تاريخ كذبة أبريل.. من بركان ألاسكا إلى انسحاب ترمب

لم يتوصل المؤرخون بعد إلى أصل ما يُسمى "كذبة أبريل" تاريخيا، لكن هناك شبه إجماع على أن الأمر يعود إلى قرون مضت، مع بداية عصر نهضة أوروبا.

وربطت بعض النظريات أصل "كذبة أبريل" بالعصر الروماني، لكن المصدر نفسه كان عبارة عن خدعة أخرى، وقع ضحيتها مراسل صحافي.

وفي عام 1983، تواصل مراسل وكالة "أسوشيتد برس" مع مؤرخ في جامعة بوسطن يدعى جوزيف بوسكين، لمناقشة أصل يوم كذبة أبريل، لينسج المؤرخ قصة طويلة على افتراض أنه سيتحقق منها ويكتشف أنها مزيفة، لكن ذلك لم يحدث، قبل أن يعترف بوسكين بأنه اختلق القصة برمتها.

الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، لم يفوّت فرصة الأول من أبريل، من أجل اختلاق طرفة جديدة، تعلقت هذه المرة بحملته الانتخابية.

ونشرت الحملة الانتخابية لترمب 2024 رسالة أكدت خلالها تعليق عملها، قبل أن تقول في النهاية إن ترمب لن يستسلم أبدا.

رسالة حملة ترمب كان هدفها جمع التبرعات في النهاية، من أجل نمو عملها قبل الانتخابات المقرر إقامتها في نوفمبر المقبل.

وتلقى مؤيدو ترمب رسالة عبر البريد الإلكتروني، حول تعليق حملته، قبل أن يتم إخبارهم في النهاية بأنها مزحة، مع رابط من أجل جمع تبرعات تتراوح ما بين 5 دولارات إلى 3 آلاف و300 دولار.

وعندما يُفتح الرابط قبل بداية عملية التبرعات، يجد المؤيدون جملة مكتوبة بأحرف كبيرة مفادها: "هل تعتقد حقا أنني علقت حملتي؟ إنها كذبة أول أبريل".

هناك العشرات من الكذبات الشهيرة على مستوى العالم في أبريل، لكن ما حدث عام 1957 يحتفظ بمكانة خاصة في الذاكرة، إذ تابعه 8 ملايين شخص.

في هذا العام أذاعت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" خبرا حول "حصاد السباغيتي السويسري"، وقيل إن منطقة تيسينو القريبة من الحدود الإيطالية نجحت في إنتاج محصول استثنائي من السباغيتي، وبثت لقطات لبعض الناس يقطفون خيوط السباغيتي من الأشجار.

وعندما اتصل الجمهور البريطاني هاتفيا ليعرف كيف يمكنهم شراء أشجار السباغيتي وزراعتها، طلبت منهم "بي بي سي" وضع غصن من السباغيتي في علبة صلصلة الطماطم، قبل أن يتم اكتشاف الكذبة.

وهناك كذبة شهيرة أخرى في لندن، يعود تاريخها إلى عام 1698، عندما خُدع الناس هناك للمرة الأولى بخطابات رسمية لحضور "غُسل الأسود في برج لندن"، وحضر الجمهور بالفعل لمشاهدة الأسود وهي تغتسل، لكنهم لم يجدوا شيئا. الأمر تكرر عدة مرات خلال القرنين الثامن والتاسع عشر.

وفي أميركا كان الناس ضحية أيضا لكذبة أبريل، إذ شهدت ألاسكا أجرأ الخدع التي تعرض لها الجمهور، وأكثرها ترويعا، إذ قيل إن هناك ثورة لبركان جبل إيدجكومب، وسط ذعر وهلع من السكان عند سماع الخبر.

صاحب الكذبة لم يكن وسيلة إعلامية مرموقة يصدقها الناس هذه المرة، وإنما كان عاملا في قطع الأخشاب، يُدعى أوليفر بيكار، ولكي يُصدق الناس كذبته، جمع 70 إطارا لسيارات قديمة وخبأها في حظيرة طائرات، وحين جاء الأول من أبريل شرع في تنفيذ خطته برميها في البركان الخامد بعد غمسها في المواد القابلة للاشتغال، ليتصاعد الدخان بكثافة، لكن السلطات اكتشفت الخدعة.

وفي عام 1962، قبل سنوات من اختراع التلفزيون المُلون المتاح في المنازل، تعرّض أصحاب التلفاز لخدعة كبرى، إذ تم إخبارهم بإمكانية تحويل شاشاتهم من الأبيض والأسود إلى الألوان من خلال حيلة بسيطة يمكن عملها في المنزل.

ونشر الخبير الفني للتلفزيون وقتها، كييل ستينسون، تفاصيل العملية من خلال برنامج تلفزيوني، وطلب من الناس مد خيوط شبكية فوق شاشاتهم وثنيها بطريقة معينة، ما يسمح لهم بظهور الألوان على الشاشة، وهو ما لم يكن صحيحا بالطبع.