إضراب الممثلين الذي بدأ في الـ ١٤ من يوليو الجاري.
سوزان ساراندون من بين الوجوه البارزة في تظاهرات هوليوود. (المصدر: وكالة فرانس برس)
من بين هؤلاء الممثلة الحائزة على جائزة أوسكار، سوزان ساراندون التي شاركت في التظاهرات التي من بين مطالبها تقديم ضمانات للممثلين بعدم استبدالهم بالذكاء الاصطناعي، ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية خاطبت ساراندون تلك المخاوف وقالت عنها :"سوف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الجميع وبالتأكيد لطالما كان هناك شعورا بأن ما لم يحل الآن، كيف لنا أن نحله في المستقبل؟".
أضافت النجمة "من الواضح أن الأزمة لن تحل من المستويات العليا وصولا لأسفل، القرار بين أيدينا نحن في القاع".
بين المتظاهرين أيضا ظهر النجم المرشح سابقا لجائزة إيمي، كيفين بيكون الذي تحدث لوكالة أسوشيتد برس أثناء تظاهرة، معلنا أنه يعتبر كلا من الذكاء الاصطناعي و الشفافية والأجور الأساسية أزمات كبيرة وأضاف :"يمكنني بشكل شخصي أن أتفاوض على تلك الأشياء ، لكنني هنا اليوم من أجل الطبقة العاملة والطبقة الوسطى التي تحتاج وجود تلك العناصر في عقودها الأساسية".
في العام ٢٠١٨ صنف موقع فوربس الممثل الأميركي جورج كلوني، واحدا من أعلى الوجوه الهوليودية من حيث معدل الدخل السنوى، بدخل إجمالي يصل إلى ٢٣٩ مليون دولار أميركي، جزء من تلك الثروة السنوية التي تدخل حسابات كلوني يُعزى لنشاطاته التجارية إلى جانب التمثيل، لكن نجاح الممثل على الشاشات أو في قطاع الأعمال لم يمنعه من الالتحام بزملاء المهنة الأقل حظا في الشهرة والأموال، في مواجهة استديوهات الإنتاج.
بعد ساعات قليلة من انطلاق إضراب الممثلين، صرح كلوني لشبكة CNN في بيان أن لحظة الاعتصام تشكل من وجهة نظره "منعطف" فيما يخص الصناعة وقال "العديد من الممثلين والكتاب فقدوا قدرتهم على الكسب، ولكي تستمر صناعتنا لابد من أن يتغير ذلك، وبالنسبة للممثلين الرحلة تبدأ الآن".
النجم الكوميدي جايسون سوديكيس، الفائز بأربع جوائز إيمي واحد من بين المنضمين للإضراب كذلك، إذ شوهد أثناء التظاهرات ممسكا بلافتته، يستمتع بالهتافات التي تدعو لتدشين عقود جديدة للممثلين.
نجم مسلسل Ted Lasso لم يبد تخوفا مما قد يسببه الإضراب من عرقلة مشاريع مستقبلية أو توقف عمليات الإنتاج لفترة من الوقت، إذ قال أنه ينوي دعم الإضراب مهما تطلب الأمر من وقت.
أما الممثلة أوليفيا وايلد فشاركت صورة على حسابها على انستجرام أثناء إحدى التظاهرات وعلقت عليها قائلة: "عضوة في نقابة ممثلي الشاشة منذ ٢٠٠٢، والتضامن قلبيا مع أي شخص اضطر للتوقف عن العمل لأن اتحاد منتجي الأفلام والتليفزيون يعجز عن إدراك قيمتنا الحقيقية. من العار أن نوضع جميعا في ذلك الموقف، لكننا لن نرضى بالفتات مدفوعين باليأس، فالعقد لابد أن يعكس التحولات الجوهرية في الصناعة منذ آخر جولة مفاوضات.. ادفعوا للناس مقابل عملهم، الطمع مقزز".
في الـ ١٤ من يوليو الجاري، انضم ممثلي هوليوود إلى كتابها في اعتصام ضد شركات الإنتاج الكبرى، في أعقاب جولة مفاوضات غير ناجحة، خاضتها الكيانات النقابية في هوليوود بغية تأمين حزمة من المكتسبات المادية للمبدعين.
في صراع العض على الأصابع، تمثل الممثلين نقابة ممثلي الشاشة، الاتحاد الأميركي لفناني الراديو والتلفزيون، والتي تعد أحد أكبر الكيانات النقابية في عاصمة السينما الأميركية إذ يمثل الكيان قرابة ١٦٠ ألف ممثل وممثلة.
يسعى الممثلون لتحسين أجورهم والحصول على ضمانات ضد سيطرة الذكاء الاصطناعي. (المصدر: وكالة فرانس برس)
في إطار حالة الإضراب والمواجهة المحتدمة بين الممثلين وشركات الإنتاج، أعلن بعض الممثلين أن عوائد عرض أعمالهم على منصات البث تتراوح ما بين بضعة سنتات إلى دولارات قلائل عن الحلقة الواحدة.
يخشى الممثلون وكتاب السيناريو في عاصمة السينما العالمية، هوليوود، أيضا من أثر الذكاء الاصطناعي على مجال عملهم، وقدر الآثار المستقبلية له، مما يدفعهم إلى مطالبة الاستديوهات بضمانات لعدم استبدالهم بالآلات ومنتجاتها.
يعتقد أن التداعيات المادية للإضراب المزدوج للكتاب والممثلين قد تصل إلى حوالي ٤ مليار دولار أميركي.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة