الـ"delulu" والتيك توك.. كيف تحول الوهم إلى "ترند"؟

مع مرور الوقت، توسعت ظاهرة الـ"delulu" لتشمل مجالات أخرى من الحياة، حيث أصبح الناس يتظاهرون بالثقة، حتى يتمكنوا بالفعل من تحقيق أهدافهم، رغم أن ذلك يبدو مستحيلًا.

يمكن اعتبار "delulu" نوعًا من جنون المظاهر، ولكن مع اختلاف واحد، وهو أن الأشخاص الذين يتصفون بـ "delulu" لا يكتفون بتزييف المظاهر، بل يترجمونها إلى أفعال واقعية.

في الخمسينيات من القرن الماضي، أطلق رجل دين ومؤلف أمريكي يدعى نورمان فنسنت بيل، على مفهوم التفكير الإيجابي اسمًا، ووصفه بأنه "القدرة على التفكير والشعور بالأمل والتفاؤل". وروج لهذا المفهوم من خلال كتابه "قوة التفكير الإيجابي".

في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، انتشرت أفكار التفكير الإيجابي من خلال وسائل الإعلام، لا سيما من خلال برنامج أوبرا وينفري الحواري. وأصبحت هذه الأفكار شائعة جدًا، واعتبرها الكثير "ظاهرة".

في الآونة الأخيرة، اكتسب التفكير الإيجابي شعبية جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة على تيك توك. حيث أطلق عليه المستخدمون اسم "متلازمة الفتاة المحظوظة". ويشير هذا المصطلح إلى الاعتقاد بأن التفكير الإيجابي يمكن أن يساعد الناس على تحقيق أهدافهم، حتى لو بدت مستحيلة.

يعتقد بعض مستخدمي TikTok أن الإجابة هي نعم. يشير هذا المصطلح إلى الاعتقاد بأن التفكير الإيجابي والإيمان القوي يمكن أن يحققا أي شيء، حتى لو كان غير واقعي.

ويمكن تطبيق هذه الفكرة على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك الحياة المهنية والعلاقات والرفاهية العقلية. على سبيل المثال، قد يؤمن شخص ما بـ "delulu" بأنه سيحصل على وظيفة أحلامه، حتى لو لم يكن مؤهلاً لها. أو قد يؤمن بأنه سيجد شريك حياته المثالي، حتى لو لم يكن يعرف أي شخص.

قد يبدو هذا الأمر غير منطقي، ولكن هناك بعض الأدلة التي تدعم هذا المفهوم. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن الأشخاص الذين لديهم توقعات إيجابية أكثر عرضة لتحقيق أهدافهم من أولئك الذين لديهم توقعات سلبية.

ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن "delulu" ليس حلاً سحريًا. لا يمكن أن يحل محل العمل الجاد والالتزام. ولكن يمكن أن يساعدك على الشعور بالتفاؤل والتحفيز، مما قد يزيد من فرصك في النجاح.

بعض أفراد جيل Z يرون أن كونك موهوم أو "delulu" فإن ذلك سيساهم بالإنتاجية في العمل، وفي ذلك تقول إحدى مستخدمات تيك توك: "كل من يعرفني يقول دائمًا إنني أعيش في واقعي الخاص، يقولون إنني أؤمن بأشياء غير واقعية".

تتفق معها مستخدمة أخرى، قائلة: "عندما أدركت أن كونك قليلًا من الدلولو يمكن أن يكون مفتاح النجاح، عدت ببساطة إلى الإيمان بقوة بالأشياء".

تعتقد هاتان المستخدمتان أن الإيمان القوي يمكن أن يساعد الناس على تحقيق أهدافهم، حتى لو بدت مستحيلة. على سبيل المثال، قد يؤمن شخص ما بقوة أنه سيحصل على وظيفة أحلامه، حتى لو لم يكن مؤهلاً لها. أو قد يؤمن بأنه سيجد شريك حياته المثالي، حتى لو لم يكن يعرف أي شخص.

ربما هذا الأمر غير منطقي، ولكن هناك بعض الأدلة التي تدعم هذا المفهوم. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن الأشخاص الذين لديهم توقعات إيجابية أكثر عرضة لتحقيق أهدافهم من أولئك الذين لديهم توقعات سلبية.

هناك فرق بين الوهم والكذب. فالوهم هو الاعتقاد بشيء غير واقعي، بينما الكذب هو القول بشيء غير صحيح عن قصد.

إذا كنت تتظاهر بامتلاك قدرات لا تمتلكها، فهذا نوع من الوهم. وقد يكون هذا أمرًا جيدًا في بعض الأحيان، مثل عندما تستخدمه لتحفيز نفسك أو لإلهام الآخرين. ولكن إذا كان هذا الوهم يحد من قدراتك أو يسبب لك مشاكل، فقد يكون من الأفضل أن تواجه الواقع.

الـ"delulu" واختيار الوظيفة

إذا كنت تشعر بالحاجة إلى التظاهر بامتلاك مهارات مختلفة حتى تشعر بالثقة في وظيفتك، فقد يكون هذا علامة على أنك في الوظيفة الخطأ. فأنت لا تشعر بالارتياح في هذا الدور، ولست واثقًا من قدراتك.

من المهم أن تجد وظيفة تشعر فيها بالراحة والثقة. فعندما تجد الوظيفة المناسبة لك، لن تضطر إلى التظاهر بأي شيء.

الـ"delulu" كأداة

يمكن أن يكون الـ"delulu" أداة مفيدة للتعامل مع المهام بشكل أكثر إيجابية. فعندما تفكر في نفسك على أنك شخص قادر وناجٍ، فمن المرجح أن تشعر بالثقة والتحفيز.

ومع ذلك، من المهم أن لا تعتمد على الديلولو بشكل مفرط. ففي النهاية، عليك مواجهة الواقع وتطوير مهاراتك وقدراتك الحقيقية.