كيف تتجنب الخلافات العائلية في موسم الأعياد؟

تقول المعالجة النفسية والمحللة دينيس أمبر، أننا نميل إلى توقع المزيد من أنفسنا والآخرين، أثناء موسم الأعياد، أكثر مما نتوقعه خلال أي وقت آخر من العام. وعائلاتنا تتوقع منا المزيد أيضا. ونتيجة لذلك، ينتهي بنا الأمر إلى الشعور بالتوتر والتعب والاستياء.

ووفقا لجمعية علم النفس الأمريكية، قال 38% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع إن التوتر لديهم يزداد خلال موسم العطلات، مما قد يؤدي إلى مرض جسدي، والاكتئاب، والقلق. وتشمل الأسباب التجمعات العائلية.

وما يزيد الطين بلة، أن التحالف الوطني للأمراض العقلية أشار إلى أن 64% من الأفراد الذين يعانون من أمراض عقلية يشعرون أن حالتهم تتدهور في أيام العطلات.

عليك أن تتواضع قليلا وتتفهم أن كل شخص لديه توقعات مختلفة في فترة العطلات؛ وعلى الأغلب، لن يتم تلبية كل هذه التوقعات، بما في ذلك توقعاتك.

وتقول ويتني جودمان، معالجة مرخصة للزواج والأسرة، إن إحدى المشكلات التي تراها خلال العطلات تدور حول التوقعات. و"إن الرغبة في أن يكون موسم العطلات مثاليا أو مختلفا عما هو عليه عادة مع أسرهم - وهذا أمر طبيعي نظرا لكل الضغوط والرسائل التي نواجهها خلال العطلات".

أصعب محادثة تمر في الليلة بأكملها هي تلك التي تكون عن الأديان والسياسة، خصوصا عندما يتحمس البابا للتحدث عن مشاكل العالم.

ووجدت دراسة أجراها مركز بيو للأبحاث أن 58% من الأشخاص يشعرون أن مناقشة السياسة مع الأشخاص الذين يختلفون معهم هو أمر مرهق ومحبط.

للحفاظ على سلامة الجميع خلال العطلة، ابتعد عن ذلك.

ولحل هذه المشكلة، بإمكانك أن تضع نفسك في وسط النار، ولكن بثقة. حاول أن تدير المحادثة وتوجهها في اتجاه لطيف. جهز بعض القصص أو "كن راويا جيدا" كما يقترح أستاذ الاقتصاد وعلم النفس والإدارة في جامعة كليرمونت للدراسات العليا، بول زاك.

القصص الجيدة ليست مجرد إلهاء ترفيهي عن المواضيع الحساسة، ولكنها أيضا وسيلة لتغيير الحالة المزاجية على الطاولة، على المستوى الكيميائي العصبي. إن سماع قصة جذابة يعزز مشاعر التعاطف والفضول لدى المستمع، وفقا لما ذكره زاك.

من المهم وضع الحدود والتواصل مع عائلتك.

كن واضحا بشأن السلوك غير المقبول. فهذا يساعد على خلق بيئة أكثر احتراما وتفهما، مما يقلل من احتمالية الصراعات.

العديد من الأشخاص يشعرون بأنهم ملزمون بحضور التجمعات العائلية خلال العطلات، ولكن يبدو أن 78٪ منهم يحاولون وضع حدود صحية، ليس فقط في الأعياد، ولكن في حياتهم بأكملها.

جرب هذه الخطوات في الاجتماع العائلي القادم:

تأمل مع نفسك قبل الذهاب

قبل وضع الحدود، خذ وقتا للتفكير في احتياجاتك وحدودك. فكر في السلوكيات أو المواضيع غير المقبولة بالنسبة لك وكيف تريد توصيل هذه الحدود إلى عائلتك.

كن محددا

بدلا من استخدام عبارات غامضة، قدم أمثلة واضحة على السلوكيات التي تعتبرها غير مقبولة. على سبيل المثال، يمكنك أن تقول: "سأكون ممتنا لو امتنعت عن التعليق على حياتي الشخصية"، لكن تأكد من نبرة حديثك، لا تتلاسن عندما توضح وجهة نظرك.

اعرض بدائل

بدلا من مجرد ذكر ما هو غير مسموح به، قدم بدائل أو تنازلات. على سبيل المثال، إذا كانت بعض المواضيع محظورة، فاقترح مناقشة الاهتمامات المحايدة أو المشتركة.

الاستماع النشط يعتبر الخطوة الأولى لنزع فتيل الأزمة والبحث عن حلول. ووفقا لدراسة، فإن الاستماع النشط يعد عاملا أساسيا للحفاظ على علاقات عائلية قوية.

كيف بإمكانك التدرب على الاستماع النشط؟

تقول جمعية القلب البريطاني، هناك عدة خطوات لتتبعها، من بينها:

واجه المتحدث وتواصل بعيونك

يعد الاتصال بالعين جزءا مهما من المحادثة وجها لوجه. الاتصال البصري مهم لإظهار أنك تستمع بانتباه.

تحقق من موضع جسدك، وتجنب وضع الذراعين أو الساقين المتقاطعتين، مما قد يجعلك تبدو "منغلقا" أو دفاعيا.

"استمع" إلى الإشارات غير اللفظية

انتبه لما يقوله الشخص الآخر بلغة جسده، هل يبتسم أم أن ذراعيه متقاطعتان بشكل دفاعي.

لا تقاطع

إن المقاطعة أمر محبط بالنسبة للشخص الآخر، فهو يعطي الانطباع بأنك تعتقد أنك أكثر أهمية، أو أنه ليس لديك الوقت لما يريد قوله. إذا كنت بطبيعتك مفكرا أو متحدثا أسرع، فاجبر نفسك على التباطؤ حتى يتمكن الشخص الآخر من التعبير عن نفسه.

استمع دون إصدار أحكام

إذا بدأت في الرد عاطفيا على ما يقال، فقد يعيق ذلك الاستماع إلى ما يقال بعد ذلك. حاول التركيز على الاستماع. وبالمثل، لا تفترض أنك تعرف ما سيقال بعد ذلك.