"مصارعة الثيران" تقسم إسبانيا بين اليمين واليسار

يرى رئيس الكتلة النيابية للحزب الشعبي اليميني ميغيل تيلادو أن "مصارعة الثيران نشاط جزء من ثقافة الإسبان ومن تقاليدهم، وهو جزء من هويتهم كشعب". وهو ما يرفضه اليسار الحاكم الذي يعتبر في ممارسة هذا النشاط خرقا لحقوق الحيوانات.

يعد الطابع الثقافي لمصارعة الثيران موضوع نقاش حيوي في إسبانيا بين منتقدي مصارعة الثيران والمدافعين عنها.

لكنّ الطابع الثقافي لمصارعة الثيران يثير جدلا حادا في إسبانيا. وقد أدرجته حكومة مُحافِظَة عام 2013 في قائمة "التراث الثقافي غير المادي" لإسبانيا.

بما أن هذه الرياضة من التراث الإسباني، قررت وزارة الثقافة الإسبانية منذ 2013 منح هذه الجائزة الوطنية لمصارعة الثيران، على غرار الجوائز التي تمنحها في مجالات الأدب والشعر. وسبق لعدد من مصارعي الثيران المشهورين أن نالوا هذه الجائزة.

إلا أن قسما من اليسار الإسباني يرفض إسباغ الطابع الثقافي على مصارعة الثيران. واتخذت حكومة بيدرو سانشيز، بدفع من أقصى اليسار، قرارا عام 2021 باستبعاد مصارعة الثيران من الدعم المالي الثقافي الذي توفره للشباب.

لكنّ أوساط مصارعة الثيران، بدعم من اليمين، توصلت إلى فسخ هذا القرار في القضاء.

نددت كبرى الجمعيات الأهلية في إسبانيا في بيان مشترك بقرار الحكومة الذي رأت فيه "إهانة لأهم نشاط اقتصادي ثقافي" في إسبانيا وللقانون الصادر عام 2013 الذي يُلزم الدولة بـ"حماية مصارعة الثيران وتشجيعها". وطالبت هذه المنظمات بـ"استقالة" وزير الثقافة.

وفي المقابل، رحبت جمعيات الرفق بالحيوان بالقرار، معتبرةً أنه يمثل "خطوة في مكافحة مصارعة الثيران المثيرة للجدل".

ومع أن أبرز مصارعي الثيران يُعدّون من المشاهير في إسبانيا، تُظهر استطلاعات الرأي تراجعاً في الاهتمام بهذا النشاط وخصوصاً في صفوف الشباب.

وحظرت منطقة كاتالونيا، شمالي شرق إسبانيا، مصارعة الثيران عام 2010، لكنّ المحكمة الدستورية ألغت هذا القرار في نهاية عام 2016. لتظل جزر الكناري المنطقة الوحيدة في إسبانيا التي أصبح قرار حظر مصارعة الثيران نافذا فيها منذ عام 1991.