ترفيه‎

تم تصويره سرا.. ما نعرفه عن أول فيلم بتوقيع إسرائيلي إيراني

نشر

.

Alaa Osman

تواجه ليلى خيارا صعب أثناء منافستها على الميدالية الذهبية في أحد البطولات الرياضية، هل تدعي الإصابة وتتهرب من منافستها الإسرائيلية في المسابقة، أم تتقدم للمواجهة على نحو يعصى التوجيهات التي أصدرتها السلطات الإيرانية.

تلك ليست معضلة حقيقية، وإنما حبكة فيلم الإثارة الجديد "تاتامي" المعروض حاليا في مهرجان البندقية، فئة "آفاق" الموازية، ويحظى باستحسان المشاهدين الذي ودعوه بالتصفيق الحار بعد انتهاء العرض، حسب وكالة رويترز.

وبجانب القضية الحساسة المطروحة في العمل الدرامي عن الخطوط الفاصلة ما بين عالمي السياسة والرياضة، يثير الفيلم جدلا من نوع آخر، إذ يعتبر الفيلم أول عمل من إخراج إيراني إسرائيلي مشترك، حيث شارك في العمل كلا من المخرجين؛ زهرا أمير إبراهيمي من إيران و جاي ناتيف من إسرائيل.

أبيض وأسود

خلال أحداث الفيلم، تقف لاعبة الجودو الشابة ليلى في مواجهة مدربتها شديدة القلق مريم، التي تحثها على الانسحاب من إحدى منافسات الجودو الدولية، بعد أن بدأت الميدالية الذهبية تلوح في أفق اللاعبة، وذلك خوفا من الوصول لحلبة اللعب في نهاية دورة الألعاب لتجد ليلى نفسها في مواجهة لاعبة إسرائيلية.

وما بدأ بمحادثات هاتفية قادمة من إيران تدفع اللاعبة في سبيل ادعاء الإصابة والانسحاب من السباق، تحول لضغوط شديدة على المدربة واللاعبة المتحمسة التي لا تُبدي استعداد لترك الميدالية الذهبية جانبا.

وتدور أحداث الفيلم خلال يوم واحد من حياة الثنائي الذي تدب فيما بينه خلافات وصولا لقرار اللاعبة النهائي.

جمهور واسع

ويعرض الفيلم على مدار ساعة و ٤٥ دقيقة، باللونين الأبيض والأسود فقط، فيما تستخدم كلا من الإنكليزية والفارسية كلغة حوار ويتوقع عرض للفيلم أعدته مجلة Variety أن يتجاوز جمهور "تاتامي" الدوائر المعتادة التي تُقبل على الأفلام المعروضة بالأبيض والأسود، إذ لا تلقي القضية السياسية بظلالها على الفيلم الذي يظل محتفظا بطابعي السرعة والإثارة.

وشارك في كتابة وإخراج الفيلم المخرج الإسرائيلي الحائز على جائزة أوسكار جاي ناتيف، والممثلة والمخرجة الإيرانية، زهرا أمير إبراهيمي التي حازت على مهرجان كان كأفضل ممثلة العام الماضي عن دورها في فيلم Holy Spider.

كيف أُعد الفيلم؟

ارتحل المخرجين إلى جورجيا خصيصا من أجل تصوير الفيلم، إذ يمكن للإيرانيين الدخول للبلاد بسهولة، واتسمت أجواء تصوير الفيلم بحالة من السرية، حيث مكث كلا منهما في فندق مختلف، وتعمدا الحديث دائما باللغة الإنكليزية إذ كانت هناك مخاوف أن تتدخل السلطات الإيرانية لمحاولة عرقلة إنتاج الفيلم.

ورجوعا لتلك المخاوف لم يفصح فريق العمل عن أنه يصور فيلم بطابع سياسي من الأساس، وقالت مخرجة الفيلم زهراء أمير إبراهيمي عن سبب لجوء الفريق لتلك السرية :"أعلم أن الكثير من الإيرانيين هناك، لذا كنا نعمل على التزام الهدوء والسرية".

"ليست مشكلتي"

تعيش المخرجة الإيرانية في فرنسا، ما يمنحها هامشا من الحرية لمناقشة موضوعات قد تكون غير مطروح بالنسبة للمبدعين الذين يعملون داخل إيران، وفي مقابلة مع وكالة فرانس برس قالت المخرج إن الفيلم سيحمل طابعا سياسيا مُضيفة :"لكن هذه ليست مشكلتي".

استرجعت الممثلة والمخرجة كذلك الموقف التي تربت عليه في بلادها بالنسبة لإسرائيل فقالت :"تعلمت في المدرسة أن إسرائيل ليست موجودة .. لذلك، لا يُسمح لنا بالعمل سويًا أو الالتقاء أو نسج صداقة أو منافسة هذا العدو الوهمي".

مقارنة جريئة

لا يترّد السينمائي الإسرائيلي المشارك في إخراج فيلم "تاتامي" غاي ناتيف، مخرج فيلمَي "سكين" (2018) و"غولدا" (2023) الذي تؤدي فيه الممثلة هيلين ميرين دور رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مئير، في رسم مقارنة جريئة بين إيران وإسرائيل.

وقال لوكالة فرانس برس، جالسًا إلى جانب زار أمير على مقربة من قصر السينما في جزيرة الليدو "في ما يشبه المعجزة، يحصل ما يمكن وصفه بالثورة في إسرائيل وإيران. في إسرائيل، الثورة ضدّ ما يفعله بنيامين نتانياهو بحقّ الديموقراطية".

وأضاف "نحن بلدان متشابهان بعض الشيء ويعيشان العملية نفسها بطريقة ما".

ووُزّع فيلم "تاتامي"، الذي سيُعرض في العام 2024، في دول أوروبية عدة.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة