تريند مصر السنوي.. الساحل الطيب يواجه شقيقه

من بين الأشياء التي جعلت الساحل الشمالي يحظى بشهرة واسعة في مصر، الأسعار المرتفعة للغاية التي تصل أحيانا إلى 100 ضعف معظم الوجهات الصيفية داخل مصر.

فعلى سبيل المثال باتت زجاجة المياه المعدنية الصغيرة في مصر بحجم نصف لتر، حديث الساعة في الموسم الصيفي، بعد أن تداول نبأ بيعها في الساحل الشمالي مقابل 200 جنيه مصري (4 دولارات)، بينما تباع بثلاثة جنيهات فقط في شوارع القاهرة والمحافظات الأخرى.

لقب "الساحل الشرير" اكتسب اسمه نظرا لأن الطبقات المتوسطة لا تستطيع تحمل تكلفة الإقامة به لبضعة أيام، فهو وجهة المشاهير والأثرياء من نجوم المجتمع المصري.

وفي الموسم الحالي، تداول أحد الزوار في الساحل الشمالي فاتورة ركن سيارته التي بلغت نحو 1500 جنيه (31 دولارا)، بينما يبلغ متوسط الأجرة لنفس الخدمة في أغلب محافظات مصر أقل من 20 جنيها (أقل من نصف دولار).

وبات تداول فواتير المطاعم والمقاهي أمرا مألوف على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتندر البعض على الأسعار الجنونية للأشياء البسيطة مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية موحدة السعر في المتاجر خارج "الساحل الشرير".

الأسعار غير المنطقية دفعت الكثير من الأثرياء والفنانين والنجوم لانتقاد التسعير للمنتجات والأطعمة والمشروبات والخدمات في الساحل الشمالي، لكن كل هذا لم يؤثر، لأن الأسعار ترتفع أكثر في كل موسم، وفي نفس الوقت يزداد الإقبال.

وضع مجتمع الساحل الشمالي معاييره الخاصة، فمثلا بات استخدام السيدات لمايوه المحجبات المسمى "بوركيني" أمرا غير مألوفا هناك، ومن ترتديه تتعرض لسخرية، ويصل الأمر إلى حد منعها من النزول بهذا الشكل.

على الجانب الآخر يُمنع الرجال من نزول البحر وحمامات السباحة في المنتجعات بملابس فوقية، وهي العادة التي امتدت من الساحل الشرير إلى الآخر "الطيب" الذي يبدأ من إسكندرية ويمتد إلى القرى السياحية القديمة مثل مراقيا وغيرها، وصولا إلى مارينا بداية الساحل الآخر.

وتعرض الكثير من الزائرين لمضايقات من رجال الأمن، إذ يُمنع دخول أغلب المناطق في المنتجعات السياحية وبعض الشواطئ إلا للملاك فقط، سواء كان مالكا في نفس المنتجع أو آخر مجاور.

وفي بعض الأحيان يُعد دخول بعض المنتجعات السياحية في الساحل الشرير، أصعب شيء يمكن لمواطن من الطبقة المتوسطة فعله في مصر.

أهم ما يميز الساحل استعراضات السيارات الفارهة والرياضية الشهيرة التي يمتلكها الصفوة ونجوم المجتمع والأثرياء.

في المقابل، يحرص "شباب الساحل الطيب" على التجمع في المساء واستعراض سياراتهم المعدلة عن نسخها الأصلية في الطرق المُقابلة للساحل، وإقامة تحديات حول السيارة الأفضل من بين السيارات المُعدلة كليا.

وفي صيف 2023 نظم الفنان عمرو دياب حفلا غنائيا في الساحل، وصلت سعر تذكرته إلى 80 ألف جنيه مصري (2500 دولار أميركي آنذاك)، الأمر الذي أحدث ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي وقتها.