الدعم المادي لا يكفي.. ماذا تحتاج الشركات الصغيرة للنجاح؟

أصحاب الأعمال الصغيرة هم الأفراد أو الشركاء الذين يمتلكون ويديرون أعمالهم الخاصة. غالبا ما تُعرف الشركات الصغيرة بأنها شركات لديها أقل من 500 موظف. ومع ذلك، يمكن أن تختلف تعريفات الشركات الصغيرة حسب البلد أو الصناعة.

يمكن أن يكون أصحاب الأعمال الصغيرة من أي عمر أو جنس أو عرق أو خلفية تعليمية؛ ومن الممكن أن يكون قد سبق لهم العمل في الشركات الكبيرة، أو أنهم جدد تمامًا في عالم الأعمال.

أسباب بدء "أعمالهم الخاصة"

هناك العديد من الأسباب التي تدفع البعض إلى بدء أعمالهم التجارية الخاصة. قد يبحثون عن الحرية والاستقلالية، أو أنهم مهتمون بتحقيق أحلامهم المهنية. وربما يبحثون عن فرصة لإنشاء شيء خاص بهم.

دور الشركات الصغيرة في الاقتصاد

تلعب الشركات الصغيرة دورا مهما في الاقتصاد. فهي توفر فرص عمل وخلق الثروة في المجتمعات المحلية. كما أنها تساعد على المنافسة في الأسواق وتعزيز الابتكار.

ماذا عن الـWork-Life Balance؟

في العالم المزدحم اليوم، من الصعب الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة. غالبا ما يشعر الإنسان بالضغط للرد على رسائل البريد الإلكتروني أو العمل في المساء أو عطلة نهاية الأسبوع؛ بالطبع له عائد سلبي على الصحة النفسية والعقلية.

ويعمل 84% من أصحاب الأعمال الصغيرة أكثر من 40 ساعة أسبوعيا.

شهد العالم التغيير الأكبر في أنماط العمل أثناء فترة جائحة كورونا، حيث أجبر الوباء ملايين الأشخاص على العمل من المنزل، مما أدى إلى زيادة في العمل المرن "الـhybrid"، الذي يمزج العمل في المكتب مع العمل عن بعد.

وفي العالم الغربي، أنشأ الأمريكيون 5.4 ملايين شركة جديدة، وهو أكبر عدد في عام واحد بنسبة تزيد عن 20%، وفقا لتقرير صادر عن البيت الأبيض.

ويرجع ذلك إلى أن العديد من العمال الذين فقدوا وظائفهم في الشركات الكبيرة كانوا يبحثون عن فرص جديدة للاستقلالية في 2021.

ولكن تبدو هذه التغييرات مثل أخبار جيدة لأصحاب العمل والموظفين على حد سواء. بعد كل شيء، العمل عن بعد يمكن أن يوفر مرونة أكبر وراحة للموظفين، بينما يمكن أن يوفر أيضا في التكاليف للشركات.

ومع ذلك، فإن التغييرات في أنماط العمل لم تترجم تلقائيا إلى توازن أفضل بين العمل والحياة للموظفين. في الواقع، وجدت دراسة أجرتها شركة "Gallup" أن 43% من الموظفين الذين يعملون من المنزل يشعرون بأنهم "مرهقين دائمًا أو غالبًا".

تتمتع الشركات الصغيرة بالعديد من المزايا مقارنة بالشركات الكبيرة. فهي أكثر مرونة وقدرة على التكيف مع التغييرات في السوق. كما أنها توفر فرصا أكبر للعمال المبتدئين والعاملين ذوي الخبرة المحدودة.

وعلى عكس الشركات الكبيرة، التي غالبا ما يكون لديها عمليات توظيف منهجية، تميل الشركات الصغيرة إلى التوظيف على أساس الجدارة الشخصية. وهذا يمنح العمال المجتهدين فرصة للنجاح حتى لو لم يكن لديهم الخبرة الأكثر شمولا في هذا المجال

يتعرض أصحاب الأعمال الصغيرة للاستنزاف المستمر بسبب المسؤوليات والتحديات العديدة التي يواجهونها في إدارة أعمالهم. ووفقا لدراسة أجراها الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة (NFIB)، أفاد 51% من أصحاب الأعمال الصغيرة أنهم يشعرون بالإرهاق من العمل، وقال 36% إنهم لا يحصلون على قسط كافٍ من النوم.

يمكن أن يكون لمشاعر التوتر والإرهاق تأثير كبير على الصحة الجسدية والعقلية لأصحاب الأعمال الصغيرة.

ماذا بعد؟

• ساعات العمل الطويلة: يعمل أصحاب الأعمال الصغيرة لساعات طويلة، وغالبا ما يخصصون 60 ساعة أو أكثر أسبوعيا، مما يؤدي إلى الإرهاق والتعب.

• المخاوف المالية: يشعر أصحاب الأعمال الصغيرة بالقلق باستمرار بشأن مواردهم المالية. يجب عليهم إدارة التدفق النقدي، وإعداد كشوف المرتبات، ودفع الضرائب. يمكن أن يشكل هذا ضغطا كبيرا، خاصة إذا لم يكن أداء العمل جيدا.

• مشكلات الموظفين: غالبا ما يتعين على أصحاب الأعمال الصغيرة التعامل مع مشكلات الموظفين، مثل مشكلات الأداء، والتغيب عن العمل، والصراع. هذا يمكن أن يستغرق وقتا طويلا ومرهقا.

• التسويق والمبيعات: يحتاج أصحاب الأعمال الصغيرة إلى إيجاد طرق لتسويق منتجاتهم أو خدماتهم وتحقيق المبيعات. قد يكون هذا أمرا صعبا، خاصة بالنسبة للشركات الجديدة.

هناك العديد من الطرق التي يمكن لأصحاب الأعمال الصغيرة من خلالها معالجة جميع الضغوط العقلية التي تعمل كعائق كبير في طريقهم وفقا لمنظمة "Ahead of Business".

الحفاظ على الدافع والالتزام من خلال التعلم والابتكار

أصحاب الأعمال الصغيرة الذين يجدون عملهم مجزيا وجذابا يبلغون عن مستويات أعلى من الرفاهية. يمكن أن يساعد تفويض المهام التي تجدها غير مرضية أو تعلم المهارات لإدارتها بشكل أكثر فعالية في تعزيز رضاك الوظيفي ورفاهيتك العامة.

إعطاء الأولوية لصحتك العقلية وصحة موظفيك

يمكن أن يساعد الاستثمار في تدريب الصحة العقلية في تعزيز ثقافة مكان العمل الأكثر صحة، وتقليل التوتر لكل من أصحاب العمل والموظفين. نقطة انطلاق رائعة هي التدريب عبر الإنترنت على رفاهية الأعمال لأصحاب الأعمال الصغيرة والموظفين.

البحث عن الاستشارات وشبكات دعم الأعمال

يمكن أن يكون هذا الدعم لا يقدر بثمن لأصحاب الأعمال الصغيرة الذين يواجهون تحديات إدارة الأعمال. توفر مساحة آمنة لأصحاب العمل لمناقشة مخاوفهم والتوصل إلى حلول مع المتخصصين والأقران.

إعطاء الأولوية للراحة والاسترخاء وإدارة الإجهاد

يجب على أصحاب الأعمال الصغيرة تخصيص وقت للراحة والاستجمام، حتى لو كان ذلك يعني تهميش الأمور التجارية مؤقتا. يمكن أن يساعد هذا في تقليل التوتر وتحسين الرفاهية العامة.