حبيب "نصاب" بـ450 ألف دولار

أدى النمو السريع لهذا النوع من الاحتيال، الذي يُعتقد أن عصابات الجريمة في جنوب شرق آسيا تديره، إلى خسائر تقدر بمليارات الدولارات في الولايات المتحدة، حيث يقول الضحايا إن هناك القليل من الموارد لاسترداد الأموال.

كما هو الحال بالنسبة للعديد من الضحايا، بدأت تجربة داتا في تطبيق للمواعدة، Hinge في حالتها، حيث التقت في يناير الماضي بـ "أنسيل"، الذي قدم نفسه على أنه تاجر نبيذ فرنسي مقيم في فيلادلفيا.

وقالت داتا إنها "تعرضت للإغداق بالكاريزما" مع انتقال المحادثة بسرعة إلى تطبيق واتساب. وقام أنسيل بحذف ملفه الشخصي على تطبيق المواعدة لمنحها "اهتماما مركّزا"، وهذا أمر لا يحدث كثيرا في عصر العلاقات العابرة عبر الإنترنت.

وتبادلوا صور السيلفي والـemojis وأجروا مكالمات فيديو قصيرة وقف فيها الرجل "اللطيف الخجول" مع كلب، تم تحديده لاحقا على أنه مزيف بالذكاء الاصطناعي.

وفي علاقتهما، كانا يرسلان الرسائل النصية لبعضهما البعض يوميا، وكان أنسيل مهتما للغاية بجميع تفاصيل حياتها، مستغلا رغبة داتا في الحصول على رفيق يعتني بها بعد طلاقها.

ولكن حبل الكذب قصير، فاستمرت خطط اللقاء وجها لوجه في التراجع. ولكن لم يكن لدى داتا أي شك عندما تلقت باقة من أنسيل مرسلة من محل لبيع الزهور في فيلادلفيا، مع بطاقة في عيد الحب الماضي.

وعندما أرسلت له صورة سيلفي مع الزهور، أغدقها بـemojis مع قبلات.

ومن بين العديد من الأحلام التي أوهمها بها أنسيل، كان هذا الحلم الأكثر تكلفة لداتا. وتقول داتا، وهي مهاجرة من الهند، لوكالة فرانس برس: "كان الحلم هو أنني سأتقاعد مبكرا، وأعيش في وضع جيد".

وخدعها أنسيل عندما أرسل له رابطا لتنزيل تطبيق تداول العملات المشفرة، والذي يأتي مزودا بمصادقة ثنائية لجعله يبدو شرعيا. وقال لها: "هل تريدين حقا العمل حتى تبلغي 65 عاما؟"

وقعت داتا بالفخ وقامت بتحويل بعض مدخراتها إلى عملة مشفرة في بورصة Coinbase ومقرها الولايات المتحدة، وسمح لها التطبيق المزيف في البداية بسحب مكاسبها المبكرة، مما عزز ثقتها في استثمار المزيد. وقالت داتا بعد فوات الأوان: "عندما تجني مبالغ فلكية من تداول الأموال، فإن ذلك يعبث بتصورك الطبيعي للمخاطر.. وتشعر وكأنك تقول: واو، أستطيع أن أكسب المزيد."

حثتها أنسيل على استثمار المزيد من المدخرات، والحصول على القروض، وحتى تصفية صندوق التقاعد الخاص بها.

وبحلول شهر مارس، تضاعف استثمار داتا البالغ نحو 450 ألف دولار على الورق.

ولجأت إلى شقيقها المقيم في لندن، الذي أجرى بحثا عكسيا عن الصور التي أرسلها لها أنسيل، ووجد أنها لمؤثر ألماني في مجال اللياقة البدنية.

قال داتا: "عندما أدركت أن الأمر برمته كان عملية احتيال وأن كل الأموال قد اختفت، كنت أعاني من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة. لم أستطع النوم، ولا تناول الطعام، ولا حتى أداء وظائفي لقد كان الأمر مؤلما للغاية".

تمتلئ مواقع المواعدة بالمعلومات المضللة، مع مجموعات فيسبوك مثل "حيل المواعدة المحتالة على Tinder" و"هل نواعد نفس الشخص؟" وتأتي هذه الظاهرة مع الاستخدام المتزايد لصور الملفات الشخصية التي ينشئها الـAI.

لكن استخدام الرومانسية كوسيلة لارتكاب عمليات احتيال مالي يثير إنذارا جديدا.

وقالت داتا، التي تخضع للعلاج وانتقلت إلى شقة أصغر لإدارة ديونها، إن أملها ضئيل في التعافي بعد إبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالي والخدمة السرية بالجريمة.

وقالت داتا إن الأمر الأكثر إيلاما هو التعامل مع الأحكام العامة مثل: "كيف يمكن أن تكون بهذا الغباء؟"

قال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن أكثر من 40 ألف شخص أبلغوا العام الماضي عن خسائر تزيد قيمتها الإجمالية عن 3.5 مليار دولار بسبب الاحتيال في العملات المشفرة، بما في ذلك ذبح الخنازير، إلى مركز شكاوى جرائم الإنترنت التابع للمكتب.

لكن من المرجح أن يكون هذا التقدير منخفضا، حيث يميل العديد من الضحايا إلى عدم الإبلاغ عن الجريمة بسبب العار.

وقالت المدعية العامة في كاليفورنيا إيرين وست، إن "الأمر المروع في هذه الجريمة هو أنها تهدف إلى أخذ كل قرش من ضحيتها"، مضيفة أنها "تغرق بالضحايا كل يوم".

"تم غسل أدمغة الضحايا حقا".