كوثر بن هنية.. مخرجة حلقت بالسينما التونسية للعالمية

فيلمها الحالي "بنات ألفة" أو Four Daughters فقد خاضت به المخرجة التونسية غمار المنافسة في مهرجان كان السينمائي في مايو الماضي، ليحصد 3 جوائز منها جائزة "السينما الإيجابية" والتي تمنح للفيلم الطويل الأكثر إيجابية في قائمة الأفلام المترشحة بالمسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي.

كما فازت بجائزة "تنويه خاص" من لجنة جائزة الناقد "فرنسوا شالي" التي تقدمها جمعية فرنسوا شالي منذ 27 عاماً على هامش مهرجان كان السينمائي، من طرف مجموعة من النقاد والصحفيين المختصين في المجال السينمائي.

كذلك حصلت على جائزة "العين الذهبية" أو جائزة الأفلام الوثائقية التي تترأسها كريستيان جونسون، مناصفة مع الفيلم المغربي "كذب أبيض"، فضلاً عن أن فيلم "بنات ألفة" فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي بمهرجان غوثام الدولي.

المخرجة الذهبية كوثر بن هنية حظيت بتتويج للعديد من أفلامها، مثل "على كف عفريت"، و"زينب تكره الثلج"، و"بطيخ الشيخ".

تقول المخرجة التونسية إنها تريد دائماً في أعمالها الابتعاد عن التناول النمطي للقضايا الإنسانية والكونية، فتعالجها خارج الإطار الكلاسيكي.

فمنذ بداياتها، تمكنّت من أن تلفت الانتباه كواحدة من الأصوات السينمائية المجددة، فتثير الإعجاب لجرأتها، ولقدرتها على إثراء الشاشة الكبيرة بقصص فريدة ومؤثرة.

ففي حكاية "زينب" التي تكره ثلوج كندا بعد أن هاجرت إليها مرغمة صحبة أمها، تلتقط كوثر بن هنيّة تفاصيل فارقة في حياة مهاجرين شرعيين يصطدمون بهوة حضارية عميقة بين الشرق والغرب.

بينما حولت في عمل آخر مهاجرا غير شرعي "الرجل الذي باع ظهره" إلى سلعة تباع وتشترى دون أن تخوض في الرابط بين الهجرة وما سبقها من حروب ونزاعات.

أما عن فيلم "بنات ألفة" فهو تجربة سينمائية فريدة تمزج بين الوثائقي والروائي، تريد من خلالها ابنة محافظة سيدي بوزيد بالداخل التونسي، أن تساعد ألفة وهي امرأة حقيقية وأم عصامية تغيرّت حياتها بعد أن فرت اثنتان من بناتها الأربع، ثم اكتشفت تورطهما مع جماعة إرهابية.

ولتعويض غياب بنات ألفة في الواقع، استعانت المخرجة كوثر بن هنية بممثلات متميّزات وابتكرت أسلوباً فنيّاً مغايراً للسائد انطلاقا من شخصيات واقعية.

الفيلم من بطولة هند صبري في دور ألفة، ومجد مستوره مع ألفة حمروني (ألفة الحقيقية) وآية شيخاوي (ابنة ألفة الحقيقية) وتيسير شيخاوي (الابنة الحقيقية الثانية لألفة) ونور كاروني، ورحمة شيخاوي، وإشراق مطر، وغفران شيخاوي.

وهكذا تثبت كوثر بن هنيّة قدرتها على الإبداع، رافضة التكرار، فتجدد حتى في اختياراتها، وطرق إسقاط الواقع على مختلف أعمالها من أجل أن تخوض مغامرات سينمائية مختلفة، تضع تحت المجهر قضايا الإنسان المتعددة، لتصر على المحافظة على تلك الصورة الناصعة لمخرجة تونسية تريد أن تكون دائما "المخرجة الذهبية".