جولة "حقيقية" في شوارع "هاري بوتر"

للغرابة، تتنوع أعمار مجموعة السائحين الذين يرافقون سام ثورن في الجولة، فهناك شبان وشابات، وأمهات برفقة الأبناء.

في مقابر غريفرايرز، يتفقد السائحون الأسماء على شواهد القبور، فهناك أسماء مشابهة لكثير من شخصيات جاي كيه رولينغ، مع أن الكاتبة لم تقرّ يوما بأنها استوحتها.

ويشرح الدليل السياحي لمجموعته: "هنا، سترون قبر فولدمورت"، الشرير المرعب في السلسلة.

وكانت كيت ميرسون، وهي أم أربعينية، مع زوجها وطفليها ضمن المجموعة السياحية، إذ هي انتقلت إلى إدنبره للعمل، ولكن ككثير من الأميركيين، اغتنمت الفرصة لاستكشاف جذورها الاسكتلندية، ولإرضاء ابنتها البالغة تسع سنوات وتعشق أجواء هاري بوتر.

ويُختتم "مسار بوتر" الذي يتولى سام ثورن إرشاد المشاركين فيه، في شارع فيكتوريا المتعدد الألوان والذي يتم تصويره كثيرا، بالتحديد أمام متجرين للبضائع المشتقة من السلسلة.

تدر هذه الجولات التي تستغرق كل منها ساعة ونصف الساعة، مداخيل كبيرة، إذ أن سعر التذكرة للشخص الواحد يبلغ 20 جنيها إسترلينيا أي 25 دولارا، وتضم كل مجموعة عشرات المشاركين.

في متجر "إنتشانتد غالاكسي" Enchanted Galaxy، يبلغ سعر العصا "السحرية" البلاستيكية 40 جنيها إسترلينيا أي 51 دولارا على الأقل، في حين يباع تمثال محدود الإصدار لشخصية من أحد أفلام السلسلة لقاء 650 جنيها إسترلينيا أي 831 دولارا.

ووقفت الهندية، بريا مارو، وهي مقيمة في تورونتو، في طابور تحت المطر أمام أحد المتجرين، إلى جانب نحو 15 آخرين من الهواة، وجهزوا محافظهم للشراء.

ومع أنها أكدت أنها تستطيع العثور في تورونتو على ما شاءت من المنتجات المتعلقة بالسلسلة، إلا أنها أوضحت: "شراء بعضها من هنا، من مدينة هاري بوتر يمثل دلالة رمزية".

ولاحظت جيني ستيل من وكالة "فيزيت اسكتلندا" للترويج أن "هاري بوتر محرك رائع للسياحة في اسكتلندا".

وتعد السياحة أحد أسرع القطاعات نموا في اسكتلندا، إذ تساهم بمبلغ أربعة مليارات جنيه إسترليني في الاقتصاد المحلي سنويا.

وفقا لمديرة مديرة متجر "إنتشانتد غالاكسي"، مونيكا السينا، فإن "المتجر يعمل بشكل جيد، إذ أن شعبية هاري بوتر تتزايد".

ومع أن أية أفلام أو كتب جديدة من السلسلة لم تصدر، فقد عززت الاهتمام بعالم هاري بوتر في السنوات الأخيرة لعبة فيديو شهدت إقبالا كبيرا، ومسرحية باتت دائمة العرض في وست إند في لندن، وفيلم Fantastic Beasts: The Secrets of Dumbledore المشتق من السلسلة، كما يجري إعداد مسلسل تلفزيوني.

والعامل الأهم أن عائلة المعجبين آخذة في الاتساع، إذ أن الجيل الأول يعرف أبناءه حاليا على الكتب، وفقا لملاحظات مونيكا السينا.