هل يُعلن "Gen Z" نهاية عصر القراءة الإلكترونية؟

BookTok هو الهاشتاغ المعتمد لكلّ المحتويات المتعلّقة بالكتب والقراءة والكتابة على تطبيق "تيك توك"، وبحسب بيان للمنصة، فإنه اكتسب شعبية متزايدة مع أكثر من 77 مليار مشاهدة عالمياً في 2022، معتبرة أنه يجمع المهتمين بحبّ الأدب بمختلف أشكاله، وذلك من خلال مراجعات الكتب ونصائح الكتابة وإعادة تمثيل الروايات الشعبية وغير ذلك.

وبينما الجيل Z محاط بالشاشات، ومعروف بطلاقته الرقمية، وعلى الرغم من أن تجربة BookTok المناسبة لأدواته، فإن هذا الجيل يقود عودة ظهور الكتب المطبوعة، إذ يجد سحرًا في تجربة القراءة المادية.

وهناك عدة عوامل تغذّي هذه الظاهرة، من بينها الجودة الغامرة، إذ يقدر الجيل Z الارتباط الشخصي المبني مع الكتب المادية، ويصبح تسليط الضوء على المقاطع، وصفحات الكتب، والهوامش التوضيحية رحلات شخصية متشابكة مع السرد.

الجيل الذي وُلد عمليا والهواتف الذكية في أيديهم، يقود طفرة في مبيعات الكتب المطبوعة، إذ تقول الأبحاث إن الكتب الورقية عادت بفضل القراء الشباب.

ويكشف مركز بيو للأبحاث عن تفضيل جيل Z الساحق للكتب ذات الأغلفة الورقية والأغلفة الصلبة على أجهزة القراءة الإلكترونية.

لكن ما سر هذه العودة غير المتوقعة؟ تتكهن بعض الدراسات بأن السبب هو الرغبة في الهروب من الإخطارات المستمرة والانحرافات في العالم الرقمي، إذ يوفر حمل الكتاب مساحة مخصصة للقراءة المركزة، بعيدًا عن إغراء وسائل التواصل الاجتماعي أو الرسائل الفورية.

ويقدّر آخرون "ملمس الكتب" مثل وزن الكتاب، وقلب الصفحة، ورائحة الحبر والورق الفريدة، التي تخلق انغماسًا أعمق في القصة.

وبعيدًا عن التجربة الغامرة، هناك أيضًا جانب اجتماعي، إذ يستخدم الجيل Z منصات مثل BookTok للتواصل مع القراء الآخرين، ومشاركة حبهم للأدب، وعرض أرفف الكتب المادية على منصات التواصل الاجتماعي، وهذا يعزز الشعور بالانتماء للمجتمع، والشغف المشترك بالأدب، ويحول الكتب الورقية إلى أكثر من مجرد مواد للقراءة.

يكشف تقرير حديث صادر عن جمعية المكتبات الأميركية (ALA) عن اتجاه مفاجئ، وهو أن الجيل Z وجيل الألفية يستخدم المكتبات العامة، رقميًا وماديًا، بمعدلات تتجاوز الأجيال الأكبر سناً. وهذا يتحدى النظرة النمطية للشباب على أنهم يعتمدون فقط على المصادر الرقمية.

وجد التقرير -استنادًا إلى بحث إثنوغرافي واستطلاع عام 2022- أن أكثر من 50% من المشاركين البالغ عددهم 2075، من الجيل Z وجيل الألفية، زاروا فعليا إحدى المكتبات خلال العام الماضي.

جدير بالذكر أن 43% من القراء "غير المثقفين" استخدموا أيضا المكتبات، ما يشير إلى جاذبية أوسع تتجاوز استهلاك الكتب التقليدية.

ولكن، هل يمكن أن يكون حب الجيل زد للمكتبات عابراً؟ تشير الأبحاث إلى ميلهم لتجميل الأمور، ما يثير احتمال انضمام المكتبات إلى قائمة هواياتهم، وليس مجرد "مرحلة عابرة".